كم عدد السنين وأنا في حيرةٍ من أمري ؟
مضى عليّ أكثر من ألف عامٍ وأنا
أستعدّ لأقول لكِ كلمةً في قلبي
ساكنةً
و لكنّني تذكّرت أنّ زمن الوصل بات يبكي من الألم
سنوات الغربة أهلكتنا
وأضاعت منّا كلّ طعم السّكّر وبدأت أشعر بنفسي
ففي كلّ يومٍ أسترجع دفاتر ذكرياتٍ كتبت فيها أحرف الأبجديّة الجديدة
وأبجديّة حروفي فيها من الأحرف مئاتٌ
وكل يومٍ أكتشف حرفًا وأضيفه
لأبجديتي الجديدة
أعوامٌ نعيشها ولانشعر بالأيّام تمرٌ بنا ونحن نظنّ أنّنا ما زلنا في مرحلة الطفولة الأولى
شكوتُ همّي للقمر وكان الجواب لاتكثر من السّهر
وأنا مسافرٌ أترك خلفي أمتعتي من كثرة الترحال
قضيت عمري مسافرًا إلى مدينة
أتمنّى لقياها
ولكنّني مازلت أبحث عنها بين المدن
أبحث عنها من بين كل المدائن ومدينتي الّتي في خيالي هي أجمل من كلّ المدائن لأنّ شروط الإقامة فيها من أصعب الأمور
فأوّل شيءٍ في هذه المدينة صفاء النّفس والنّقاء وحبّ الخير لكلّ النّاس
وممنوعٌ أن نوجّه كلمةً فيها إساءةٌ لأيّ شخصٍ يدخل إليها وجدت نفسي أقف حيرانَ من حزم الأمور
فياهل ترى يمكن أن أجد في يوم من الأيّام تلك المدينة وأنا مسافرّ لاكتشاف تلك المدينة
إنّ أيّامنا نعيشها في بحثٍ مستمرٍّ باحثين عن زهرة إقحوانٍ في أعالي الجبال
وسيبقى عمرنا فيه أجمل الصور
لأنّ باب الأمل الذي نرجوه مفتوحٌ أمام كلّ شخصٍ قلبه طاهرٌ لا يعرف الحقد والكراهية
لقد تعاهدنا على الوفاء ونسينا البغضاء وماأجمل أن نعيش وقلوبنا كلّها خيرٌ لكلّ من هو معنا
نتقاسم لحظات الفرح ونمدّ يدنا للعطاء
إنّ أيّام الودّ عامرةٌ بالزّهر معطّرةٌ وعطرها يفوح كلماتٍ ممزوجةً بالحبّ والّلحن الشّجيّ
إنّها أيامٌ
ونحن نبحث عن حلمنا في ثنايا الآتي.
جهاد حسن _ سوريا