المحامي محمد محسن
حمل أردوغان راية الاسلام الإخوانية ، متماهٍ مع المد الديني الذي اجتاح المنطقة ، وبدأ يكسب بالنقاط ، أما عندما جاء مرسي ، والغنوشي ، أيقن الرجل أن السلطنة قد باتت طوع يديه ، فبنى لذلك قصراً على الطريقة العثمانية ، سقط مرسي والغنوشي بات يترنح ، ( أصيب أردوغان بالدوار ، وبكل صدق فقد الكثير من اتزانه ،) ، فعمد إلى المناورات ، ولكن هناك استحقاقات في المنطقة لابد أن تُوَفْى .
أمامه معضلتان قاتلتان ، وحلهما في يد الدولة السورية ، ومهما ناور، وهدد ، وأرعد ، هو محكوم ( بالازدلاف ) إلى سورية لامحالة ، ولكنه حائر كيف سينزل بمشاعره من ( عنجهية السلطنة ) ، إلى الرئيس الذي خاب حلمه ، ويؤوب إلى رشده ، هنا تكمن المعضلة العقدة .
………..أهــم مشكــلتين يواجــههما حلــهما فـي ســورية……….
الارهاب في ادلب الذي كان يستثمر فيه ، بقصد المقايضة فيه ببعض من مكاسب على حساب الدولة السورية ، ـــ وهو يدرك أنه يلعب مع الإرهاب لعبة الموت ـــ ولكن وعند الهجمة السورية على معاقل الارهاب في ادلب وغيرها ، وجد نفسه بين نارين ، كيف سينتقل من حالة الاستثمار بالإرهاب ، إلى الرغبة بقبره مخافة من ازدلافه ؟؟ .
وهذه المعضلة حلها بالتعاون مع سورية ، على قبر الارهاب في الأرض السورية ، عندها فقط يزيح عن كاهله الخوف من فرار الكثير من قطعانه إلى الأراضي التركية ( أرض الاستقبال ، والعبور ) ، هذا هو الطريق ولا طريق غيره ، فمهما أرعد وأزبد فلا مفاز له إلا بالعودة إلى الجادة .
أما رعبه من تكوين الكانتون الكردي على حدوده مع سورية ، فحلها في يد سورية أيضاً .
ليس قادراً ولا بالحلم من تحقيق المنطقة الآمنة ، على طول / 800 / كم من الحدود ، وبعرض / 20 ــ 30 / كم من خلال الجيش التركي ، لأن ذلك سيجعل الجيش التركي المنتشر بأعداد محدودة ، وعبر مفارز ، بين مطرقة الأكراد الأتراك ، وسندان الأكراد السوريين ، ولو لم يدرك ذلك المطلب العبث لفعل ، ولن تمنعه أمريكا ولا غيرها من حيث النتيجة .
وحتى هذ المعضلة حلها حصراً بالتعاون مع سورية على وجه الخصوص ، لأن الجيش العربي السوري وحده الكفيل بحماية الأكراد من الأتراك ، وهذا الحل هو لمصلحة أردوغان ، ومصلحة الأكراد أيضاً إن آبوا إلى رشدهم وحتى لا يقتلون مرتين ، ومن هذا الطريق نتلافى خطر الدعوات الانفصالية الكردية ، وذلك بالتعاون مع دول الطوق الثلاثة الأخرى ، لأن لهذه الدول مصلحة مشتركة في ذلك .
السؤالان الكبيران :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاــــــــــــــــــــ
هل سيتمكن أردوغان التخفف من عنترياته ومد اليد إلى سورية ؟؟
وهل سيستيقظ الأكراد من حلمهم العبثي ، قبل فوات الأوان ؟؟؟