يا جاعلاً أصل الغوى بيمينك
ماذا فعلت متيما بهوى الخشب
اذ صغت في الخشب الأصم أنينك
صغت الجمال ليعتصر ليل العتب
يا خالقاً جعل الرياح تسنداً
عادت إليه الريحُ تشكو من تعب
لامستَ فيها الخصر مالَ تدللاً
وتراقص الكتفان من وحيي الطرب
وسندت بالشعر الطويل أناملاً
وربطت فيه الكاحلين الى الركب
من قمة الصدر اليتيم تباسمت
عينا رضيع كلما جاع انسكب
اذ سرَّها يدك الجميلة قتلنا
غاصت بتفصيل الشفاه إذا عنب
وتغلغلت روح البنفسج بيننا
لما نظرنا العين ضعنا في السبب
وحنا عليها القلب وَدَّ تعاطفاً
هلّا خشيت على فتاتك من تعب
يا ظهرها إذ صار قوساً حائراً
جارت عليه أصابعك حدَّ العطب
وخصال شعرٍ حائرٌ ما لونه
اذ غارت الحناء من لون الحطب
يا مزهرٌ بيديك حتى عبيرها
فاحت مع الأنفاس أطيابٌ عجب
فوق اللجين بوجهها قام المسح
وعلى تمايل شعرها عاد انصلب
يا جامعاً لحن الخليقة في يديك
أشفق على قلبٍ عليلٍ إنسلب
– سورية – فدوى الدعبول