ضمن أسوار المدينة القديمة ارتفعت قلعتها على رابية طبيعية في الجانب الغربي منها تعلو منحدرها الذي يحيط به الخندق أبراج مربعة وكأنها مدينة ملكية , ما زال عمران أحدها من الشمال الشرقي متكاملا في مظهره الخارجي حتى الآن .
– موقع القلعة :
تقع القلعة في الجنوب الغربي للمدينة القديمة على تل ارتفاعه 32م عن مستوى الطريق العام , شكله مخروط ناقص أسفله طبيعي صخري وأعلاه صناعي وجوانبه مبلطة بصفائح من الحجر الأسود, وترتفع عن سطح البحر نحو 495م, و كان يحيط بها خندق دفاعي وسور المدينة الذي يمتد من باب التركمان غربا و حتى باب السباع جنوبا, وقد بقيت معالم آثار هذا السور غير واضحة حتى تمت إزالته من أجل توسيع الطريق حول القلعة وردم الخندق و تم تحويله مؤخراً إلى حديقة عامة.
يعتبر موقع القلعة من أقدم المواقع التي سكنها الإنسان في حمص، فقد وجدت فيه كسر فخارية تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد،
2- سبب تسمية القلعة :
نسبت القلعة إلى أسامة بن منقذ , والحقيقة إن القلعة الحمدانية لم يبنها أسامة بل إن أباه نصر بن علي بن منقذ أخذها من خلف بن ملاعب عام 1104, عندما كان نصر صاحب شيزر خاض معركة ضد خلف بن ملاعب بدعم من السلطان ملك شاه سلطان حلب المدعوم من سلطان السلاجقة وانتصر وقتها على خلف واستولى على قلعة حمص وهي التي عرفت فيما بعد بقلعة أسامة.
3- تاريخ القلعة :
تاريخها قديم جداً يعود إلى الحثيين والآراميين وآثارها المتبقية في موقعها أشارت إلى إنه كان مأهولا منذ النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد.
اكتشف فيها صهريج بعمق 27 متراً يعود إلى العهد الأيوبي مكون من بضع طوابق , وهي تشبه قلعة حلب بشكل التل الذي تقوم عليه وشكل الدفاعات التي لم يتبق منها اليوم الشيء الكثير وكشفت التحريات الأثرية في التل أيضاً عن وجود كسر فخارية من عصر البرونز القديم الرابع حوالي 2200/ 1900 ق .م , مما يثبت بشكل ما استمرار السكن في حمص خلال تلك الفترة الزمنية، أما باقي تحصيناتها فتعود إلى العهدين المملوكي و العثماني، وقد لعبت دوراً مرموقاً في التاريخ وخاصة في عهد الدولة الأيوبية والمماليك.
لدى متابعة المراحل التاريخية التي مرت على القلعة نجد أن مدينة حمص وقلعتها اتسعت عندما أصبحت حمص تابعة للإمبراطورية الرومانية الشرقية في سورية وخاصة في عصر جوليا دومنا ابنة كاهن الشمس في حمص .
وحسب المصادر ليس هناك نصوص وشواهد تاريخية إلا تقرير مديرية الآثار بعد السبر الذي أجرته سنة 1975, وذكر فيه ( … بنيت فوق تل حمص الأثري, فوق أنقاض الطبقة البيزنطية , قلعة إسلامية ويعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى عهد الحمدانيين, فقد كشف السبر عن بعض أثار جدرانها, وأظهرأن قلعتين تقوم واحدة الأيوبية فوق الأخرى القلعة الحمدانية …).
ويقال : إن القلعة الحمدانية انهارت نتيجة حدوث الزلزال عام 565, ومن الممكن إن الأبراج وبعض الجدران القائمة حالياً فوق سطح مرتفع القلعة هي الأجزاء المتبقية من القلعة الأيوبية والتي يعتقد إن بناءها يمكن أن يرجع إلى عهد حكم أسرة أيوبية حمص , ربما من عهد المنصور إبراهيم 637-644 ) .
4- أوصاف القلعة :
أظهرت الدراسات أن القلعة عبارة عن قلعتين تقوم واحدة (الأيوبية) فوق الأخرى (الحمدانية)
تأخذ شكلاً هرمياً ويبلغ قطرها من الأعلى نحو ( 275 ) م , ترتفع عن مستوى الطريق العام ( 32 ) م, وترتفع عن سطح البحر نحو ( 495 ) م, ويحيط بالقلعة أسوار المدينة من الخارج خندق عميق لغرض دفاعي , ويستدير حول القلعة من باب التركمان في الغرب إلى باب السباع في الجنوب وعرضه من الأسفل 30-40م , وقد فرشت أرضه بالحجر الأسود الصلد ,ويحيط بالخندق من الخارج سور عريض لا يعرف مقدار ارتفاعه الحقيقي لأنه لم يبق له أثر واضح من كثرة التعديات, وقد شوهد بقايا هذا السور قبل إزالته وتوسيع الطريق حول القلعة وردم الخندق حيث كان يرتفع نحو 160سم , ويحيط بالخندق طريق عريض يصل بين باب التركمان وباب السباع , ومن الجنوب من هذا الطريق يأتي انحدار واسع تجتمع فيه مياه الأمطار ثم تأتي كروم اللوز والعنب والأشجار المثمرة , وإلى الغرب من القلعة تأتي مقبرة باب التركمان وإلى الجنوب منها سوق الغنم ( الصالة الرياضية حالياً ), وإلى الغرب والشمال قليلاً يأتي الميدان الأخضر ويجاوره المسبح , والميدان الذي يلي القلاع بشكل عام هو من ملحقات القلعة ومن صنع الملوك والسلاطين لأغراض عسكرية , و إلى الجنوب الشرقي من القلعة تقع مقبرة باب السباع .
أما من الداخل فإنه يستدير بالقلعة أرض مستوية وواسعة , تبدأ من باب التركمان في الغرب وحتى باب السباع في الجنوب حيث يقع المدخل الرئيسي للقلعة في الزاوية الشرقية الشمالية من القلعة والقريب من باب السباع .
المراجع :
1- موقع اكتشف سورية
2- موقع وزارة السياحة السورية
2- جريدة تشرين ..
مكتب حمص والمنطقة الوسطى
جهاد زخور عتريني