جراحي مالَها نَزَّت جراحي
كَدمعِ العينِ في جِفنِ الأَضاحي
وَكنْت يَومها أَمْشي لوَحدي
معَ الماشينَ منزوعَ السّلاحِ
وَعُصفوري الذي طارَ الهَوينا
أراهُ اليومَ مكسورَ الجَناحِ
وَبُتُّ لا أَرى فَرقاً كبيراً
ذهابي يَشبهُ جِداً رَواحي
نواحي ذاكَ أم كانَ صياحاً
صياحي لَم يَذقْ ما في نواحي
وَحَسْبي لا أََرى في الناسِ خِلاً
إذا ما بانَ في يومِ انزياحي
وغامَتْ غيمةُ الحُزنِ بروحي
مَسائي لا يَرى ما في صَباحي
وَكَأسي في الهَوى مَلَّت شِفاهي
قَحَت فاستَعبَرت مِنها الأَقاحي
وَفاضَتْ دَمْعتي حَرّى مِراراّ
قَريحُ الخَدِّ مِن ماءٍ قراحِي
يَتيهُ الليلُ لا ليلٌ يَراني
إذا ما لاحَ مِنْ فوقٍ وشاحي
أنا المرسومُ مِن لونِ الصّحارى
بحرفٍ قَد أتى مِنْ كلِّ ناحِ
ذَريني بينَ عَينيكِ سَجيناً
وَلَنْ يَرجوكِ اطلاقاً سَراحي
ومسموحُ الهَوى بينَ البَرايا
ألا رقّي وَروقي في سَماحي
ولستُ شاعراً والناسُ تَدري
وَلكِنْ فاضَ في شَرحي انشراحي
دَعيني وارحَمي حالاً بِحالي
فمَن للروحِ في يومِ الرواحِ
أُساويها بِها والكلُّ يدري
إذا ما نُكَّأَتْ يوماً جراحي
ألا فاحذرْ من الدُنيا وَسَلْها
دُموعي سَطوتي عِزّي كِفاحي
هوَ الإشراقُ غالىٰ في يَسارٍي
يَميني قوَّضَتْ باعَ المباحِ
أسودٌ والهَوى أسْدٌ وغابٌ
وما تُلهيني أصواتُ النِباحِ
ولستُ مازحاً في قولي فصلٌ
نَوايا الجدِّ في بعضِ المزاحِ
كريم خلف جبر