إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 54 :
" يتـّقدُ في الليل ِ جمرَكِ ، تئزُّ مفاصلـُكِ ، وتطقطقُ عظامُ قفصِكِ الصدريّ ..
كيف لا ، وأصابعي تـُطبقُ على كفيكِ ، مثلما يطبقُ محرومٌ على رغيفِ خبز ، تتوجعُ سُلامياتـُكِ من شدةِ الدفء ، فيرسمُ الليلُ أثرَ الفراشةِ على خدّكِ ، أحمرَ قانياً ، وتأخذُكِ الرجفةُ بعيداً ، فيستطيلُ سيفا حاجبيكِ ، ليُمعنا أكثرَ في ذبح ِ وريدِ العنق ، وظفرُكِ يخط ُّ عليه اسمَكِ السهل ، بأحرفَ من نار .
هاتِ جبينَكِ لأصلّي له!!! "
حسام حسن=======
إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 53 :
" أناجيكِ ، في الليل : إلى من تكلِيني ؟
يردُّ أذانُ الصدر ِ في الليل ، حرفاً حرفاً ، أنثـرُكِ أمـامـي ، بكفـاءةِ الشاعر ِ التي لم يـُؤْتَها حتى نبيّ ، وأطيـلُ قصيدتي ، لأبرعَ في وصفِك ..
هـوايتـي عَدُّ بقع ِالضوءِ التي تعبرينها حافية ًعلى جسدي ، عَـدُّ الدرجات التي يخطوها شموخُ كعبكِ العالي فوق قصيدتي ، والمشـيِّ السريع لهدبيَّ على زغبِ ظهرك ، لأجمعَ الأصدافَ واحدة ً علـى شارع ٍ جـانبــي في حديقةِ جسمِكِ ، لأصلي له !!! "
حسام حسن
=====
إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 57 :
" منتصفُ الليل … الهـواءُ بـاردٌ ، وليسَ سواكِ ، سريرٌ أحتمي به ، وألبسُهُ ، وأشكو إليهِ بثي وحزني ، كنبـاتٍ يستعــدُّ لاستنشـاق ِ الأوكسجيــن . جسدي محـاصـرٌ بكِ ، بهــواءٍ بـارد ٍ ومنعــش. سأبـذرُ بـذورَ بنفســج ٍ علـى هـذيـن المتـريـن ، وأسكــبُ المــاءَ لينهـضَ تفاحُ صدركِ مهـرولاً باتجاهِ شغفي ! "
حسام حسن
=============
إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 59 :
" في منتصفِ الليل ، وهو يميلُ إلى ما بعدَ المنتصف ، يبرزُ الشِعر ، الشِعـرُ أن تقـولَ : تـركــتُ حبيبتي وهـي تخفـي دمـوعَهــا، بين ( تركتُ ) و ( دموعِها ) وقــتٌ يكفــي كــي يذوبَ توتُ السياج ويزينَ أظافرَها ، وتتلألأ النجــومُ على كمثرى صدرها ، نجمة ً نجمة ً، في جملةٍ اعتراضية ٍ واحدة ( إني ولدتُ لكي أحبكِ ) ! "
حسام حسن
=============
إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 58 :
" لم أستطعْ أنْ أتركَ يدكِ ، مدخل شريانك يناديني ، هل تفصلُنا الساعاتُ عن أنْ أزجَّ بنفسي وحبي ووجعي في شريانِكِ مجدداً ؟
حتى في الخيال ، عطرُكِ يحمــلُ الليــلَ ويريدُ أن يمضــي، ولا هـدفْ .. اتركي يدَكِ اليمنى في حُضني قليلاً ، أريدُ أنْ أوقفَ حركةَ الليل ، وأجمّدُ الوقتَ ، وأنصبُ على ركبتيكِ خيمةَ قـُبلتي ! "
حسام حسن
=============
إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 60 :
" جنَحَ الليل نحو َ الفجر ، وأنا متمسكٌ بيدكِ ، وألبسُ جسدَكِ ، أسحبُ من دفئِكِ حصتي ، وحصتي من دفئك دفئَكِ كلّهُ .. النجــومُ تُطلُّ علينــا كلمعـانِ أزرار ٍ ذهبيــةٍ علـى معطـفِ الأبـديــة، معطفِكِ الذي تخلعينَهُ لترتديني .. واحمرارُ اللونِ مغسولٌ بشفتيكِ ، والهالةُ حولَ وجهـِكِ تطــلُّ عليَّ مـن أفق ٍ بعيـد ٍ لـم يصـلْ إليّ بعـدُ إلا توشيحاتُ شالِهِ وأنـا أتـلو عليـكِ قصيدتي ، تنـدسُّ نجمـة ٌ فـي كـلامــي وتضـيءُ عتمتـي : لعــلّ قلبَكِ مجــازٌ يذكـرنـي بسـرٍّ فـي الحيــاةِ لـم أنتبـهْ إليـه، أنني فعلاً .. ( ولدتُ لكي أحبَّكِ !
) ! "إيماءة ُالمطلق – الحكايةُ بتفاصيلها – 60 :
" ينذرني الفجرُ بالقدوم ، ولهاثي خلفَ زغبِ ظهركِ مستمرٌ .. وعصيـاً على الانفكاك يبدو زغبُ ظهركِ في حضرة شفاهي .. كـانَ كـلُّ شـيء فـي ظلـِّكِ حشـدٌ ظـلال ، فلا تـدري يدي كيفَ يمكنُ لها ألا تنامَ في سرير ِ الحديقةِ على صدركِ ، مـن يمشــي في شريانِكِ غيرُ وجدي . وفيــكِ تقـاطــعُ طـرق ٍ مـلأى بخــطـى أظافري ، هبطتْ أظافري عليكِ كما هبطَ حبُّ الذئبِ على ليلى ، كمظليٍّ مـدرب ٍ علـى استخـدام عينيكِ منارة ً في ليل . وفـي اسمِـكِ أخطـاءٌ لذيذة ٌ سبّبَهــا حـريــقٌ هـائلٌ في قلبي .. لا أريدُ لهُ أنْ ينطفيء ! "
–