أكثر مانحتاج إليه اليوم هو المحبة، بعد أن سيطرت الوحشية ، وسادت ثم مادت مفردات الفداحة والفقد وخسارات من العيار الثقيل، لدرجة أن المرء بات يحلم بكلمة أو بسمة يمكن أن تشكل خشبة خلاص!. فالبشرية التي اخترعت مضادات للسل والجدري والملاريا ، مازالت عاجزة عن اكتشاف حبة أو سيرنغ صغير يرفع أدرينالين الحب في الخلايا ويقضي على صبغيات الكره ، كأن البغضاء تجد من يسقيها، في حين يتعرض الحب لأقوى حالات التصحر والموت من العطش!. وإذا كان الشاعر يقول : إن المحبة تجعلكم كالثلج أنقياء، فإن الكره تاريخياً ، ظل دافعاً للشقاق والفرقة والعودة القهقرى باتجاه الوراء!
وهاهو الرابع عشر من شباط يطل علينا ، عنوان الحياة وزادتها وضوء القلوب والإبداع امتزج اللون الأحمر بلون الشهادة وغطى كل حبة تراب فأصبح كل يوم احتفالية حب تمجد الوطن وأبنائه لعيد الحب هذا العام في سورية طعم جديد فقد دخل إلى كل بيت وأصبح كل شخص وطنه هو محبوبه وإليه يهديه وردته الحمراء.
قوة الحب في قلوبنا وفي خيال شعبنا لا يمكن قهرها ولا يمكن تطويقها بل لا يمكن حتى إخفاءها فها هم يدعون إلى التآخي فيما بينهم ويواصلون الغناء من أجل خير الإنسانية رغم الجراح التي أريد بها قهر إرادتهم في مجرى الكفاح الذي لا بد منه من أجل انتصار الحياة والحب.
إن روح القديس فالنتاين ستجد طريقها إلى بلدي و نسائم المحبة والسلام ستصمد أمام عواصف السموم المتخمة بالكراهية وثورات الحب انتصرت بأياد تقدم الوردة الحمراء للذين وجهوا أفواه بنادقهم إلى صدور المحبين والعاشقين للحياة.
لقد أبدع الشعب السوري وأثبت لنفسه وللعالم أنه شعب أبيّ يسطر ملحمة الشجاعة والتضحيات ويقدم أرواح الشهداء يوماَ بعد يوم كبديل وردة حمراء من أجل حماية وطنِ نعشقه، إنهم صقور ونعمى الصقور يحمون الوطن..
أيّها الحب…
تقبل منا ورودنا الحمراء…
تقبل أرواح الشهداء قرابين عشق للوطن..
تقبل دموع الثكالى تلونها زفرات الفراق الحرّى..
تقبل صراخ الأطفال أهازيج فرح بلقاء الإله والقديسين
تقبل حبنا للوطن ..عشقا طاهرا… نقيا …خالصا ..لا تشوبه شائبة
آمين
في الموسم القادم سيكون للقمح زهوراً حمراء وللزيتون عطر الياسمين وستبتسم حجارة الطرقات في بلدي وستغني الجبال وتغازل القمر
خديجة بدور
أندريه ديب