لأنها سيدة استثنائية كان الاحتفاء بها غائبة حاضرة مميزا
لأ نها حملت من الطهر والنقاء والإنسانية ما جعلها مميزة حتى في الغياب .
شاعرة بمرتبة إنسانة رائعة , إنسانة جمعت شمائل اتسمت بها وحملتها غائبة حاضرة كان الجمع الغفير المحب لها والفاد لحضورها جسدا الحامل لروحها نبضا وكلمات
في طرطوس التقت الجموع من معظم محافظات سورية لتخاطب روحها وتستحضرها نبع حنان ولتضع خصالها ميزانا لمن عرفها ومن لم يعرفها
دعوة كريمة من كرماء لموقعنا نفحات القلم ممثلا بمديرته الإعلامية منيرة أحمد لحضور حفل التأبين الذي أقيم في العاشر من شهر آيار في محافظة طرطوس
و برعاية اللجنة الثقافية في محافظة طرطوس و بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ( فرع طرطوس ) اقام ملتقى دوحة الشعراء حفل تأبين مؤسس الملتقى المرحومة أميمة علي أسبر حيث تألق المشاركون بما قدموه من قصائد
بدأ النشاط بالوقوف دقيقة صمت لارواح الشهداء وروح الفقيدة اميمة اسبر ثم عرض فيلم عن أهم محطات حياتها
وكانت كلمة للسيدة وعد صبح مديرة الملتقى توجهت بالشكر للسيد محافظ طرطوس لرعايته الاحتفال و رحبت فيها بالحضور الكريم الذي جاء يشارك في تأبين مؤسسة ومديرة الملتقى المرحومة أميمة علي اسبر
ثم القت اخت الفقيدة كلمة باسم اهل الفقيدة : شكرت الحضور على تلبيته الدعوة للمشاركة في الحفل وتوجهت بجزيل الشكر لكل من شارك حضورا او شعرا كما تحدثت عن مناقب الفقيدة الغالية
وكانت قصيدة للشاعر عبد الكريم اللامي زوج الفقيدة مسجلة بصوت الإعلامي محمد نصر الله حملت عنوان :
تراتيل الشفق
تقطّع الليل في أحضان ناهدةٍ
وكلّم الوحشَ من لم يعزف الوجلا
وحاورتني نجوم الليل رائقةً
بالكادِ جاورني ميْتا ومغتسلا
وزهرةٍ جاورت عصفا يداعبها
أميرةٌ في زفافٍ ضلّت السبلا
هل للغريق نجاةٌ وهو في لججٍ
عمياء هوجاء لاتستقبل الأملا
أمينةٌ خانها من كان يحرسها
إذا العريّ طغى فاعلم بما حصلا
كما القريبُ بعيدٌ حين تطلبهُ
ترى الجميع وقوفا كان منتقلا
لم ينصف العدل في حكمٍ ونطلُبُهُ
كأنّنا بمجونٍ نلثم القبلا
أحبّك الله إذ أرداك في محنٍ
كالبدر سموه بدراً كان مكتملا
أما لصبرك يا أيّوب من فرجٍ
أكان صبرك يا أيّوبُ محتملا
كانت تغرّدُ لي صبحا و أسمعها
تنامُ تنظرني لم تعرف الملَلا
أكان عدلاً بهيجاءٍ تضيّعني
وأنت أرحم من عدلٍ بنا نزلا
يارحمة الله مرّي وانظري عجزي
أما تريني رماداً ، كان مشتعِلا
تسامرَ الليل في صبحي و أطرَبَهُ
بغيرِ نائيةٍ ماعدتُ منشغلا
أيا أميمة هذا البعد مزقني
والدمع مانفك كالطوفان منهملا
وصرخةٌ بخباء الصدر ماكثةٌ
رأيتها بجلالٍ هدّت الجبلا
لن أسال الوصل بعد الموت ، مضيعةٌ
ما أوجع المرء لمّأ يفقد الأملا
الجسمُ في وجعٍ كالنار ذي حِممٍ
والموت صار بطيئاً بعدُ ما وصلا
قرأت بعدك أن الكون جمّعنا
ليشهد الحب عشقا خالدا أزِلا
وما فراقك شيئا كان محتملا
ومادعائي سوى أن أطلبَ الأجلا
