إعداد وحوار: حنين أبو خير
من قلب الظلام يبزغ القمر وينبثق النور، معلناً انتصار الإرادة على اليأس، والأمل على الألم، لتعزف القيثارة على أوتار الحلم ويسمع صوتها العالم؛ فيجذبني اللحن لأطرق بابَ أحدِ روّادِ الأمل، شاعرٌ لم يمنعه كونه من ذوي الإحتياجات الخاصة عن السعي وراء حلمه، فيجعلنا تلاميذاً في مدرسة العزيمة والتصميم …الشاعر “مجد الدين ديب” “عراب القصيدة” أهلا بك:
– بدايةً دعنا نتعرف مَن هو الشاعر “مجد الدين ديب” ؟
“مجد الدين نعيم ديب، أردني الجنسية، فلسطيني الأصل، العمر 32 سنة، من مواليد المملكة العربية السعودية في المنطقة الشرقية بمدينة الجبيل الساحلية”
-هل أكملت دراستك أستاذ مجد؟؟ وما الشهادات التي حصلت عليها؟؟
” بعد دراسة الثانوية العامة وتخرجي بدرجة امتياز في الفرع الأدبي، درست في معهد “نيوهورايزن”، كما حصلت على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي بدرجة ممتازة، ولي عدة مؤلفات نثرية أدبية مطبوعة “
-“الإبداع يولد من رحم المعاناة” كان نقص الأوكسجين الذي سبب لك إعاقة في الحركة تحدٍ كبير بحد ذاته على كافة الصعد، لكن ها أنت اليوم أحد الشعراء الذين لديهم عدد من الكتب ..حدثنا عن معاناتك وبداياتك، كيف اكتشفت موهبة الشعر لديك وما أول قصيدة كتبتها؟
“كنت ميالاً منذ الصغر إلى صياغة ما أشعر به بطريقة أدبية خاصة، بترتيب الأفكار منطقياً، فاكتشفت مقدرتي على الكتابة، وبدأت كتابة بعض الأفكار القصيرة التي تتسم بنمط موسيقي وشامل المعنى، وبدأت بتطوير ذاتي تدريجياً من خلال الخوض في اللغة و قراءة قصص الأدب والنثر ذو النمط المتتابع الذي يمتاز ببساطة المفردات والمعاني العميقة، والروايات ذات الفكرة العاطفية والبوليسية والأعمال التاريخية والفانتازيا، التي يكون الصراع والسيادة محوراً فيها، أما عن طبيعة معاناتي فكانت بكيفية توظيف وضعي الصحي بجعله دافعا لوصولي إلى ما أطمح إليه، وأهم من ذلك تجسيد إحساسي بشكل دقيق حتى أشعر أنني أراه حقيقة، فكانت القصيدة الأولى تحمل اسم الغفران، التي تتحدث عن أول مسيرتي الكتابية التي لم ولن أندم عليها”.
-من أين تستوحي كتاباتك؟؟ هل هي من حياتك الواقعية أم من وحي الخيال؟؟
” من كل ما اشعر به ويحدث معي باضفاء لمسة الخيال أحيانا بأسلوب فني سهل، فأقوم بتجسيد كل شيء في المشهد الكتابي لجعله حياً بأحاسيس مختلفة، كما كنت أكتب قصائد عن شخصيات مستوحاة من مسلسلات الدراما بما يتناسب مع المشهد الكتابي ذات الطابع الشخصي أحيانا والعاطفي أحيانا آخرى، مثل شخصيتي جابر و أميرة في مسلسل طريق عن الفكرة بمحتواها القائم بصدق المشاعر رغم الإختلاف العلمي والطبقي، وعن شخصية تيمور تاج الدين في مسلسل تشيللو عن فكرة استغلال كل ما يمكن استغلاله من نفوذ لأجل تجسيد عشق قد لا تمحوه ذاكرة الزمن مهما اختلفت الظروف”.
-ما الصعوبات التي واجهتك و تواجهك لحدِّ الآن وتعيق مسيرتك الأدبية؟
“ككل الصعوبات التي تحدث في بدايات كل شخص يحمل موهبة خاصة، يطمح في أن تنتشر على نطاق واسع ويتمنى أن تؤخذ بالقدر الكافي الذي يليق بها دون النظر لأمور تحط من قدرها الإبداعي وتبخس من قيمتها الفنية، فنحن بزمن يُقيَّمُ الإبداع فيه بما لدى الشخص من علاقات، كما أنني ببلد ذو نظام يمنع غير المواطنين من الكتابة في مجالاته الإعلامية”
-من ضمن كتاباتك عدد من الأغاني لم تشرق شمس أيٍ منها فلماذا أستاذ مجد؟
” انعدام مصداقية بعض الجهات التي توهم بتبني مثل هذه الأعمال، ولكن يبقى الوهم مجرد وهم يجلس على رصيف الحقيقة، إذ لا يُنظر لمثل هذه الأعمال بما تحمل من قيمة فنية بل بمدى شهرة صاحبها أو عدمها”
-إلامَ تطمح؟؟ وإلى أي مكان تأخذك الأحلام؟؟
“أن أمثل ذاتي بما أحمل من قيمة فنية جمالية يخلدها التاريخ على مر السنين، وحلمي الذي أسعى إليه أن لا تبقى اعمالي بين طيات الورق وتُنقل إلى الشاشة”
-هل من أعمال أدبية جديدة يتم التحضير لها؟؟ وما أحبُّ أعمالك الأدبية إلى قلبك؟
“أعمل على كتابة الرواية الأولى القصيرة، وإضفاء اللمسات الأخيرة على كتابي السادس والسابع، وكتابة بعض القصص الدرامية، أما عن أحب أعمالي فهي قصيدة تحمل عنوان “أنا العراب”، إذ ألقِّبُ نفسي بإحدى شخصيات قصائدي التي تمثلني بشكل كبير جدا”
-هل من كلمةٍ أخيرة أو رسالة تحب أن توجهها؟؟
” كل نجاح للإنسان سببه الإيمان بقدرته على تحقيق ذاته بما لديه من دافع داخلي، فلا نسعى لتهميش هذا النجاح مهما كان صغيرا وأن يحاط بالتقدير والإلمام، وأن يُنظر إليه على قدر كبير من الاحترام “
في نهاية هذه المقابلة أشكرك الشاعر “مجد الدين نعيم ديب” مع تمنياتي بالتوفيق الدائم و الإنتصارات المتتالية.