بينت المصادر الأثرية المكتشفة في أوغاريت إن المرزح في مراحل مبكرة من تاريخها في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد…
هم مجموعة اتحادات لمبجلي الإله وظهرت بمبادرة من مجموعة أفراد وحدّتهم حاجات إجتماعية وأدبية ودينيّة وما شابه خارج إطار العلاقات المباشرة للمعبد..
ويبدو بأنه كان للمرزح تنظيمه الداخلي ..وقد وقف على رأس هرمه شخص عظيم ذو شهرة وقدرة على تنظيم اتحادها يدعى /شاما مانو/
وكانت لهذه الجماعة ملكيات متفاوتة الحجم وتتألف من المساهمات النقدية التي يؤديها بعض أفرادها وكانت تشمل البيوت والأراضي ويبدو بأن هذه الجماعة /المرزح/ كان بمقدورها أن تشارك في العمليات التجارية وصفقات البيع والشراء والتبادل بوصفها حماية مالكة…
وكانت تقوم بتسوية الخلافات بين أعضائها وضبط علاقاتهم..وكان أكثر نشاطات المرزح وضوحاً وتميزاً هي تنظيم الولائم المشتركة ..ومن هنا جاء استخدام بمعنى وليمة….
ويتردد في وثائق ونصوص أوغاريتية ذكر جماعات المرزح وأكثر هذه الوثائق أهمية هي التي تقول : المرزح الذي أقامه /شاما مانو/ببيته..
وكانت أكثر نشاطات المرزح وضوحاً وتميزاً هي تنظيم الولائم المشتركة ..ولا ريب في أن هذه الولائم قد حملت طابعاً دينياً ..لذلك فإن المرزح هي في أساسها اتحادات ضمت أشخاصاً يقيمون ولائم دورية يقدمون فيها القرابين للآلهة…
وكان المرزح يضم في كافة الأحيان سكان المدينة المعنية للذين كانت لهم عبادة إله مشترك لكن مثل هذا التعبير لم يصبح ممكناً إلا نتيجة لمرحلة طويلة من التطور..
أوغاريت مهما تحدثنا عنها تشعر بأنه ما زال هناك المزيد من أخبارها وأخبار شعبها عاداتها طقوسها علاقات مجتمها لم تروىه لنا بعد ..
…عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..