الشاعر عبد الكريم اللامي زوج الفقيدة المحتفى بها
وقد تناوب عدد كبير من شعراء دوحة الشعراء بالحديث مقدمين قصائد الرثاء لروح الفقيدة الغالية وهم :سامر الخطيب – حسين ملحم- سامر يوسف – عائدة قاسم –علي نبيل شاليش –يعقوب عيسى –نور اليوسف –زوات حمدو-احمد الباشا –بسام حمودي –طلال خضر –ابراهيم الهاشم بشار الجهني –محمد نزار حسن
كما تم تكريم الشاعر المبدع عزام سعيد عيسى
لفوز قصيدته بالمركز الأول في مسابقة الوفاء لروح مؤسسة الملتقى السيدة أميمة اسبر بمبلغ /٤٠٠/ ألف ليرة سورية تسلّم في حفل التكريم النهائي بالإضافة إلى درع التكريم الخاص وكانت قصيدته بعنوان :
مَوكبُ الفقدِ المهيب
لأنَّ عُنصرَها مِن عنصرِ الوردِ
ضَجَّ العَبيرُ عليها مُولَعَ الفقدِ
والمجدُ أولى بها منهُ ومِنْ يدِهِ
لكنَّ كلَّ امْرئٍ منهُ على وَعدِ
أميمةُ الطِّيبِ كيفَ الحرفُ ينصفُها
وقدْ تخطَّتْ جمالَ الشِّعرِ والسَّردِ
مِنْ نبعةِ الخيرِ كانتْ من لطافتِها
أمّاً لكلِّ بني الإحْسانِ والحمدِ
كانتْ تُرتِّبُ للأفراحِ موعدَها
لدى المُحبِّينَ في قربٍ وفي بعدِ
لدى العُفاةِ الذينَ استمطروا يدَها
فلم تُخيِّبْ لهمْ ظنّاً بما يُجدي
لدى “الكريمِ” الذي أولتْهُ خافقَها
وعمرَها فاحتوتْهُ جنَّةُ السَّعدِ
واليومَ لوعتَهُ يُبدي وحرقتَهُ
يُبدي ويخفي عليها ضعفَ ما يُبدي
يا موتُ عفوكَ هذي ليسَتْ امرأةً
لكنَّها دَولةٌ صوفيةُ الوجْدِ
ناحَتْ عليها الليالي والسَّماءُ بكتْ
على الشَّهيدةِ سبعاً زِدنَ في العدِّ
لأنَّها مِن ضِياءِ الصَّبحِ طلَّتُها
سارتْ معَ الفجرِ ترجو جنّةَ الخُلدِ
في مَوكبٍ من أُلوفِ الطَّيِّبينَ قَضَوا
ترتجُّ بعدَهمُ الدُّنيا مِنَ البَردِ
للهِ.. يا موكبَ الفقدِ المهيبِ لقدْ
خُيَّرتَ فاخترتَ منّا زَهْرةَ النَّجدِ
فلمْ يقمْ بعدَها للصُّبحِ قائمةٌ
وللجَمالِ الذي أضحى بلا رُشْدِ
فالدَّوحُ مِنْ بعدِها ناحَتْ بلابِلُهُ
وسيفُهُ صارَ مكشوفاً بلا غِمدِ
والشِّعرُ جنَّ على أحلى قصائدِهِ
والعِقدُ حنَّ إلى أيقونةِ العِقدِ
أميمةُ الطُّهرِ صلّى الياسمينُ على
مقامِ حَضرتِها الأزكى منَ النَّدِّ
واستنفرَ الحُزنُ في ذِكرى مُؤَسِّسَةِ –
– الأفْراحِ يستنزفُ الأرواحَ عن قصدِ
أميمةَ المُلتقى عزَّ اللقاءُ سِوى
ذِكرى بها في رِحابِ الحُزنِ نستهدي
ناميْ بجفنِ النُّجومِ الزُّهرِ رائدةً
للوحيِ تتلو عَلينا آيةَ السُّهْدِ
كل التقدير لشاعرنا الفائز
والتحية للمشرف العام أ.عبد الكريم اللامي
والرحمة والطمانينة لروح فقيدتنا الراحلة
كما تم تكريم الشعراء الفائزين بالمراكز الثلاثة الاولى ومنهم الشاعر عيسى عيسى عن قصيدته تأبى الغياب … الفائزة بالمرتبة الثالثة
- هاكِ القصائدَ يا أميمةُ و اعذريني
فالحرفُ يُقصَرُ في مدى هذي الشجونِ
- أطلقتُ حرفيَ كي يقولَ بلاغةً
و يفيضَ عطرا بالوفا المسكونِ
- رسَمَ المودةَ و النقاءَ و رحمةّ
و قضى يؤدي رقصةَ المحزونِ.
