…هـــــــل ستــــــشن أمريكـــــــا حــــــــرباً عــــــــلى إيـــــــــران ؟؟؟
……أيران ليسـت العراق / 2003 / والقواعد الأمريكية واسرائيل رهـائن
……ما هي دلالات أن تـشن أمريكا حـروباً من بحر الصين إلى فنزويلا ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعيدنا التبجحات، والتهديدات، والعنتريات، ( الترامبية )، التي وصلت حد وصفه لجميع الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه بالجهلة، ـــ من جورج واشنطن، إلى سلفه أوباما ـــ تعيدنا هذه السياسة إلى ما بعد عام / 2001 / يوم كان بوش الابن بلباسه العسكري، يرعد، ويزبد ضد العراق، من على حاملة الطائرات ( لنكولن ) في البحر العربي، وتذكرنا وقفات وزير خارجية أمريكا الراهن ( بومبيو ) المهددة أمام الكمرات، بوقفة ( كولن باول) الوزير الفارط، وهو يقلب بيده أنبوباً صغيراً في الأمم المتحدة، متهماً العراق كذباً، بانه جادٌّ في صناعة أسلحة الدمار الشامل، والذي كان السبب المعلن لغزو العراق وتدميره .
.
[ ولكن الكل بات يعرف أن إيران الآن ليست عراق الأمس، وأن التحالفات في المنطقة تغيرت، وأن الحلف المشرقي بات حقيقة واقعة، وأن محور المقاومة بات أكثر قدرة تسليحاً وخبرة، وأن اسرائيل والقواعد الأمريكية في المنطقة، وباب المندب كلها باتت رهينة ] .
.
حتى الواقع الأمريكي بات مفارقاً كبيراً ونوعياً عما سبق لم يلحظه الرئيس المتغطرس ترامب، فبين الواقع الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية الآن، وبين واقعها الذي كانت تعيشه في ذلك الزمن الذي أصبح غابراً، والتي كانت فيه أمريكا سيدة مطلقة لكل العالم، لا حسيب لها ولا رقيب، من تُرد تُمته، ومن تُرد تستعبده، أما الآن فهذه الدولة الأقوى في العالم لم تعد الأرض تَميدُ لوجودها، فلقد خسرت جيع حروبها، وخسرت معها سمعتها المعنوية، كما اهتزت الثقة بقيادتها، وبخاصة في الشرق الأوسط، بما يعادل أو يفوق خسارتها العسكرية، حتى وصل الأمر إلى تخلخل تحالفاتها مع أوروبا، وحتى مع محمياتها الخليجية .
.
فأمريكا القوية التي كانت تقود قطباً وحيداً أوحداً، أمريكا هذه تعيش الآن على القروض، وهي مدينة للصين وغيرها بعشرات الترليونات من الدولارات، وبعجز سنوي يزيد عن / 779 / مليار دولار، مع أن ميزانيتها العسكرية لهذه السنة هي الأعلى منذ عشرات السنين، والتي بلغت / 686 / مليار دولار .
………….. [ فإلـى أيــن سيـأخذ هــذا الرئـيس أمــريــكا ؟؟ ] .
.
لقد خرج هذا الرئيس ( التاجر ) عن جميع الأعراف الديبلوماسية، مستخفاً بجميع القرارات الدولية، حيث أعلن خروجه المنفرد، من الاتفاقية النووية مع ايران، واتفاقية الصواريخ مع روسيا، وتبرع لإسرائيل بالقدس، والجولان، متباه بتوقيعه، وكأنه ( لوحة الجوكندا)، ومطالباً محمياته في الخليج العربي، بدفع الجزية ثمناً لحمايته لهم، لقد ذكرنا هذا الرئيس بعنتريات الرئيس ( الممثل ريغن )، عندما تباهى بحرب النجوم .
.
لقد نزل هذا الرئيس إلى ميدان القتال، ضد كل العالم أصدقاءً، وأعداءً، حتى أنه خرج في خطبه وأحاديثه عن رصانة الرؤساء، التي يجب أن يتمتع بها الرؤساء الكبار، حتى وصل بصراحته إلى حد فيه الكثير من الوقاحة، وبلا تورية أو ظلال، فاضحاً مزاعم أمريكا التي كانت تدعي أن مواقفها تجاه جميع الدول، مبنية عن حماية حقوق الانسان، ونشر الديموقراطية في العالم، وإذا به يبين بوضوح وبجلاء كامل، كذب هذا الادعاء ( المهرطق ) بأن السياسات الأمريكية مع كل دول العالم، مبنية على المنفعة والمنفعة فقط، معلناً على رؤوس الأشهاد :
[ أن السعودية ثرية لذلك نحن نقيم علاقاتنا معها ]، متناسيا ( تقطيع الخاشقجي )، وحربها الظالمة على اليمن، وقطعها لرؤوس المعارضين في الساحات بالسيف، هذا العقاب الذي تخلت هنه البشرية منذ ألف عام، متجاهلاً مواقف الكونغرس، ومجلس الشيوخ، ومتجاوزاً مواقف المعارضين من حزبه ومن الحزب الديموقراطية .
.
نعم اتخذ جميع الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه ، مواقف مؤيدة، وداعمة لإسرائيل، عسكرياً، وسياسياً، ولكن مع تركهم فرجة ولو ضيقة فيها بعض المراعاة للقوانين الدولية، ولمشاعر الدول العربية ( الصديقة )، أما هو فلقد أعلن وبكل وقاحة وبلا لبس او غموض، أنه مع اسرائيل، وأهداها القدس، والجولان السورية، متباه بتواقيعه، كما طلب من السعودية حمايتها، ليس هذا فحسب بل اعتبر جميع حركات المقاومة المعادية لإسرائيل حركات ارهابية، بما فيها ( حزب الله، والحشد الشعبي العراقي، والحرس الثوري الإيراني، وجميع حركات المقاومة الفلسطينية )، ولكن وللموضوعية يمكن أن نجد لهذه المواقف الترامبية الوقحة مبررها، في [ خروج التحالف الرجعي العربي مع اسرائيل ، من السرية إلى العلن ] .
.
…….يبقى التساؤل لماذا اعتمد ترامب سياسة [ علي وعلى أعدائي ]……
.
خاض جميع الرؤساء الأمريكيون الذين سبقوه حروباً عسكرية كثيرة، مباشرة أو بالواسطة، مع بعض الاجراءات العقابية، لأن البنية الرأسمالية الأمريكية تستدعي السيطرة على مقدرات العالم المادية والبشرية، والسيطرة بحاجة إلى حروب الموت والإخضاع .
ولكن هذا الرجل لم يترك سلاحاً إلا واستنفره دفعة واحدة، تهديد، ووعيد لجميع الدول، حتى الأوروبية، حيث قال لهم : عليكم أن تدفعوا ثمن الحماية، طبعاً وهذا التهديد يستكمل ..وإلا..
.
……….وهــو لايــزال [ يفــــرش ] قــواته فــي ســورية والعـــراق …
أما قواته في سورية فلقد بات وجودها أقرب للورطة، فهذه القوات لم تعد قادرة على تغيير الواقع الميداني لصالحها أو لصالح معسكرها ، ولم تعد قادرة على تقديم أية مكاسب جديدة للأكراد، ولكنها تبقي الواقع في حالة ثبات، وانتظار، وترقب، ولم تعد أن تضيف أي مكتسبات لها ولهم، ولكن إلى متى؟؟ والمهم أن القادة العسكريين الأمريكيين العقلاء لابد وأن يركبهم الخوف حتى في أحلامهم، بأن الواقع سيفرز من ينغص عليهم معيشتهم في المستقبل، وهم مشتتين في أكثر من مكان .
.
أما في العراق فلقد بات التواجد العسكري الأمريكي في العراق مستفزاً للقوى الوطنية، وعلى الوجه الأخص القوى المقاومة التي وضعتها أمريكا على قائمة الارهاب، والتي يعرف الساسة والخبراء والاستخباريون الأمريكيون مدى فاعليتها، كما أن تلك القوات محاصرة من الشعب العراقي الذي قيد لها حركتها، ومن الحرس الثوري الايراني بحكم قربها الجغرافي، وبالتالي لم تعد ذات فعالية، أي لم تعد قادرة على تغيير الواقع السياسي العراقي أيضاً، ومن يشكك بهذه القناعة عليه ان يتذكر مدى فعالية هذه القوات ، عندما هاجم الحشد الشعبي كركوك وغيرها وهزم الأكراد وأسقط حلم العميل البرزاني الانفصالي .
…………..هذه القوات الأمريكية إن جد الجد ستكون رهينة …….
.
ولن نتحدث عن ورطة الولايات المتحدة الأمريكية العظمى ( الترامبية ) في فنزويلا (!!)، فهي ستهاجم .. لن تهاجم .. تحاصر، تتآمر، تحرض الداخل، هي ستسقط النظام .. لم تستطع، ولكنها ستبقى تحاول .
.
