نص مكتشف من أوغاريت ..يروي لنا قصة انسان مريض على حافة الموت كيف تخلت عنه الالهة وبقي وفياً لها حتى النهاية…………………………………………………………………………………………
عبر الملاحم والأساطير الأوغاريتية التي كانت مشابهة لجميع آلهة الثقافات القديمة ..
وقد عثر المنقبون الأثريون في أوغاريت على الكثير من نصوص الحكمة
المكتوبة التي لم تكن مقتصرة على اللغة الآكادية فقط..إنما عثر كذلك
على العديد من نصوص الحكمة المكتوبة باللغة الأوغاريتية حكمة سكان أوغاريت العاديين التي ستبقى حكمتهم وآثارهم باقية معنا حتى يومنا هذا..
حيث يروي لنا أحد النصوص الأوغاريتية المترجمة ..حكاية شخص مريض على حافة الموت يتحدث مع أفراد أسرته وكيف أن الآلهة قد تخلت عنه وكيف مات هذا الشخص بعد معاناة كبيرة من الآلام الشديدة ولم يفقد فوق كل ذلك ثقته بالآلهة وكيف رفعته بعد ذلك هذه الآلهة مكا فأة على إخلاصه لها..
وتبدأ القصيدة بندب العادل الموشك على الموت وعائلته استسلمت للقدر ..سميت هذه القصيدة المتألمون المنصفون أو العادلون وهي من أجمل الأعمال الأدبية الأوغاريتية وتقول القصيدة:
“قدري يبقى قاتماً..
المنجم لا يستطيع توضيحها..
غير مفهومة هي فؤولي /جمع فأل/
سخيف هو قدري..
مستنفد هو بخور مفسر الأحلام..
لم يبقى خرفان أضحية من أجل المنجم..
لا يستطيعون القول معرفة متى تنتهي آلامي..
أقربائي المقربون هنا ليواسوني..
أخوتي يسبحون في الدم كأنهم مخاتيل /مجانين/..
زيت ثمين تسكب نسائي..
على جسدي المستعد للقبر..
أنا ضحية لآلامي..
دموعي هي غذائي..
لا تخرج نسمة من فمي بدون ذكر إلهي..
أنا أحمد عمل إلهي الغاضب..
وأنا أعبده..
هو ضربني ورماني الى البؤس..
وتركني أصعد الى العالم الأسفل..
رفش حفار قبري أخذه مني..
عيوني المحجبة آعاد فتحها هو..”
وهكذا كانت الأعمال والنصوص الأدبية والدينية الأوغاريتية كما الرؤيا المقدسة ..التي ستبقى تدهشنا دائماً بسماع أخبار شعبها..
…عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم.