توفي عالم الاثار والمؤرخ السعودي عبد الرحمن الأنصاري يوم الإثنين 6 مارس 2023 عن عمر ناهز 87 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
هو مولود في المدينة المنورة في 10 أكتوبر عام 1935 م ، حيث أتم دراسته للمرحلة الابتدائية والثانوية فيها، هو أستاذ الآثار السابق بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وهو الذي أعاد اكتشاف الموقع الأثري المشهور بقرية الفاو جنوب الجزيرة العربية وأشرف على أعمال التنقيب فيه لأكثر من عقدين. واختير البروفيسور الأنصاري ليكون عضواً في مجلس الشورى السعودي في دورتيه الأولى والثانية.
حصل البروفيسور الأنصاري على شهادة الليسانس في اللغة العربية والأدب من جامعة القاهرة عام 1960 ثم ابتعث إلى المملكة المتحدة وحصل منها على شهادة دكتوراه الفلسفة من قسم الدراسات السامية بجامعة ليدز عام 1966. وقد عكف خلال مرحلة الدكتوراه على دراسة مقارنة لأسماء الأعلام اللحيانية وتدرب على أعمال التنقيب الأثري مع المشرف على رسالته في جامعة دورهام وفي موتيا بصقلية، كما قام بأعمال التنقيب في القدس عام 1966 مع البروفيسورة كاثلين كينيون.
عمل البروفيسور الأنصاري عضواً في هيئة التدريس بجامعة الملك سعود (المعروفة بجامعة الرياض سابقاً) منذ العام 1966 وحتى العام 1999، وقد تقلد خلال تلك الفترة عدة مناصب ومهام، حيث عمل عميداً لكلية الآداب في الفترة من 1971 وحتى 1972 وفي الفترة من 1988 وحتى 1994، كما عمل رئيساً لقسم التاريخ من 1974 وحتى 1978 ورئيساً لقسم الآثار والمتاحف من 1978 وحتى 1986. وابتداء من العام 1996، اختير البروفيسور الأنصاري عضواً في مجلس الشورى السعودي منذ دورته الأولى، وخدم فيه على مدى الدورتين الأوليين.
يعد البروفيسور الأنصاري من أهم رواد العمل الأكاديمي في المملكة العربية السعودية، فقد أسس لدراسة علم الآثار فيها من خلال أخذه زمام المبادرة بإنشاء تخصص الآثار ضمن قسم التاريخ بجامعة الملك سعود ثم بإنشائه قسم الآثار والمتاحف بالجامعة ذاتها في العام 1978، وهو القسم الأكاديمي الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية. ولعل العمل الأهم الذي عرف به البروفيسور الأنصاري هو قيادته لأعمال التنقيب الأثري في قرية الفاو (التي تقع جنوب الجزيرة العربية) منذ العام 1972 وحتى 1995 حينما كان يعمل في جامعة الملك سعود. وقد ألف كتاباً عنوانه «قرية الفاو: صورة للحضارة العربية قبل الإسلام» استعرض فيه نتائج المواسم الستة الأولى من التنقيب الأثري في ذلك الموقع الأثري الهام.
ومنذ عام 2000م يرأس أ.د. عبد الرحمن الأنصاري هيئة تحرير مجلة أدوماتو المتخصصة في مجال الدراسات والبحوث الآثارية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وهي تنشر أبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية، ويقرأها المتخصصون والمهتمون بالآثار في مختلف دول العالم، ولديها قائمة مشتركين دائمين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة، وكذلك من أساتذة الآثار والمختصين بعلم الآثار من مختلف دول العالم. وتصدر المجلة عددين سنوياً في شهري (كانون الثاني- يناير) و (تموز – يوليو).
أهم إصداراته :
وللدكتور الأنصاري نحو 14 مؤلفاً تناولت الجوانب التاريخية والأثرية في الجزيرة العربية، وثق من خلالها طرق التجارة القديمة والمدن والقرى التاريخية التي تمر من خلالها هي :
1- قرية الفاو: صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية 1982
2- نجران: منطلق القوافل 2003 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور).
3- العلا ومدائن صالح (الحجر): حضارة مدينتين 2005 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع حسين أبو الحسن.
4- حائل ديرة حاتم 2005 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع فرج الله أحمد يوسف.
5- الطائف: إحدى القريتين 2005 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع محمد بن سلطان العتيبي.
6- خيبر: الفتح الذي سُر به النبي صلى الله عليه وسلم 2006 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور).
7- الحضارة العربية الإسلامية عبر العصور في المملكة العربية السعودية 2006 بالاشتراك مع آخرين.
8- تيماء ملتقى الحضارات 2007 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع حسين أبو الحسن.
9- الجوف: قلعة الشمال الحصينة 2008 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)
10- عسير: حصن الجنوب الشامخ 2009 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع خالد الأسمري.
11- الباحة: الجمال الباسم 2009 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور).
12- القصيم: تاريخ وحضارة وتجارة 2012 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)
13- القطيف والأحساء: آثار وحضارة _ _ _ سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع فرج الله أحمد يوسف.
14- الرياض: عروس المدائن 2015 سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، بالاشتراك مع فرج الله أحمد يوسف.
حصل البروفيسور الأنصاري على الجوائز والأوسمة التالية :
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية 1982م.
جائزة مؤسسة التقدم العلمي الكويتية، الكويت 1984م.
وشاح الثقافة والفنون من وزارة الثقافة بالجمهورية اليمنية 1998م.
درع الآثاريين العرب، القاهرة 2001م.
ميدالية 22 مايو الذهبية من رئيس الجمهورية اليمنية 2004م.
جائزة الأمير سلمان للريادة في تاريخ الجزيرة العربية، دارة الملك عبد العزيز 2005م.
درع شوامخ المؤرخين العرب، اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة 2007م
كرمته مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض عام 2016م تقديراً لجهوده في التاريخ والآثار واكتشافاته الأثرية.
وسام الملك خالد من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية 2020م.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )