نفحات القلم \ منيرة أحمد
في جو ربيعي أزهرت الكلمات وتأنق الشعر محاطا بالكثير من المعاني المميزة التي عالجت موضوعات عدة منها الوطني ومنها الغزلي ومنها ما وثق بلغته وعمق معناه لما عانته سورية بكارثة الزلزال من فقدان لأهل وأحبة ومبان …. وغيرها وتركت عمقا في الوجدان عند كل السوريين
كوكبة من شعراء ملتقى موج البحر تناوبت تصدح حناجرها بأعذب الكلام
ضيوفا على المركز الثقافي في بيت ياشوط .
حيث شارك الشعراء سهيل درويش مدير الملتقى
عيسى إبراهيم نائب رئيس الملتقى
مهند صقور – حنان عبداللطيف – د فراس عبد الحليم – محسن فندي أعضاء الملتقى
كما شاركت الشاعرة الشابة هديل ميهوب . وحل ضيف شرف الشاعر فايز خنسة
الشاعرة حنان عبد اللطيف شاركت بعدة قصائد اخترنا منها :
يا قارئ الوقت
تعال … تعال
لأحدثكً
كيف تبسمت شفاه قصائدي
وقد أتاني وجهكَ الثلجي سفراً
في ليلٍ مقمر نارنجي الملامح
كيف أرتق جرحي ببسملات الصباح
الهاطل من عيون رجل شرقي
يخجل من ظله
يمشي في قصائدي دونما إبطاء
يعدو في قلبي كطفل
و ينام على سطوري
كقصيدة دمشقية ثابتة اليقين
كما كانت للشاعر المتألق مهند صقور عدة قصائد اقتطفنا من احداها :
( زينبية الشروق)
أمَّاهُ عِيدُكِ ربُّ العَرشِ بَارَكهُ
================= في مَعبَدِ الحُبِّ “قُرآنٌ” بِهِ نَطَقَا
مَا أنتِ إلاّ وجودٌ سَاكِنٌ بِدَمي
================== يَنبثّ مِنهُ ضِياءٌ يَطرُد الغسَقَا
آلاءُ حُبُّكِ تَجلو كُلَّ دَاجِيةٍ
=================== فلتَكتُبيني تَعاويذاً لِمنْ عشِقَا
وَلتقرأيني لِمنْ في حُبِّهِم كَتَبوا
================= أشعارَ وَجدٍ تَضوعُ الفُلَّ وَالحَبَقَا
وَلترسُميني بِلوحِ القلبِ مُلِهِمتي
================== حَرفاً يُترجمُ أسرارَ الهَوى أنقَا
وَلتعزُفيني بِأُذنِ الدَّهرِ أُغنِيةً
=================== مَا مَلَّ سَامِعُها يَوماً وَلا أرِقَا
كَالبَحر حُبّكِ وَالأمواجُ تَندَهُني
================== فلتترُكيني بِهِ أستعذِبُ الغرَقَا
أمَّاهُ عِيدُكِ آياتٌ وَمُعجِزُهُ
================= يَحني الوجُودُ لهُ مِنْ خشيةٍ عُنُقَا
أرنو لِطَيفكِ أستَجلي قَدَاستَهُ
=================== فأُبصِرُ اللهَ لا كِذباً ولا مَلَقَا
قولي فَديتُكِ عَلّ الشِّعرَ يَحمِلُني
=============== نَحو ” الهُنَاكَ” ويُعطيني الذي سَرَقَا
“بلقيسُ” أنتِ وهَذا العرشُ يحرسُهُ
============== “عِفريتُ” قلبي ويُرخِصْ دُونهُ الرّمَقَا
============ *
هَذا صَغيرُكِ يَا أمَّاهُ يرفعُها
=============== شَكوى مُحِبٍّ يُعاني القهرَ والحُرَقَا
هَذي بِلاديَ باسمِ اللهِ مزَّقهَا
================ ذُؤبانُ عُربٍ وجذُّوا الهَامَ والعُنُقا
أصلوا الشّآمَ جَحِيماً شَبَّ لاهِبُهُ
================ وَمزّقوا السّترَ باسمِ الدّينِ فامّزَقَا
أبنَاءُ حَيضٍ مَعَ الشّيطانِ قد نَفَروا
================ والثّأرُ مِنْ ” أُحُدٍ” يَا قُبحُهُ انطَلَقا
مِنْ رَحمِ آكلةِ الأكبَاد قد وُلِدوا
================= وَيح البغيّةِ مِنْ عَارٍ بهَا التَصَقَا
طبعُ العَواهِرِ إمَّا نَزوةٌ خَطَرتْ
================== هبَّتْ مُعربِدةً وَاستنفرتْ شَبَقَا
مَا كَانَ ذنبُكِ يَا أُمَّاهُ لو علِموا
================= لكنّهُ الفسقُ يُبدي طبعَ مَنْ فسَقَا
قولي لِمنْ خلقَ الأرجاسَ مِنْ علقٍ
================ مَا كانَ ضرّهُ لو لم يخلُقِ العَلَقَا؟
============== *
أُمَّاهُ عُذراً إذا مَا خَانَني كَلِمي
=============== وجُنّ شِعري وأبدى العَجزَ والرّهَقَا
أو غُيّبتْ شُهُبي واسودّ زاهِرُهَا
================= واسّاقطتْ كِسَفاً , وامّزقتْ مِزَقَا
مَا كانَ شِعري سِوى وهمٍ بُليتُ بهِ
================ يُخَادِعُ الحَرفُ مِنْ مسٍّ بهِ الورَقَا
العِيدُ عِيدُكِ يَزهُو الخَافِقَانِ بِهِ
================== واليومُ يومُكِ ” آذارٌ” بهِ أتلَقَا
فليُنشدِ الدّهرُ مَا سَطّرتهُ خجِلاً
================== إلاّ بحبكِ هَذا القلبُ مَا خَفَقَا
كما ابدع الشاعر عيسى إبراهيم القاء ومعنى وحضورا مما اتحفنا به :
من قصائدي..
١.حلم..
حلمٌ على شاطيء الستين وافاني.
فألهب الشوق في نفسي وأشجاني.
وعاد بي لحنينٍ من سنين إلى..
مرابعٍ للهوى خضرٍ وريضان.
ما للذكريات أثارت من مكامنها
…..نوازعاً في فؤادي طيَّ كتمان
حلٌّ على الصفوة الأخيار سكرتها.
وما استقام الهوى إلّا لسكران..
٢..أنيس الروض..
من سكبة العمر من نسج الأزاهيري.
من صحوة الصبح من بوح الأزاهيري.
من القصيدة جزلى في مقاصدها
غنّيتها في فتون الأعين الحور
أشعلتُ شمعتها كيما تُضاء بها
دروب قلبٍ بنار الحبّ مصهور
وعدتُ للقلم الرعّاف أُنشده..
عطفاً ليثمر في الإبداع تفكيري.
هذي حروفي وقد عطّرت نغمتها
بكلّ شطرٍ بها للحبّ تعبيري..
لئن رحلت وراح الحبّ منتشراً
فذا لعمري وحقّ الحبّ تبشيري
وإن بقيتُ وهذا الله يعلمه..
ناجيتُ ليلى كما موسى على الطور.
٣..همسة وجع..
أشرعت للريح نجوى جرح أوجاعي..
وصغتُ حرفي على همسات إبداعي.
وعند وحيي كتابُ كالنبيّ به..
في الحبّ والحقّ آياتٌ لخُشّاع
أطير أرقى إلى عمق السماء به
وأجتني النور من أهداب أوجاعي.
يشتاقني النور منقاداً لبسمتنا.
والليل يسري به من غير إفزاع
يا جارة الغيم كم يحلو بجيرتها
هذا الفضاء وكم نامت بأضلاعي
وللشاعر المتميز سهيل درويش الذي حلق بقصائد مميزة نقتطف من مشاركته :
مَنْ قالَ إنَّ البحرَ أزرق …؟!
