أولادك بحاجة إليك أكثر من أي شيء آخر
الأمومة غريزة رائعة تحتل المركز الأول من أولويات حواء، وهي ما يجعل الأم ينبوعاً للحنان والاهتمام، لأنها ببساطة تمتلك أسمى معاني الوجود التي تجعلها تتحمل آلام الحمل والولادة وتعب التربية والسهر على راحة أبنائها بحب، من دون كلل أو ملل.
الأمومة أحد الحكَم الإلهية التي منحها للمرأة، وأثبت العلم أن للأمومة فوائد عديدة، ويصف الخبراء الأمومة بأنها شعور مركب يتجسد في خبرات وممارسات عقلية تتضمن أحاسيس دافئة تكون موجهة نحو أبنائها.
كما يشير الخبراء إلى أن أعظم وأنقى نموذج للعلاقات الاجتماعية هي العلاقة بين الأم وأبنائها، فهي تعطي بلا حدود، تعطيهم من كيانها وكينونتها حباً وحناناً، وتتجلى هذه العلاقة في التضحية والانتماء الوجداني والعاطفي الرفيع.
فلا شك أن عاطفة الأمومة في مظهرها وجوهرها هي عاطفة حب تتخطى حواجز العقل والمنطق، فالأم لديها مقدرة فائقة على الحس المرهف، وقد منحها الله تبارك وتعالى قدرات على العطاء، حيث توجد رابطة روحية قوية تربطها بأولادها.
تزيد الذكاء
تلعب الأمومة دوراً كبيراً في حماية المرأة من الأمراض، وأثبتت دراسة حديثة، أن المرأة المتزوجة التي لديها أطفال تكون الأقل شعوراً بمشاكل في الصحة العقلية.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن الأمومة قد تزيد من ذكاء النساء، وتساعد في الوقاية من الإصابة بخرف الشيخوخة، وذلك من خلال إمداد المخ بهرمونات واقية.
وأكدت أحدث الدراسات أن الأمومة والحمل والإنجاب تؤدي إلى تغييرات إيجابية في هرمونات المخ، كما تؤدي بدورها إلى حماية الأم من العديد من أمراض الشيخوخة المدمرة، وأهمها "الزهايمر".
وأوضحت الدراسة أن الأمومة تزيد من ذكاء النساء، وأن الإنجاب يؤدي إلى انخفاض مستويات بروتين "امبلويد" في المخ، وهو بروتين مرتبط بظهور "الزهايمر" لدى البشر.
وأفاد باحثون مختصون بأن الرجال العازبين وأولئك المحرومين من الإنجاب أكثر عرضة للوحدة والإصابة بالمرض بنسبة أكبر من نظرائهم من الإناث، ووجدوا أن الرجال كبار السن من العازبين غير المتزوجين، وممن حرموا من الأولاد، يعانون من الكآبة والوحدة بمعدلات أعلى من السيدات المسنات غير المتزوجات.
ويرى هؤلاء في دراسة نُشرت مؤخراً أن الحالة الاجتماعية للرجل الأعزب، أكثر تأثيراً على حياته عند تقدمه في السن مما لو كان محروماً من الأطفال.
أكثر شجاعة
كما كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ريشموند الأميركية، أن الأمومة تجعل الإناث أهدأ أعصاباً في مواجهة الضغوط وأكثر شجاعة.
وأوضحت الدراسة أن الحمل وخبرة التعامل مع النسل تنتج مخاً أكثر قدرة على التكيّف، وهذا ما يجعله أقل تأثراً بالخوف والضغوط بصفة عامة.
وقد أجرى الباحثون اختباراً على الفئران، إلا أنهم يقولون إن النتائج قد تنطبق على الحيوانات الأخرى، وإناث الجنس الإنساني أيضاً.
وأكد الباحثون أن إناث الفئران اللاتي لديهن وليد أو أكثر يبدو عليهن القلق بنسبة أقل عند تعرضهن للإثارة، مقارنة بإناث الفئران اللاتي لم يلدن، وعندما درسوا أمخاخهن اكتشفوا نشاطاً أقل في مراكز الخوف عند الأمهات.
وقد أظهرت دراسة أن هرمونات الحمل تغذي خلايا المخ المسؤولة عن التعلم والتذكر، وحققت أمهات الفئران نتائج أفضل من أخواتهن العذارى، في اختبار المتاهة المخصص للفئران، واكتشفت الدراسة الجديدة أن أمهات الفئران لسن فقط أكثر مهارة، إنما أهدأ وأشجع.
سلامة العظام
ومن ناحية أخرى، أثبتت دراسة طبية جديدة أن إنجاب الأطفال يفيد صحة المرأة، ويحافظ على سلامة عظامها وقوتها.
وقد وجد الباحثون في دراستهم التي أجريت على أكثر من عشرة آلاف سيدة، أن خطر الإصابة بكسور الأفخاذ مستقبلاً، كان أقل عند النساء اللاتي أنجبن طفلاً واحداً على الأقل، مقارنة مع السيدات بلا إنجاب، وكلما كان عدد الأطفال المنجبين أكثر، كان الأثر الوقائي لذلك أقوى وأكبر.
وأوضح العلماء في مركز "قيصر بيرمانينت" للبحوث الصحية في أوريجون، أن على السيدات اللاتي يفكرن في عدم الإنجاب إعادة تنظيم حياتهن والتفكير في استغلال سنوات الحمل والإنجاب، لاتخاذ خطوات إيجابية تضمن لهن عظاماً قوية في حياتهن اللاحقة.
ولاحظ الخبراء أن فحص الكثافة المعدنية للعظام المستخدم كمقياس لقوتها لم يساعد في تقدير خطر الكسور عند السيدات اللاتي لم ينجبن.