والرصيف فارغ
إلاّ من زحمة الدمع
بانتظار آخر مركبة
لعبور الحياة
أوقفتني تلك العرافة
لحظة انكسار
نادت اسمي
وبين اللاء ، واللاء
وقفت أنظر إليها
كانت خطوة بيني ،
وبين المحطة الأخرى
كانت حاجزاً أمام خطوتي الأخيرة
جذبتني من يدي
وقالت : حمقاء
كنت كمن لجم صوته
بحبل مشنقة
هاتِ يدك ..
وراحت تقرأ كفي
وتتمتم في سرها
أنتِ ياسعيدة الحظ
لاتملكين أمر قلبك
فقلبكِ الجميل مقبرة
يدللّ موتاه بالحنين
تسيرين في مواكب الحزن
ونجمتكِ تائهة في سماء بعيدة
قلبكِ يهدر كموج البحر
ومنارتك بعيدة
منذ وقت قالت لكِ قارئة فنجانك
ستفارقين كل غالٍ
وحين قلتِ لها : أكملي
وقع الفنجان ، وتناثر
نثرةٌ منه وقعت إلى جانب قلبك
كلما تحركت ، أصابت القلب وخزة
ومضيتي أيام ، وأيام
تبحثين عن سرّ الوخزة
حتى بتر وريدك ..
تأملت وجهي ، وعيناي
وأكملت بحزن …
نعم …بتر وريدك
وغبار الموت بات جلياً على وجهك
تستجدين الموت
لترممي الوريد
والموت يتلاعب بحزنك
ووجعك ..
ساعديني ، قلتها!
لالحق بنجمي البعيد
قلبي لم يعد يتسع لقبر جديد
أسمع صوتاً من أديم الروح
ينادي …
يعشش في حناياها
بنى الموت بيني ، وبينه سوراً
وأنا كل ليلة أغتسل غسيل الميت
وأتجول بجنازتي
أشقّ طريقاً من غبار
من ألم تكدس في الأعماق
متعبة ، وأرهقني الرحيل
ساعديني لأرحل
لماذا وقفتي على خطوتي الأخيرة
لولاكِ ، كنت مضيت
هذا العمر دونه
كبيت أعمدته من دخان
لن يكون القادم خير من الذي مضى
القدر سيء أيتها العرافة
النثرة التي بجوار القلب
تؤلمني ، تقتلني ، ولاتميتني
لست القادرة على انتزاعها
ولاالقادرة على تحمل آلامها
رحيله أيتها العرافة
فتح فجوة في القلب
الفجوة يتنازع قيحها
من يؤلم أكثر
حزينة أيتها العرافة
والوريد المبتور
يتألم بوجع مهيب
ضمت أصابعي إلى كفي بصمت
وقالت بأسىً :
لاتستعجلي قدرك
إني أرى هالة من نور تطوقك
ستزفين قريباً إلى السماء التي ترغبين
شعرت تلك اللحظة
أنه نبت لي جناحان
ورحت أطير باتجاه المدى
كنت أهبط فقط
لأمسدّ ريش يمام الطرقات
نسيت أن أعلق نعوتي
على الأعمدة ، والجدران
ونسيت أن أشكر العرافة
التي كانت تبكي حزناً
أنا فقط أجهز قصيدة
تليق بمن سكن السماء
/نثريات/
سوزانا نجيمة