حصـــــــــــاد اسرائـــــــــــــيل مــــــن هــــــــذه الحــــــــــرب…………
…………..واقعـــــــــــــــــــها، تحالفــــــــــــــــــاتها، مستقبــــــــــــــــــلها…………
…………..مـــــــوقف العـــــــــالم مـــــــــن أخـــــــر دولـــــة عنـــــصرية………..
المحامي محمد محسن
.
البعض تُمسك بتلابيب عقله قناعة لا تحول ولا تزول، بأن أمريكا كلية القدرة ولا راد لمشيئتها، وهي لم تخسر ولن تخسر أي حرب سعت إليها، بل تلعب بالتاريخ والجغرافيا كما تشتهي وتريد، لذلك هو يتمسك بأردانها طالباً المغفرة والقبول، وهذه القناعة تمتد إلى حليفتها اسرائيل التي تستمد من أمريكا الحماية والدعم، والتي جعلت اسرائيل هي الأقوى وستبقى الأقوى من كل الدول العربية، وهي لم تخسر سابقاً كما يزعم حزب الله وحلفائه ولن تخسر لاحقاً .
.
كما تُمسك أيضاً بالتلابيب الخلفية لعقل هذا البعض ، قناعة هي بنت الأولى وربيبتها ومنعكسة عنها، أن العرب لا يقرأون، لا يتطورون، ولا يمكن أن يسهموا باي جهد حضاري، خلقوا هكذا وسيبقون حتى تقلب الأرض ومن عليها، وهم بدو رحل رعاة أتو من الربع الخالي، اهتمامهم ينصرف إلى الناقة والجمل، وهذا البعض لا يَعْلِكُ قناعاته الحاسمة التشاؤمية هذه لوحده، بل يُوزعها على من حوله، فيبني جداراً من القنوط يحول حياته وحياة غيره ممن حوله إلى بكائية سوداء ولكن بدون دموع .
.
والمخيف أن هذا البعض قد تقوده هذه القناعات الراسخة ليس إلى الاستسلام والخنوع والقعود عن أي نشاط أو عمل وطني، بل قد يدفعه أحياناً للانقلاب على وطنه، وإلى دفع من حوله ومن يقتدي به إلى الإقرار بالعجز ؟، الذي يلزمه بتقديم الولاء والطاعة لأمريكا التي تمسك ب 99% من أوراق الحل بيديها، كما قال السادات وفعل , ومن يقدم أوراق اعتماده لأمريكا هو يقدم ولاءه لإسرائيل، ولو قال غير هذا وأَقْسَمْ .
.
وبخاصة بعد أن حسم ( ترامب ) الأمر، عندما صرح على رؤوس الأشهاد قائلاً، [ لن تستمر السعودية لأسبوعين لولا حمايتنا لها ]، وبعد أسبوع أو أكثر ذهب أبعد من تصريحه الأول حيث قال : [ لولا السعودية لغادرت اسرائيل ]، ألا يمكن أن نتحصل من هذا الكلام على معادلة، تقوم على الترابط المصيري بين أمن السعودية والحماية الأمريكية، وبين أمنها وأمن اسرائيل سلباً أو إيجاباً ، هذا ليس استنتاجي بل هو قول لترامب رئيس أكبر دولة في العالم، معنية بحماية ودعم الطرفين .
…. أي أننا بتنا على قناعة أن الوجود السعودي رهن بالحماية الأمريكية، أي رفع الحماية الأمريكية عن المملكة يؤدي تلقائياً إلى اهتزاز أمن المملكة، واهتزاز البنية الأمنية للملكة، يقود تلقائياً إلى اهتزاز أمن اسرائيل
.
ألم ينزع ( ترامب ) بصراحته ورقة التوت عن جميع من وضع أوراقه في السلة الأمريكية ؟، وخرج على وطنه منضماً إلى الحلف الأمريكي السعودي الاسرائيلي ؟!!، ألم تصبح القضية واضحة بدون لبس أو غموض، [ حليف أمريكا هو حليف اسرائيل ]، [وحليف السعودية هو حليف اسرائيل ] .
.
وأعتقد بل أثق أن الكثير من الذين انخرطوا في قطعان المعارضات كانت تسيطر عليهم هذه القناعة، وبخاصة بعض الشيوعيين بعد أن سقط الاتحاد السوفييتي، حيث أسرعوا إلى نقل البندقية إلى الكتف الآخر، معتقدين أن أمريكا لا راد لقضائها وهي منتصرة لا محالة، لذلك الأسلم أن ننضم إلى معسكرها( رابح رابح )، أما حركات الاسلام السياسي بكل نماذجها ومدارسها وتشكيلاتها، فهي منحازة إلى الغرب تاريخياً، فالغرب المؤسس والداعم لها، لا محبة بها ولا ايماناً بفكرها أو بفقهها، بل انطلاقاً من قناعة بأنها السلاح الأقدر على خربطة المنطقة مذهبياً، ودفعها للاقتتال متى شاء الغرب وأراد ، وهذه المعارضات بكل ألوانها هي نصيرة اسرائيل، اعترفت بذلك أم لم تعترف .
.
لسنا بحاجة إلى بذل جهد لإقناع من يمتلك بعضاً من موضوعية، بهذه المعادلات، أما من ضرب على عقولهم وقلوبهم وقر فنحن لا نجهد لإقناعهم، ولكن ومع ذلك لابأس أن نورد بعضاً من أمثلة .
هل أطلق المعارضون تصريحاً واحداً يطالبون به ( الجيش الحر ) بتوجيه صاروخ واحد تجاه اسرائيل ؟، أو هل أطلق الارهابيون أبناء الفقه الوهابي أو الاخواني، رصاصة واحدة باتجاه جندي اسرائيلي؟؟ .
.
مما تقدم ننطلق إلى المسألة المركزية ونسأل : هل وفرت اسرائيل جهداً استخبارياً أو عسكرياً إلا واستخدمته ضد سورية ؟؟، ألا يعمل من دمر الحجر والشجر والانسان في سورية، الدولة الوحيدة التي لاتزال على عداء مع اسرائيل؟؟، ألا يعمل لخدمة اسرائيل؟؟، ألم تبقَ ممالك الأردن والسعودية وجميع الرجعيات العربية بمنأى عن الارهاب والارهابيين؟؟، ( ولكنهم لا يعلمون أن الدور سيأتي عليها، خدمة لإسرائيل من حيث المآل؟؟ ) .
.
هل يمكن أن نعتمد أقوال ( ترامب ) الرئيس الأمريكي، لدراسة واقع اسرائيل الراهن ؟؟،والاستدلال منها على الحالة التي وصلت إليها نتيجة الحرب التي كانت بالنسبة لها الأمل والمرتجى؟؟، ونتابع التساؤل : ألا يحرك الواقع الراهن لسورية شهية اسرائيل للعدوان على سورية لتحقيق ما لم يتمكن الارهاب المدعوم من الجميع تحقيقه ؟؟، وبخاصة وأن سورية الآن ، تعتبر بلداً منكوباً ولا يزال تحت وطأة حرب مديدة، ولكنها لم تفعل ولن تفعل، نعم تكتفي ببعض الاعتداءات المتفرقة، التي لا تشكل حرباً، والتي تحاول أن تقول من خلالها أنا لاأزال هنا، رغم الخسارات الاستراتيجية التي منيت بها اسرائيل هي وجميع دول العدوان .
.
