بقلم الطفل المبدع : علي يسار شريبا 7 سنوات
سارت معي صباحا على طريق المدرسةغيمة ثقيلة لونها اسود .
قالت لي أمي مرة أن لونها الغامق يعني أنها تحمل لنا رسائل المطر والخير .
غيمة ثقيلة منعها مطرها من االسير بسرعة ولحقت بي ببطء وانتظرتني حتى دخلت صفي وسكبت أمطارها فوق الأرض .
هي غيمة حنونة لم ترغب أن تبلل ثيابي لتجف في المدرسة على جسدي الصغير وأمرض .
انسكب المطر غزيرا وسمحت لنا المعلمة مشاهدته من الشباك , ورغم غزارته كانت الأشجار والورود تستقبله ضاحكة باسمة .
ذهبت الغيمة الماطرة الثقيلة وعدت للبيت برفقة أمي دون رفقتها , ترا فقنا حبات مطرها فوق الأرض والأشجار والسيارات .
تفوح بالجو رائحة قوية , قالت أمي إنها رائحة الأرض بعد المطر …. قلت لأمي : ربما هي رائحة السماء حملتها الأمطار إلينا .
ولأني ابن البحر والمدينة الساحلية ذهبنا لنطمئن على البحر بعد عبور الغيمة الثقيلة فوقه . كان البحر غاضبا وأمواجه عاليا , يوجد بعض الصيادين ليسوا كثيرين كما عادتهم , ……لا أطفال يسبحون في البحر لأن الجو أصبح باردا .
موج البحر العالي قال لي أسرارا كثيرة سمعتها جيدا .. قال لي أن المطر غسل أوساخه التي سببها عبث الناس المستهترة به خلال فصل الصيف , وطلب مني المحافظة على نظافته في الأيام القادمة .
قال لي : أن التلوث يقضي على الحياة فيه ويؤذي الأسماك ويسبب الأمراض له وللمناطق القريبة منه .
قبلني البحر بموجة قوية بلتني أنا وأمي وقال أن الأمواج التي نراها صيفا ما هي إلا ضحكاته فرحا بالأطفال الذين يقضون أمتع الأوقات بالسباحة في مياهه , وأن الغيمة تلتقط بعض الضحكات أيام الحر فتخبئها لفصل الشتاء حيث ترش فرحها على الناس وتذكرهم أن الماء أكبر نعمة في هذه الأرض , وهو ممتن لها اهتمامها الدائم به وسعيد باحتفاظها ببعض ضحكات أطفاله .
أنا ابن البحر وصديقه وما كنت لأاخبركم بأسراره , لكن البحر سمح لي هذه المرة أن أنقل لكم رسالته حتى تحبونه مثلي وتزورونه كل صيف وتحافظوا على نظافته دوما .
القصة فائزة بمسابقة وزارة الثقافة للعام 2018