دلالات (غروب الزمن الأمريكي) من المنطقة، هي دلالات خروجنا من النفق، إلى رحاب التقدم، والعقلانية.
90% من صراعاتنا المذهبية، وخلافاتنا السياسية، وتخلـــفنا، وعدم تضامننا، يتحمَّلُ مسؤوليتها القطب الأمريكي.
تعتبر الســــــــــــعودية (المستعمرة) الأهم لأمريكيا، وخروجها من تحت (النير) الأمريكي، دليل قاطع على غروب الزمن الأمريكي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستتقاطر دول العالم الثالث، التي (استعبدتْ) من القطب الغربي، بضغط من شعوبها، للانضمام إلى القطب الشرقي، نتيجة المعاناة المريرة، التي عانتها تلك الشعوب، من مرحلة الاستعباد الغربي المديدة، التي أدت إلى إفقار، وتخلف، وتمزيق، تلك الشعوب، وهذا سيؤدي حتماً إلى غروب الزمن الأمريكي الأسود، عن القارات الثلاث.
وهناك الكثير من الدول، التي ترغب الانضمام إلى منظمة شنغهاي، وأهمها: البرازيل، وجنوب أفريقيا، وإيران، والمكسيك جارة أمريكا، وحتى السعودية، وهذه الدول وغيرها، بدأت تسعى لإزاحة الدولار عن موقعه المهيمن، من خلال تعاملها (باليوان) العملة الوطنية الصينية.
وأكبر دليل على غروب الزمن الأمريكي: الخروج (النسبي، ولكنه نوعي) للسعودية من تحت وطأة الاستعباد الغربي.
فالمملكة العربية السعودية، الدولة الأغنى في المنطقة، التي كانت الدولة الأكثر (استعباداً) من أمريكا، والأكثر تخلفاً، بحكم السيطرة الأمريكية على جميع مقدراتها الاقتصادية، والسياسية، وإلزامها بتبني الفقه الوهابي الأسود، لإبقائها دولة ظلامية متخلفة،.
لأن تخلف السعودية هو (الكريدور)، أو البوابة التي دخلت منها أمريكا للهيمنة المطلقة على جميع جوانب حياتها.
من هنا لا يجوز إلا أن نسجل للأمير محمد بن سلمان إنجازين تاريخيين:
قراره بخروج المملكة من تحت وطأة، (عفن) الفقه الوهابي الأسود. الذي أخرج المملكة العربية السعودية من الظلام إلى النور.
وهذا الخروج التاريخي، هو الذي منح السعودية فرجة للتفكير العقلاني، الذي هيأها (للتملص النسبي) من تحت الوصاية الأمريكية.
وهناك أسبابٌ كثيرةٌ وتفاعلات أخرى، محلية، وعالمية، ساعدت في تحقيق المناخات الملائمة، التي هزت الثقة بالهيبة الأمريكية، والتي ساعدت في تحقيق القفزة النوعية للسعودية، خارج الحسابات الأمريكية.
ومن أهمها:
الصمود السوري (الحدث الأهم) هو الذي حال وسقوط المنطقة كلها، في يد أمريكا، والذي هز ثقة المملكة، والإمارات الأخرى، بأمريكا، كما أنه، حالَ دون حصار الصين، وروسيا، وأفسح في المجال، لولادة القطب الشرقي، وتَنمُّرهِ لأول مرة في وجه أمريكا وقطبها، وهو الذي أمد السعودية بنفس التمرد أيضاً.
كما أن القدوم الروسي ـــ الصيني، الاقتصادي، والسياسي، إلى المنطقة، وبخاصة إلى ممالك الخليج، وعدم تدخلهما في شؤونها الداخلية، بعكس الأمريكي الذي (يغتصب) قراراتها السيادية، ويتحكم بثرواتها النفطية، حتى ويتدخل بقضايا الأسر المالكة الشخصية.
وجاءت الاتفاقية السعودية، مع إيران، التي تعتبر العدو الأول لأمريكا في المنطقة، الضربة الموجعة، التي أعلنت أمريكا توجسها، وعدم القبول بهذه الاتفاقية، والتي شكلت جسراً لعبور المنطقة، وخلاصها من حالات (الاختناق)، التي تعاني منها جميع دولنا العربية، والتي خلقتها أمريكا وقطبها الغربي، وأهمها عودة العرب إلى سورية.
كما وسيتبعها الكثير من التحولات، والانتقالات، والحلول لجميع القضايا الخلافية، في المنطقة، على حساب عملاء أمريكا، أنظمة، وأفراداً، ومنها انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، لا يخضع للإملاءات الأمريكية.
ومــــــــــــــــن لبنـــــــــــــان (الممــــــسوكة بخــــــــــناقها) تبــــــــــــــدأ رحـــــــــــــلة التغــــــــــــــــيير.