وكذلك وضعها أمام اليمنيين الأبطال جيشاً وشعباً، الفقراء، الحفاة، المرضى، الجوعى، والذين نسيهم الضمير العالمي، الذي اغتيل، من قبل أمريكا وحلفائها، ولكنهم أبطال شجعان، وقفوا أمام [ حزم السعودية ، وحزم الامارات، وعملائهما من اليمنيين، والجيش السوداني ،ومرتزقة ( بلوك ووتر الأمريكية )، وغيرهم من المرتزقة، ونضيف لهم الارهاب الذي صنعوه وأطلقوه ]، وما بدل اليمنيون تبديلا . وبقيت صنعاء صامدة شامخة، ولا يجوز أن ينسى الجميع أن بحربهم الظالمة المتوحشة هذه دفعوا اليمنيين دفعاً، وباتوا قِيمَةً قيِّمَةً مضافة لقوى المقاومة [ أليس هذا ربحاً استراتيجياً ؟ ؟ إذا وضعنا في الحسبان باب المندب الاستراتيجي ؟؟] .
…………….حرك ترامب بوارجه وحاملات طائراته إلى البحار الخمسة وصولاً إلى مضيق هرمز، وحاصر ايران اقتصادياً، وأعلن معاقبة من يتعامل معها، وهدد بالويل والثبور وعظائم المور .
.
…………….. فوضـــع ترامب الدنيــــا أمــــــام ثلاثــــة حــــــلول .
.
الأول ـــ ستحاول إيران وحلفاء إيران وبخاصة الصين وروسيا، ( دول البركس ) اجتراح الحلول، الخروج من تحت سيطرة الدولار، وذلك بخلق عملة بديلة، رفع العلم الروسي أو الصيني على السفن القادمة والمغادرة، وبخاصة الصين التي تحتاج صناعاتها للنفط والغاز الإيرانيين، ـــ الذي تملك ايران ثاني احتياطي عالمي منه بعد روسيا ـــ .
.
الثاني ـــ إما أن تنهض أوروبا بالتزاماتها تجاه ايران بما يتعلق بالاتفاقية النويية، وأن تجد حلاً للخروج من تحت العقوبات الأمريكية، وتفتح طريقاً للتعامل مع إيران . وإما ستجد إيران نفسها في حل من الاتفاقية، وتعود إيران إلى تخصيب اليورانيوم .
……………. ألا يمــكن الاستــدلال مــن استنــفار ترامــب لكـل غضــبه
………………………..أن أمريكا في أزمة ؟؟؟؟
.
الثالثة ـــ الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ أمريكا قادرة أن ترسل ألف ألفين صاروخاً من المحيطات والبحار، ومن قواعدها في أوروبا، وتلحق بإيران دماراً هائلاً، ولكن ان تقترب بحاملة طائراتها إلى مضيق هرمز، وتضعها تحت مرمى صواريخ إيران وقوارب ( الحرس الثوري ) فهذا يعني أن الأمر سيبقى في حدود التهديد فقط .
ــــ ان بقيت الحرب ضمن قليل من الرشقات الصاروخية أو كثير ضد إيران ، فهذا سيجعل القواعد الأمريكية، ومحطات النفط، والغاز، وحتى ناطحات السحاب البلورية في الخليج، تحت رحمة الصواريخ الإيرانية التي سيتمكن بعضها حتماً من الافلات والوصول إلى تلك المواقع، فإيران تتحمل استشهاد عشرات الآلاف من العسكريين والمواطنين، ولكن حكومة ترامب لا تتحمل ماءة تابوت من العسكريين، أما ممالك الرمال فهي تكاد تسقط بدون صواريخ، ويكفيها اليمنيون الحفاة .
ــــ وإن زادت الحرب وارتفع منسوبها، أقول جازماً أن روسيا والصين ستدركان انهما المستهدفتان من حيث النتيجة، ولن تسكتا، ولن يسكت العراق .
………..وستبقى المدن الاسرائيلية، ومطاراتها، و( خزانات الأمونيا )، ومحطات استخراج النفط والغاز، تحت مرمى ألف صاروخ من هنا وألف صاروخ من هناك، عندها [ تغادر اسرائيل المنطقة ] [ كما قال ترامب ذاته ]
……….ولــــن ننـــسى بـــاب المــــندب والحــــــــوثيين (!!)
……..أعـــود فأذكــر بمــا أكـــدت عليــه منـــذ خمــــس مــن السنـــوات
……………….أن لا حــــروباً كبيــــرة بعـــــد اليـــــــوم ……