_________
مَنْ قَالَ إِنَّ البحرَ أزرَقْ. ..؟؟
تلكُمْ لواحظُهُ العِطاشُ تموَّجتْ. ..
سَكرَى
بعطرِكِ ، قد تَأَنّقْ
أمواجُهُ في خفْقِ قلبٍ…
قد تمزَّقْ
أهدابُه من رعشةٍ …
أو رجفةِ النِّسرين …
من همسٍ تَأرّقْ
مَنْ قالَ إنّ البحرَ لايبكي دماً …؟
أمواجُه بالحبِّ تَشهقْ
هل يعرفُ البحرُ العميقُ مواجِعِي
أم أنه بالحبِّ يغرقْ …؟
من قالَ إن البحرَ أزرقْ. ..؟
البحرُ يعرفُ أن قلبي قد تورّدَ
أو تنَشّقْ..
والبحرُ يعرف أنني
من ذبحةٍ صدريّةٍ
وبحبِّكِ قلبي تعلّقْ
من قال إن البحر أزرق. .؟
ألوانُه من كلِّ وردٍ
فاحَ في الدُّنيا ربيعاً ضائعاً
هذا شذاه دائماً…
بالحبِّ يُزْهَقْ
البحرُ يعرفُ أنّكِ من ظبيةٍ
غجريّةٍ ، عسليّةٍ ، جوريّةٍ
وبأنني بالوردِ هيمانٌ
و أعشقْ. ..!!
من قالَ إنّ البحرَ أزرقْ
لا إنّه قلبي الذي
في عشقكِ ياقوتةٌ
أو جمرةٌ
بهسيسِهَا ، قلبي تَحَرَّقْ …!
ها بحرُكِ السَّكرانُ يرشِفُ من دمي
قارورةَ الخَمرِ الذي
في عطرِكِ النشوانِ يعرف أنهُ
يسري بقلبي …
قَدْ تَدفٍَقْ أو تَعتَّقْ…!!
حزن …!!
_____
حتى البحرُ الأبيضُ مثلي …
صارَ سوادْ
حتّى النجمةُ في مهجتها
تبكينا بكثيرِ دموعٍ
رُغمَ بعادْ
حتى الطفلةُ في غُرَّتِها ، وجدائلها
و ضفائِرهَا
تبدو حيرى …
مذعورةَ قلبٍ ، يخفق فيه الخوفُ
الراجفُ…
صار جنوناً ، صار سُهادْ
حتى الحجرُ النَّسكُنُ فيه …
مثلُ الحزنِ الرَّاجفِ فينا …
صار دمعاً ، سالَ مداد ..!!
*
الأرضُ تميدُ ، بما زرعتْ
و تميل الارضُ ، و ما حصدتْ
لكأن الدربَ ، العنبَ ، القصبَ
لكأن الخوف هنا شتتنا ،
بعثرَ فينا الأملَ الرائعَ
في كُلّ الأبعادْ…!!
كيف نخبئ
هذا الحزنَ القابعَ فينا
حَرَّاً ، جمراً …
كَومَ رمادْ …؟!
*
زلزالٌ ، جرّحَ شرياني
زلزالٌ قد هَدَّ كياني
هزَّ عميقاً ، حزّ كثيراً
في وجداني .
لكأني صرت شوك قتادْ
لكأني سربُ فراشاتٍ تاهتْ
و تلوَّتْ فِيَّ …
عصفتْ روحي
سكنتني وجدانَ جروحي
نصبتْ فيّ خياماً لَهفَى …
من غير سقوفٍ أو أوتادْ
أين قلوبٌ في غفوتها .
