أحمد يوسف داود
ماكنتَ إلّا واحِداً في العابِرينَ..
ولا ظِلالَ على الطّريقِ
ولا جَداولَ لارتيادِ شَرابِها..
فلِمَ التِفاتُكَ أيُّها المُتْعبْ؟!.
كحقيبَةٍ للحُزنِ كُنتَ..
وما تَزالُ تُبدِّلُ الأوْجاعَ بالأوْجاعِ..
لم تخْسَرْ كُنوزَ أنينِها يَوماً
ولم تَعتبْ!.
تَمضي بَقيّةُ ما أمِِلتَ إلى الغيابِ
وكُلُّها مُرٌّ..
وما زالتْ طُيورُ مُناكَ هاجِرةً..
وفي أفُقِ المَغيبِ تدورُ خَيلُ هَواكَ
ظامِئةً ولا تَشربْ!.
لم يَبقَ شيءٌ من طَريقِكَ
غيرَ بعضِ خُطاً يُقَلِّبُها الحَنينُ..
وفي الحَنينِ تَطيرُ أسرابُ الوَداعِ
وأنتَ منكَسِرٌ على خَطِّ الغَرابةِ
خارجَ المَلعبْ!.