حوار : ندى الدانا
* هل يمكن أن تعرفينا عنك؟!
بدأت كتابة القصة القصيرة منذ طفولتي، وبدأت النشر مع المرحلة الجامعية، وأعتبر القراءة من الهوايات التي تمهد للكتابة، يليها الاهتمام بالفنون وبالطبيعة والنشاطات والثقافات الإنسانية. درست سنوات من المرحلة الابتدائية في اليمن في مدينة صنعاء، والإعدادية في حلب، والثانوية في الكويت وتخرجت في جامعة الكويت. دراساتي العليا كانت في جامعة حلب حيث حصلت على الدكتوراه عام 2011 باختصاص علم الجمال، وأعمل بالتدريس في جامعة حلب.
* لماذا تكتبين قصة الخيال العلمي وما هي الرسائل التي تريدين إيصالها؟
أكتب القصص المتنوعة من الحياة اليومية، ولكن في كثير من الأحيان تنحو سطور القصة أثناء كتابتي لها إلى عالم الخيال العلمي، قد يكون ذلك بسبب طبيعة أحداث القصة التي تجري في الفضاء أو تتخذه وسيلة للعبور إلى كواكب أخرى كما في قصتي "الطريق إلى كوكب كبلر" مثلاً، أو لأن شخصيات في القصة تكون قادمة من كوكب آخر، فهي تجلب معها المختلف والجديد والمفارق لما نعهده على كوكبنا الأرض، كما حصل في قصة "زائرة من زحل" من مجموعتي القصصية "أبو الليل"، ثم قصة "شهرزاد الكواكب" التي تعتبر مكملة لما حصل في القصة السابقة، وهي من مجموعة تحمل العنوان نفسه "شهرزاد الكواكب". وهناك قصص كتبتها مؤخراً لا تحتوي على مؤثرات من الفضاء ومع ذلك فأساسها الخيال وغرابة الوقائع، مثل قصة "يحصل في المدينة".
أنا أرغب في إيصال الحكاية والحدث إلى المتلقي على شكل قصة قصيرة معاصرة، أما رسالة هذه الحكاية فتختلف بحسب قراءة كل متلق على حدة، هناك من يجد القصة مسلية ومتسلسلة الأحداث على نحو مريح، وهناك من يرى فيها إشارات إلى حيرة الإنسان وضياعه، ومن يجد في أبطال القصة فرصة لنجاح الإنسان وعلاقته الحسنة بالطبيعة وما يحيط به في كوكبه.
* تكتبين وتترجمين قصص الأطفال… ماهي الصعوبات في هذا المجال؟
من صعوبات الترجمة اختيار النص الجيد والمناسب، فالفكرة الشائعة لدى كثيرين هي أن النص الأجنبي أفضل من المحلي أو المكتوب بالعربية، في حين أن قضايا الإبداع متشابهة حول العالم، أينما ذهبنا هناك اختلافات في النصوص منها الجيد والممتاز والرديء، والمشكلة الأساسية لدى بعض الكتاب للأطفال هي أنهم يكتبون بعقلية الكبار فنحصل على نص فيه موضوعات مكتوبة بشكل يناسب تفكير الشخص البالغ أما أبطالها في القصة فهم أطفال. أما اختيار النص المناسب للترجمة فصعوبته هي الاختلافات الثقافية، هناك قصص أطفال تتمحور حول عادات وتقاليد غير موجودة في مجتمعاتنا، أو يكون بطل القصة نوعاً غير معروف من النباتات أو الحيوانات، وقد لا يتفاعل طفلنا مع قصة كهذه تتحدث عن كائن حقيقي موجود ولكن لا يربطه به شيء.
في مجال كتابتي للأطفال لا بد من وضوح المسار العام للقصة، وشخصياتها الأولية، وكذلك توفير الوقت المكثف جداً لكتابة القصة والعزلة التامة عن مؤثرات العالم الخارجي، كي أتمكن من العيش مع شخصيات القصة ورؤيتها والتعرف عليها عن قرب. وآخر الصعوبات هو الالتزام بعدد الكلمات فمعظم جهات النشر تتطلب موضوعات محددة للقصص وعدداً محدداً من الكلمات.
* ماذا تحدثيننا عن أبحاثك النقدية؟
يدور معظم أبحاثي النقدية حول الأدب بحكم دراستي وتخصصي في الأدب العربي، أما الاهتمامات والمقالات والهوايات فهي متنوعة من السينما إلى الفضاء والفنون. أحدث كتاب نقدي أصدرته هو "جماليات التراث في الرواية السورية المعاصرة" عن دار التكوين في دمشق عام 2014، وأنا أحرص على أن تكون دراسة الجمال محوراً ومنطلقاً لما أكتبه على صعيد البحث والنقد. مئات الكتب الجديرة بالقراءة تصدر عن المطابع كل عام، وهذا يحفز على مواكبة حركة المجتمع بالكتابة عنه.
* ما هي مشاريعك المستقبلية في مجال الأدب والنقد؟
في مجال الأدب أخطط لنشر مجموعة قصصية جديدة، وأتطلع إلى منح المزيد من اهتمامي لكتابة قصص الأطفال، وفي مجال النقد لدي استمرارية في الكتابة، يجب أن يسبقها دائماً توسع في اطلاعي وتعرفي على مجالات جديدة بالنسبة إليّ، ومواكبة ما يتغير في العالم بين يوم وآخر.
* شكراً لك.
أهلاً بكم وسعدت باستضافتكم لي في هذا الحوار.
**