أسفرت (قسد) ببيانها الأخير، عن وجهها العدواني، وباتت المواجهة
العسكرية حتمية
هذا الموقف العدواني المعلن، برر الحوار، بين دمشق، وأنقرة، بل
وسيسرع في انجازه
ساهمت قسد بجميع الأعمال العدوانية ضد سورية، متحالفة مع
أعداء سورية
المحامي محمد محسن
في بيان (قسد) الانفصالية الأخير تكون قد فقدت، آخر مساحة تعاطف
معها من قبل الشعب العربي في سورية، ووضعت نفسها موضع
العدو الخطر الذي لابد من مواجهته.
بالرغم من أن دمشق لم تترك سبيلاً إلا وسلكته، لثني (قسد) عن
مواقفها العدوانية، وإعادتها إلى حضن الوطن، ولكن دون جدوى،
بل كانت في كل مرة تُظهر تشدداً أكثر من السابق، متمسكة
بحلمها الإنفصالي.
وها هي الآن ببيانها الأخير، تستنفر معها حتى الإرهابيين، المتواجدين
في الشمال السوري، وتحرضهم على المواجهة المشتركة ضد الجيش
العربي السوري، وبذلك تكون قد حرقت جميع المراكب، ولم يعد هناك
بد من المواجهة العسكرية،
وتكون قد أعطت كل الشرعية، للاتفاق الجدي مع تركيا، لاستئصال
هذه الغدة السرطانية.التي تجاوزت في تهديدها كل الحدود.
وكأنها تطالب سورية، وتركيا بالاسراع في ابرام الاتفاق، وتعزيزه والبدء
في ملاحقة تلك الزمرة الانفصالية، مع كل الفصائل المتعاونة معها.
فبأي معيار يتعامل هؤلاء الانفصالين مع مستقبلهم؟
كم هم مخدوعون بالحماية الأمريكية، فالتجارب السابقة تدلل على
أن أمريكا لن تغامر بعشرة جنود من أجلهم، وستتركهم متى رأت أن
المواجهة العسكرية جدية.
أما حزب العمال الكردي التركي الانفصالي، الذي اتخذوه قدوة وداعماً،
واتخذهم ظهيراً، وعوناً، ومواقع ازدلافٍ،في مواجهاته للجيش التركي،
والذي تعتبره أمريكا ذاتها، حركة ارهابية، سيضيف مبرراً لمهاجمة
قواتهما، من قبل الجيش التركي، والسوري في آن.
لكن يجب الاعتراف أن الروح العدوانية الأمريكية ضد سورية، لاتزال قائمة
وهذا الذي حرض (قسد) على مواقفها العدوانية، بل شكل الدافع
والظهير لهذا المواقف، وبخاصة وأن الاتفاق التركي السوري، قدجاء
بوساطة روسية.
لكن وبالرغم من تواجد القوتين الروسية والأمريكية، متجاورتين في ذات
المنطقة، وعلى تماس مباشر، فإننا نستبعد الاشتباك بينهما، لأن
كلا الجانبين (النووين) لايرغبان بذلك، بل وغير مستعدين لأي اصطدام
مهما كان صغيراً.
إذاً ستكون (قسد) عند أي اشتباك بين الجيشين العربي، السوري والجيش
التركي، وكأنها بين فكي كماشة، فهل هي قادرة على المواجهة؟؟
علماً أنها في حالة عداء مع الدول الإربع المحيطة بها.
وفي مساء البارحة أكد وزير الخارجية التركي، أن اجتماعاً سيعقد بينه
وبين وزير الخارجية السوري، في موسكو، في منتصف هذا الشهر،
أي بعد أيام.
وهذا يعني أن الاتفاق بين البلدين، قد قطع أشواطاً مهمة نحو الحل،
وما اجتماع الوزيرين إلا تتويجاً للحوارات السابقة، ووضعها موضع التنفيذ
الفعلي، وتهيئة لاجتماع الرئيسين.
وهذه الحوارات لايمكن أن تتم بين البلدين، بدون ان تكون تركيا قد
التزمت بخروجها الكامل، من الأراضي السورية، ورفع يدها عن
الحركات الارهابية في ادلب.
نعم ليس هناك عداوات دائمة، فالقضايا الأربعة االتي تؤرق سورية هي
ذاتها تؤرق تركيا، لذلك كان من مصلحة البلدين، البحث عن حلول
تعطي الحق لسورية بتحرير كامل أراضيها، وتحقق الحماية للحدود التركية