على ماذا ينبئنا هذا ويشير ؟، يؤكد حالتين : أولاهما هل وفرت اسرائيل جهداً لم تبذله في هذه الحرب ؟ الثانية : لو كانت اسرائيل قادرة على تفجير حرب واسعة ضد سورية الآن، اليس الواقع السوري مواتياً ؟؟، ولكنها لم تفعل، ولن تفعل، وليست قادرة على الفعل، أي خوض حرب واسعة وشاملة، ألم تقدم أمريكا واسرائيل والسعودية كل منها بحسب اختصاصها كل امكانياتها في الحرب على سورية ؟؟، هل حققت مآربها ؟، ما دامت قد فشلت بتحقيق كل ما جاءت من أجله إذن هي خاسرة، على ضوء هذه الاستنتاجات المنطقية، نقول جازمين أن اسرائيل في وضع هو الأسوأ منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى الآن، هذا ليس قولي بل هو قول ترامب، أي أن مصير الدول الثلاث مرتبط ببعضها، وما دامت الدول الثلاثة مجتمعة مع الكثير من الحلفاء، لم يتمكنوا من تحقيق الغايات التي جاؤوا من أجلها، تكون الدول الثلاث قد خسرت حربها ، وباتت ( خاسر خاسر ) .
.
الخسارة المشتركة دفعت الدول الخاسرة وعلى رأسها اسرائيل والسعودية مضطرة إلى إعلان التحالف المضمر بينهما، ولكن الاعلان لا يفيد في شيء، ألم يكن التحالف قائماً فعلياً منذ قرن تقريباً ؟؟ وما لم ينجزه ذلك التحالف عبر ذلك السفر من السنين والذي ختم بهزيمة تاريخية، لن يفيده الاعلان، بل فضحه أمام شعوبه، وجعل اللعب على المكشوف، وباتت المنطقة منقسمة إلى حلفين ظاهرين، حلف سعودي رجعي اسرائيلي مدعوم من أمريكا المنكفئة، وحلف آخر معاد لأمريكا واسرائيل والسعودية مع كل الرجعيات العربية، لذلك كان اعلان الحلف مفيداً جداً لأنه حدد التخوم وكشف أوراق المعارضات السورية على وجه الخصوص .
.
المعروف عالمياً في هذا الزمن الرأسمالي الذي يقوم على مبدأ ( النفعية )، أن العلاقات بين الدول تقوم على النفع المتبادل، أن أي دولة لا تؤدي منفعة او لم تعد قادرة على لعب أي دور، أو فقدت وظيفتها، أو التي لم يعد التي لها مهمة، يتم التخلي عنها، وهذا هو حال اسرائيل ، ( الدولة الدور والوظيفة )التي جلبت إلى المنطقة لتقوم بوظيفة تدويخ شعوب المنطقة، وحرمانها من أي فسحة للاستقرار، من خلال اشغالها بالحروب، أو التأهب لخوض حروب، هذه الدولة ما دامت قد غُلت يدها إلى عنقها، ولم تعد قادرة على خوض حروب كما أسلفنا، تكون قد باتت بدون دور أو وظيفة، مما يستدعي التخلي عنها، أو على الأقل عدم التعويل عليها .
وهذا ينطبق على مملكة بني سعود، فكيف إذا أضفنا لهذه الحالة تراجع دور أمريكا الدولة الحامية في المنطقة كلها ؟؟،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما دام معسكر العدوان بكل دوله وبالرغم من الدمار الهائل الذي أحدثوه، وقوافل الشهداء الذين قدموا أرواحهم على أبواب الحرية من أجل سورية، لم يستطع المعسكر المعتدي تحقيق الغايات التي جاء من أجل تحقيقها، إذن يكون هذا المعسكر قد خسر ، والخاسر سيسدد فاتورة الخسارة من موقعه، وقوة تأثيره .
لذلك نحن نجزم أن دول العدوان وبخاصة أمريكا بصفتها الدولة القائدة للحرب، وكل حلفائها الاقليميين ستنعكس هذه الخسارة التاريخية المدوية على حجم دور كل منها في المنطقة بل وفي العالم، لذلك نؤكد : أن اسرائيل والسعودية وامارات الخليج وحتى تركيا ستتأثر بناهم الداخلية ، منها من سيصيبه العطب البنيوي، ومنها سيضمر دوره ووظيفته وهذا قد ينال من وجوده.