د. نجم الدليمي
مفكر و كاتب سياسي عراقي
مقيم في موسكو
نعتقد، ان ظهور نظام التعددية القطبية يعد ضرورة موضوعية ملحة اليوم، وهو يمثل مسار تاريخي وتحقيق ذلك يحتاج إلى ارادة سياسية قوية وكذلك الوقت وهذا متوفر اليوم، كما يمكن القول إن القطب الواحد الراسمالي سيبقى ولفترة غير قصيرة، فهو قطب لديه امكانيات سياسية واقتصادية وعسكرية بقيادة اميركا ، ولكن بنفس الوقت ينمو القطب الاخر، ينمو سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكريا ولكن القطب الجديد لن يحمل طابعاً ايديولوجيا، بل يحمل طابعاً سياسيا واقتصادياً وعسكريا وهذا القطب الجديد ينمو وبشكل منتظم في شكله ومضمونه وهذه هي حقيقة موضوعية ولا يمكن انكارها الان.
ان القطب الراسمالي سيبقى ولفترة غير قصيرة ولكنه في ضعف تدريجي وعلى كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمارية والعسكرية… مقابل ذلك فان القطب الاخر ينمو وبشكل منتظم سياسياً واقتصادياً وعسكريا.. وهو قطب لن يحمل طابعاً ايديولوجيا، بل يحمل طابعاً سياسيا واقتصادياً بالدرجة الأولى ونواة القطب الجديد يتكون من جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية والهند وجنوب أفريقيا…. وسوف تنظم اليه دول اخرى من بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة.
ان الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري تؤكد زوال الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية كما زالت التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية العبودية والاقطاعية ومصير الراسمالية لن يكون شاذا عن الحتمية التاريخية ولكن هذا يحتاج إلى ارادة سياسية قوية ونضال جدي بهدف اضعاف الراسمالية وتقصير عمرها الزمني، وان الهدف الرئيس والنهائي للعملية التاريخية هو سيادة وحتمية اسلوب الانتاج الاشتراكي كأسلوب سائدا وله الغالبية في السيادة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية….، وهذا ما اكد عليه ماركس في نظريته الاقتصادية حول تطور المجتمع البشري عندما حدد التشكيلات الاجتماعية والاقتصادية الخمسة وهي المشاعيةوالعبودية والاقطاعية والراسمالية والشيوعية، اين العبودية؟ اين الاقطاعية؟ اليوم فمصير الراسمالية لن يختلف عن مصير العبودية والاقطاعية ومن هنا تنشأ الحتمية التاريخية لزوال الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية، وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشوئها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري. ان الحتمية التاريخية الموضوعية تؤكد لا مستقبل للراسمالية، وان الاشتراكية العلمية هي مستقبل البشرية جمعاء. تؤكد الحتمية التاريخية الموضوعية لا مستقبل للراسمالية، وان الاشتراكية العلمية هي مستقبل البشرية جمعاء.
اذار \ 2023
