.jpg)
حدثني السائق عن الطلب الذي سبقني ، والذي مايزال يجعله مثارا جدا…
توقعت للوهلة الاولى ان انثى ما بعطر ما وصدر ما وافخاذ ما وكلام ما وتصرفات ما جعلته مستثارا الى هذا الحد….
بدأ حديثه ان سيدة جميلة معها اغراض صعدت معه ، ثم أضاف ان ابنتها ابنة السنوات العشر اضطرت للجلوس في المقعد الامامي…
وبدأ بالحديث عن الشهوة ومفرداتها سواء التي نقرأها في الكتب او نسمعها في برامج الخطوط الحمر بأنواعها ، أو بعبارات من الشارع بعضها سمعت به ، وبعضه لم اكن قد سمعته قبل ذلك….
بحكم غايتي في الكتابة فلم اكن استمع الا بأذن من يسجل كل شاردة …لينقلها في طيات روايته
ولكن ،
وكمن يصعق فجأة بالتيار الكهربائي أجبرني على ان افتح فمي صاغرا امام كلماته التالية
"الها فخاد بتوقف ……. ختيار ميت" وكان كلامه عن البنت الصغيرة
تملكني الصمت ،أومأت بطلب النزول ، وقفت على قارعة الطريق كمن اضاع اسمه ودربه ومكانه وزمانه …
استرجعت قواي رويدا رويدا ، وقبل ان تمتد يدي لتاكسي اخرى ارجعتها الى صدري بشيء من الخوف او طلب الامان، تمالكت اعصابي ببعض قطرات من المطر . واوقفت تاكسي أخرى
وصلت المنزل ، لم أنطق ببنت شفة ، واول ما وقع نظري على ابنتي أدمعت وهربت الى غرفتي … بكيت قليلا ثم امسكت المطرقة وافتعلت عطلا في الشباك وبدأت بالطرق ثم الى دوش الماء البارد …
استرجعتْ ذاكرتي كثيرا من جرائم اغتصاب الاطفال التي كانت تحصل في سوريا ما قبل الازمة خصوصا تلك التي كانت تحصل في مدينة حلب..
أذكر حينها كم صرخ الكثيورن يناشدون كل من له دور او اختصاص او دراية او مقدرة ليقوم بانجاز دراسة حقيقية لواقع المجتمع السوري أخلاقيا ونفسيا حتى نفهم لم هكذا ظاهرة تتكرر في الشهر اكثر من مرة
مرت الايام وحصل ما حصل في سوريا من جرائم اغتصاب جماعي باسم الدين ومن جرائم خطف وتعرية و ذبح ، وحتى جنح اللامبالاة بما يحدث وجنايات من يلهث لانتهاز اي فرصة لقنص موقف او مال وحتى اغراض منزلية ……
لم يوقظني من ألمي هذا الا القانون الذي أقر البارحة والذي يعاقب باعدام كل مغتصب طفل
تأخر القانون كثيرا أيها السادة ، لكنه صدر
صدرالقانون أيها السادة ، لكنه لا يعني شيئا دون دراسة مستفيضة للواقع استنادا لشتى فروع علم الاجتماع
صدر القانون أيها السادة ، ولكن هل سيلقى تطبيقا حقيقيا سواء من ناحية المجتمع الخائف من فضيحة او المجتمع الذي يعتبر الانثى أساسا فضيحة سواء في المهد او في أرزل العمر
صدر القانون ، ولكن ألن يحصد الفساد في التطبيق كما غيره ؟!
صدر القانون ويجرم فيه مغتصب طفل بعقوبة الاعدام ، ولكن هل هذا كاف حقا لمعالجة هكذا مشكلة
القانون أي قانون هو طريق اجباري في السلوك ، ترى هل من الضروري أخلاقيا أن تكون كل طرقنا اجبارية