د . م . عبد الله أحمد
بعد أن انتهيت من ترجمة كتاب مهم حول أصل البشر ، كان لا بد من التوقف عند مجموعة من المعطيات العلمية المهمة ،وكذلك عند بعض الأسئلة الفائقة الأهمية ومنها :
من غير الواضح فيما إذا كان أصل العرق الآري من السومريين أو من مكان أخر ، إلا أن هذا العرق الذي انتشر في العالم نتيجة الاختلاط والهجرات يشكل لغزا لم يحل بعد ، وعلى الرغم من أن الطوفان قد حدث فعلا قبل 6,000 سنة في منطقة بلاد الرافدين وصولا إلى أوروبا الحالية فلقد استمر الاري وانتشر ، إلا أن هذا الطوفان لم يشمل الصين ، التي بدورها تعرضت لكارثة كبيرة قبل 10,000 سنة ، كما تعرض الجنس البشري لكارثة كبيرة جدا قبل 60,000 سنة كادت أن تقضي على الجنس البشري بالكامل، إلا أن بعض البشر نجوا وتكاثروا ..واستمرت البشرية …
والسؤال هنا هل فعلا حدث طوفان نوح ؟ العلم يقول “على الأغلب”، لكنه لم يشمل كل العالم وإنما منطقة محددة وذلك حسب المؤشرات، إلا أنه لا توجد آثار تدل على ذلك .
وفي البعد الديني نسأل ؟ هل قتل كل من لا يؤمن برسالة النبي نوح ولم يبقى سوى المؤمنين ؟ إن كان الأمر كذلك فمن أين أتى نمرود ؟ ومن أين أتى فرعون ؟ ولماذا تفاقم الوضع بشكل كبير وأدى إلى ظهور رسالات سماوية جديدة وضمن فترة تاريخية ضيقة لا تتجاوز 2000 سنة ؟
أما أن كل ما في الأمر، حسب وصف الكاتب ديفيد أيكه، هو إعادة كتابة لما تضمنته الألواح السومرية ،وهي نتاج كائنات من بعد أخر نتجت عن تلاعب جيني بالبشر، وأن كل ما ذكر تاريخيا هو من نتاج “ألاخوه البابلية” التي أسست للتنظيمات الماسونية للسيطرة على العالم..(على الرغم من هذه الصورة لا تبدو منطقية ، وقد تكون خيالية …إلا أن هناك أسئلة محيرة في هذا الاتجاه )
في الواقع لا يوجد جواب …العلم لم يتطور بعد ليعرف ، المهم أن نجد للمنطق مكان عند الغوص في القضايا الإشكالية بدلا عن الاستسلام المطلق للنص ،.المنطق يتفوق على النص ويقود العلم ..كما أن “قسر ” العلم يحوله إلى نوع ما من الأساطير وهذا ما يحدث فعلا بعد تراجع هيمنة الفكر الديني في العالم …
الحديث لا يدور هنا حول الخلق ؟ فالخلق قد حدث وهو فعلا خارق وعظيم حيث تعجز العلوم المادية عن تفسيره ، ومن جهة أخرى العلم يتعامل ما هو قائم ، أي العلم المادي الحالي يحاول تفسير الظواهر وقوانين الحياة من خلال التجربة والتكرار والمقارنة .. أما الخلق فهو موضوع أخر ليس بمتناول العلم المادي …