إنْ كانَ طوليَ ناهزَ المترينِ
ورأيتَني فَرِحاً قريرَ العينِ
فالفضلُ في ذا بعدَ رَبّي للتي
تَهَبُ الضياءَ لأصدقِ الفجرينِ
أمي وهَلْ يخفى بهاها إنني
متعلقٌ فيها كحالِ جنينِ
أمي وقد جَلَّ الذي قد صاغها
بمحاسنِ الأخلاقِ والتكوينِ
أمي الكريمةُ والعطوفةُ حالها
وَهْبُ الحياءِ لحمرة الخدينِ
أمي كفرضٍ فاقَ عندي أجرهُ
كُلَّ الفروضِ وفرحةَ العيدينِ
أمي ونعلُ حذائها تاجٌ على
رأسي العليّة في الورى وعيوني
لو طفتُ حول صفاءها ونقاءها
سبعاً لما وفَّيتُ بعضَ الدَينِ
أو إنْ وقَفتُ أمامها وبذلةٍ
متلبساً في خلعةِ المسكينِ
فجناحُ ذُلّيَ في حِماها أيةٌ
أَمَرَ الإلهُ بها وذا يعنيني
إذْ أَنَّهُ ولطالما إرضاءها
عندي وربيَّ من كمالِ الدينِ
فلأجعلنَّ طريقها خَدّي فلا
تَطأُ الترابَ ولو فرشتُ جفوني
ولأجعلنَّ خِيارها الأوفى فما
أحتارُ إنْ خُيّرتُ في أمرينِ
يا دوحةً فيحاءَ فاقَ أمانها
أَمنَ القلاعِ ومِنْعةً بحصونِ
أمي وإنْ أمسكتُ طرفَ عباءها
فالرّكنُ أمسكُ واثقاً بيميني
لو جَارَ دهري أو أساءَ فقولها
لي رُقيَةٌ أُشفى بها … تُبريني
أمّاهُ يا أمّاهُ أيُّ مشاعرٍ
ستُخَطُّ في سطرينِ أو بيتينِ
أمي التي رجحت بكفتها ولو
وزِنَتْ بذي الأرضْين والثقلينِ
أمي الحكيمة والرحيمة دائماً
عندي النجاةُ وعينُ كُلِّ مَعينِ
يا مجدليتنا بثوبٍ أبيضٍ
دوماً إلى تِحنانكِ ضميني
قلبي اصطفاكِ كنبضة قَدْ كُررت
منها الحياةُ ومُطلقُ التمكينِ
يحيا بِكِ قَلبٌ ليحيى عارفٌ
ما في الفؤادِ وبالحشى المكنونِ
ما في سواكِ نَظمتُ صِدقَ مشاعرٍ
كلا ، ولا أظهَرتُ فرطَ حَنينِ
كُلُّ النساءِ من الترابِ ولا أرى
إلّاكِ من ذهبٍ وخَامَ لُجينِ
*حمص – يحيى صهيب السيدذاكر
١١/٢/٢٠١٩