الإبراهيمية والمفكرون الجدد/
حمود ولد سليمان
غيم الصحراء /
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) صدق الله العظيم
1/
أحيانا كثيرة أتعجب مما يكتبه بعض الكتاب في هذا الفضاء الإفتراضي الذي صار كل يوم يطالعنا بحكايات أغرب من الخيال وآراء لا يمكن لعاقل أن يصدقها ،أو أن ينصت إليها ،منذ سنوات شاع بين المثقفين مصطلح الديانة الإبراهيميةوتعني فيما تعني اللفظة في الظاهر نوعا من التسامح والدعوة لينابيع الدين الاول .الأصل والجوهر.أما في الباطن فهي نوع من التطبيع مع إسرائيل ،وقدعقدت المؤتمرات في بعض البلدان ومنها بلادنا وتوافد علينا حاخامات وقساوسة وأئمة وشيوخ من أجل تكريس الدين الجديد !وشرح أسسه ودعائمه .الإبراهيمية هذه تلقفها مفكرون موريتانيون(متعطشون لأنوار الفكر والحرية) وصاروا في كل مناسبة يجددون الدعوة لها ويرددون مقولات أصحابها .
2/ في أحد المؤتمرات العلمية في أسبانيا دعي المرحوم محمد عابد الجابري لمؤتمر علمي حول حوار الأديان وفي مداخلته رأي الجابري أن يتم تغيير عنوان الندوة إلي حوار الثقافات بدل الأديان لأن الدين مسلمات لايمكن تغييرها .فالمسلمون لديهم كتاب القرآن الكريم والمسيحيون الإنجيل واليهود التوراة وهذه الكتب مختلفة تماما .وعقيدة المسلم تختلف عن المسيحي فكيف يكون هناك تقارب واتحاد بين هذه الديانات !!
أعتقد ان رأي الجابري صائب وسليم واقعيا ومنطقيا .يمكن لنا ان نتحاور كبشر ونكون اخوة جميعا ،لكن لا حوار في المعتقد الديني.
3/
المفكرون الموريتانيون الجدد وأعني الذين ينشطون في الفيس بوك .تمشيا مع الإبراهيمية هذه ،طلعواعلينا بنظرية الجينات الوراثية وان اصول بعض الموريتانيين يهودية !!وانه وجدت مخطوطات عبرية في مدننا التاريخية وان قبورا للحاخامات وجدت في شنقيط ووادان !
وهذا كله لايحتاج إلي تفسير ،فهو في نظرنا إما ان يكون داخلا في باب خالف تعرف من اجل الشهرة وإما ان يكون استعطافا لاسرائيل والمنظمات العالمية المتواطئة معها من اجل مكاسب مالية .وإما وهي فرضية واردة ان يكون هؤلاء المفكرون مصابون بالجنون .