ماتتْ جهراً ، سراً ماتتْ
موتَ السيفِ مسموماً
نصلاً ، و نجادْ
رعبٌ فينا ، خوفٌ ، هَلَعٌ
لكأنَّ الواحدَ منا ألفُ حنينٍ …
ألفُّ أنينٍ…
من هول الفزعِ النابضِ يبدو
شوكاً ، و خّازا ، و قَّادْ
كلُّ جراحِ الدنيا نزَّتْ
جنَّتْ ، نادت في لهفتا طفلاً
نزفته حزناً ، و رديَّاً
يتوجّعُ …
من غيرِ ضمادْ
ما هذا الخوفُ القابعُ فينا …؟؟
يسكنني قهراً ، مثلَ الزيتونِ
يحرقني في جفنِ عيوني
يجعلني مثلَ الغيماتِ
تمطرني أحزاناً شتّى
و أنام
من غير وِسادْ
ماهذا الموتُ يأكلنا
يجعلنا
خشبَ التابوتِ
يجعلنا
شوكاً و قتادْ
ما هذا الوجعُ النازفُ فينا
قهراً ، موتاً ، حزناً
نلبسه ، ثوباً لحِدَادْ ….؟
هذا البحر الأبيض مثلي
لبس الأكفانَ
نزفَ الأجفانَ
صار دموعا قتل الألوان الحيرى ….
صار سواد …
لبس الكفن ، الحزن اليبدو
في عيني ثوباً لحدادْ …!!
حتى البحر الأبيض مثلي
صار سواد
وكانت مشاركة بقصائد جميلة للشاعر محسن فندي :
ياجارة البحر
*****
سابقت خوفي وضوء الفجر ماسطعا
والنائمون تنادوا ما الذي وقعا
قصفٌ كما الرعد لم أدري له نزلاً
في باطن الأرض ما أمثاله سمعا
فاستيقظ الموت في نفسي وباصرتي
واستنطق الليل أوهاماً لها ابتدعا
وصحت (جبلة) مالِ الأرض تُرجفكِ
ولست من قبل بالزلزال مطلعا
فجاوبتني وهول الخطب يعصفها
ولوحة الليل ترنو للذي انصدعا
قد مادتِ الأرض والأحجار شاهدةٌ
ومزَّق الهول قلب الصخر واقتلعا
ياجارة البحر صار الشَّطُّ يهجُرُك
وأرجف الموج موجوعا إذا رجعا
ياجارة البحر مالي في الفراق يدٌ
فعزة الرُّوح تزكي كلَّ من جذعا
دوامة الموت في أرجائنا نزلت
والله اكبر كم كفَّ بها ارتفعا
هنا الغزالات بات الكلُّ يندبها
تخاطب الفيض من خسفٍ به رتعا
تشكو الرميلة أسراراً برقدتها
أهل العسيلة كم قلبٌ بها فجعا
تحول الناس أشلاءً مبعثرةً
تحت الحجارة بات الكلُّ مجتمعا
والناس سكرى رغام الرُّعب قد شربوا
من حنظل الموت ما بالتربة انتقعا
كم فارق البحر وجهاً كان يألفه
وعانق النجم روحاً حوله سطعا
تبكي الحجارة من إجحافها عِبَراً
من عَبْرة الطفل حين جراحه ابتلعا
لله يادهر أحكام بنا وقعت
فلنحكم العقل فيمن بالبقا انخدعا.
قدمت النشاط الاستاذة منيرة أحمد مديرة موقع نفحات القلم الاكتروني
بحضور نوعي تفاعل بشكل رائع من الشعراء الاستاذ محمد حويجة مدير المركز – الاستاذة ميادا حسن مديرة المركز الثقافي في جبلة ….
وفي كلمة له توجه الشاعر سهيل درويش مدير ملج موج البحر بالشكر للمركز وللمشاركين والحضور جاء فيها (و باسم الملتقى ادارة و أعضاء نشكر ، الجمهور المواكب
كما أتوجه بالشكر للشاعر فايز خنسة الذي كان ضيفا عزيزاً اذ إنه شارك بإحدى قصائده
كما نشكر الاعلامية المتألقة ( منيرة أحمد ) التي قدمت فقرات الأصبوحة .
و الشكر الجزيل للأستاذة ( ميادا حسن ) مديرة المركز الثقافي العربي في جبلة على حضورها و مواكبتها المستمرة لفعاليات الملتقى )