رحّب سفير اليمن لدى دمشق عبدالله علي صبري، أمس بالخطوات التي قامت بها دول عربية وإسلامية وصديقة لنجدة الشعب السوري والانفتاح على دمشق بعد الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غرب البلاد، وأدان الحصار الغربي والعقوبات المفروضة على سورية، مشدداً على أنها منافية للقوانين والمواثيق الدولية وتشكل عقاباً جماعياً بحق الشعب السوري، داعياً إلى عمل عربي مشترك لمواجهتها.
وفي مقابلة مع «الوطن»، أوضح صبري أن اليمن كان يأمل في أن تكون استجابته لمساعدة سورية لمواجهة تداعيات الزلزال «في مستوى أسرع وأرفع، لكن الحصار والعقوبات المفروضة حالت من دون أن تكون اليمن في مقدمة الدول التي تنجد سورية»، مشيراً إلى أن ذلك لم يمنع اليمن من القيام بواجبه.
وذكر، أن الاستجابة اليمنية تعبر عن مشاعر كل اليمنيين وتوجيه القيادة السياسية في الداخل والحكومة بأنه لابد أن يكون لليمن وقفة مع سورية في ظل هذه المحنة، خاصة أن لسورية مواقف تضامنية مع الشعب اليمني والحكومة في صنعاء لن ينساها.
وقال: «الألم في سورية هو ألم في اليمن، وما تابعناه من قصص مأساوية حركت مشاعر كل من عنده إنسانية، فكيف بنا ونحن تجمعنا الإنسانية والدين والقومية وتاريخ مشترك وثقافة مشتركة». وأضاف: «أيضاً نحن في خندق واحد، فالعدو واحد والمؤامرة واحدة على الشعبين والدولتين، والمصير إذاً واحد».
وتابع: «أيضاً يجمعنا أن سورية واليمن حافظتا رغم ما حدث للبلدين على موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وموقف ثابت تجاه مقاومة المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة، وبالتالي محور المقاومة يجمعنا ويعزز هذه العلاقات».
وأوضح صبري، أن المساعدات اليمنية كانت عبارة عن ثلاث قوافل، الأولى توجهت إلى اللاذقية والثانية إلى حلب والثالثة إلى حماة، وكل واحدة كانت تضم 6 شاحنات محملة بمواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وملابس شتوية وبطانيات وفرشات، وأضاف: «هذه المساعدات رمزية والشعب السوري كان يحتاج إلى مساعدة أكبر وأسرع، فحجم الكارثة كبير».
وقال: «نحن ننظر بتقدير ونثمّن كل الخطوات التي قامت بها عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة وخاصة التي سارعت في الأيام الأولى لنجدة الشعب السوري والانفتاح على سورية بتجاوز (ما يسمى) «قانون قيصر» الأميركي الظالم».
ورأى صبري أن «ما رأيناه من تقارب مع سورية وانفتاح عليها يصب في الإطار الذي طالما كنا نسعى إليه ونطالب به»، داعياً الأمة العربية إلى الانفتاح بشكل أكبر.
وقال صبري: «اليوم هناك مراجعات لهذه المواقف وإن كانت من البوابة الإنسانية»، معتبرا أن ذلك يفتح أفقاً لمراجعات أشمل في الإطار السياسي وفي إطار التعاون الاقتصادي وهذا مرحب به من اليمن.
وأعرب السفير اليمني عن أمله في أن تراجع الدول العربية المركزية صاحبة القرار داخل الجامعة العربية مواقفها من سورية واليمن، فسورية صمدت رغم العدوان والحصار وأثبتت الأيام صوابية موقفها ولهذا هم من عادوا إلى سورية وليس العكس. وأضاف «الشيء نفسه مع اليمن فالشعب اليمني وقواته صمدت وهذا فتح باب للمراجعة فالتهدئة اليوم قائمة».
واعتبر أن التعاون والتضامن العربي مطلوب دائماً في كل الأوقات، معبّراً عن أمله في أن يكون الانفتاح على سورية بشكل دائم وأن يبنى عليه تعاون اقتصادي وتلاق سياسي في إطار الجامعة العربية وفي الأطر الأخرى.
وشدد صبري على أن الحصار الغربي على سورية منافٍ للقوانين والمواثيق الدولية ويشكل عقاباً جماعياً بحق الشعب السوري، مطالباً بالرفع الفوري لهذا الحصار والعقوبات، داعياً إلى عمل عربي مشترك لمواجهتها.
ورحّب صبري بمؤشرات التقارب بين سورية وتركيا، وقال «الانفتاح بين سورية وتركيا هو شأن داخلي سوري ونحن ندعم خيارات الجمهورية العربية السورية»، معرباً عن دعم بلاده لأي انفتاح سواء على مستوى الأمة العربية أم على مستوى الأمة الإسلامية لأن حالة القطيعة والعداوة القائمة بين دولنا تصب في مصلحة أميركا والغرب بشكل عام وفي مصلحة إسرائيل والمشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.
وأمل في أن تترجم مؤشرات التقارب بين سورية وتركيا إلى إطار واقعي وعملي يخدم المصلحة المشتركة للبلدين والحكومتين ويخفف من وقع الأزمة وخاصة الأزمة التي تعيشها سورية.
وأكد صبري دعم بلاده للانفتاح والتقارب العربي مع سورية لأنه بشكل أو بآخر سينعكس إيجاباً على الوضع في اليمن.