بل هو الأمس وأُنسهُ، وما قبله،
لا هو ما بعده، واليوم، والغد الواعد الجميل الهارب منّا،
ويمضي بنا العمر مسرعاً…
لا وقت لنتلمس عطر السـنين فينا، ولا لنطفئ بعض حرائقها، لا متسعٌ لنريح القلب على كرسي أوســع، ونفتح نافذة أخرى في فضاء الروح المسدود… لا وقت،
ويمضي بنا العمر مسرعاً…
رمشةٌ في عين زمنِ ســرمدي طويل طويل مسـكون بليلِ من أسئلة مفخخة لا إجابات عليها
لماذا..؟ وكيف..؟ ومتى..؟ وأين..؟ و ….؟ و…..
وحده الصدى يحمل بعض وجع “الحقيقة”
(كلُّه صدى)
ما كُنّاه، وما نحن فيه، وما “أنجزناه”، وما ضاع منّا،
صدى…….
رصيد خيباتنا، خطايانا، أكوام الجماجم المتكدســـة فينا،ملح القلب والعين،
يُعلمنا أكثر كيف نرتشفُ قهوتنا على مهلِ، ونحاول التلذذ بطعم حبات الهيل فيها لأطول وقتِ ممكن قبل أن تمضي…
حرائقنا المديدة
الحاضرة، والماضية
الظاهرة، والغائرة
تُعلمنا أكثر كيف يروضنا الوجع، فنغدو كحملٍ وديعٍ بين فكيه،
تُعلمنا أكثر
كيف نغوص في التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي نعيشها، ونقرأ الجمال بروحٍ مفطومة على الدهشة،
وكيف ندرك أكثر من أي وقت مضى أن لا شيئ.. لا شيئ يبقى.
ـــــــأيمن ســــــليمان.