أثارَ عطرُكِ في وديانِ ذاكرتي
شذا الورودِ وأحلامي الجميلاتِ
ففاحَ لحنٌ بأوتاري يُرنِّحُها
وناحَ عودي بألحاني العَذوباتِ
ومرَّ طيفٌ بأجفاني يُعطِّرُها
غالٍ عزيزٌ كأوطاني العزيزاتِ
عاقرْتُ حُبَّكِ في ألحانِ قافيتي
كالنّاي نشوى على إيقاعِ آهاتي
ناجيْتُ روحَكِ مَسكوناً بما اختزنَتْ
روحي مِنَ الرَّوضِ أنساماً عليلاتِ
عاودْتُ عهدَكِ بالأشواقِ تحملني
فوقَ الغيومِ لليلاتي الوديعاتِ
عاودْتُ حُبّكِ بالتَّذكارِ ينفحُني
ريّاكِ عطراً و أنغماً حنوناتِ
في كلِّ دربٍ لنا في الرِّيفِ مُنتزَهٌ
كوخي هناكَ وأترابي حِكاياتي
في عُدوةِ النّهرِ مِنْ أحلامِنا عبقٌ
نايٌ حنونٌ وأحبابيْ حبيباتي
تلكَ المروجُ مروجُ الرِّيفِ مَلعبُنا
عرسُ الرَّبيعِ كأحلامي الأنيقاتِ
نُصغي سُكارى إلى اليَنبوعِ يُطربُنا
وتسنحُ الطيرُ آحاداً زُرافاتِ
أوانسُ الريفِ كالأحلامِ تُسكرُنا
فِداكَ شِعريْ , أيا سِحرَ المليحاتِ!
بيضٌ وسمرٌ بأجفانٍ مُعبّقةٍ
رفَّتْ عبيراً نديّاً كالخميلاتِ
زنابقُ الرّوضِ مِنْ أجفانِها عَطِرَتْ
عندَ المغيبِ رطيباتٍ ظليلاتِ
فالريفُ مهدي , وظلُّ الحُبِّ مُنسرِحٌ
والريفُ مسرى لأحلِ الصّباباتِ
في الرّيفِ كوخي هُنا كانَتْ رسائلُها
ودفترُ الحُبِّ , يا أحلى الأميراتِ!
بالأمسِ كانَتْ وكانَ القلبُ مرتعُها
واليومَ شيبي وأحفادي حفيداتي
والرّوحُ تبكي على عهدٍ أُدِّعُهُ
تبكي حنيناً لأشعاري اليتيماتِ
من ديوانه أحلام الأصيل