- أنقى من الزهر المُوشَّحِ بالندى
و الحسنُ بعضُ نقائكِ المخزونِ
.
- و الحرفُ يصرخُ يا أميمةُ تائهاً
و الفجرُ يُخفي سرَّهُ بِجنونِ
- نادى القضاءُ و ليس منا يتّقي
حُكمَ القضاءِ بأمرِه الموزونِ
- مازلتُ أكتبُ يا أخيّةُ ذاهلاً
أكذا الغيابُ ؟! و صمتُه يُشجيني
- حزني عراقيٌّ بأرضٍ أنبتتٔ
نخلَ المواجعِ و اشتكاهُ حنيني
- و النخلُ يغفو يا كريمُ بِحزنِهِ
فكذا يوافي النخلُ للزيتونِ
- و الحرفُ صلَّى في المهاجر فرضَهُ
لا تُقصَرُ الصلواتُ للمفتونِ
- و فراشةٌ للنورِ تعشقُ دربَها
و كتابُها في الحبِّ حرفُ يقينِ
- و أنا أُسائلُ صحبَنا عن صبحِكم
أينَ الضِّيا في صبحِنا المحزون
- و النورُ أمسى في مساراتِ العلا
و النورُ ابنُ النور في التكوينِ
- حيرانَ أكتبُ للنقاءٍ مَراثيا
فالحرفُ يرجِفُ و النوى يُعييني
- مازلتُ أستبقُ الصباحَ بِعطرِ مَنٔ
أزكى نَداها الزهرَ في الليمونِ
- مازالَ في هذا المدى من عطركم
لمّا تَـغبٔ بنتُ النقا المكنونِ
- أنتِ التي تأبى الغيابَ بــطِيبها
و كأنّما ما مرَّ ريحُ مَنونِ
- لحنُ المحبة نبضُ قلب مترَفٍٍ
بالعشق بالأحزان عزف وتين
- لا يستقيم الحب إلا بالوفا
و الموت عشقاً فيه بعض جنون
- إنَّ المحبةَ لا يزولُ عبيرُها
و العشقُ داءُ النخلِ و الزيتونِ
وفي لقاء لموقع نفحات القلم مع الشاعر الاستاذ منذر يحيى عيسى رئيس المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب فرع طرطوس قال :أعلن ملتقى دومة الشعراء عن إقامة مسابقةتكريما لروح الفقيدة أميمة اسبر مديرة الملتقى وقد أشرف اتحاد الكتاب على التحكيم من خلال محكمين مميزين على النصوص المشاركة وقد تميزت القصائد بسوية راقية والقصائد الفائزة تعتبر من عيون الشعر العربي وتشكل بصمة حقيقية على صعيد الشعر في سورية وجوابا على سؤالنا عن كلمة يوجهها للشعراء أجاب الاستاذ منذر : جميع القصائد المشاركة هي من لون شعري واحد ( كلاسيكي عمودي ) ولوحظ عدم المشاركة بقصائد من صنوف الشعر الأخرى – نثر – تفعيلة كنا نتمنى وجود قصائد من مختلف صنوف الشعر , وختم متمنيا المزيد من النجاحات للمتقى والرحمة لروح الفقيد أميمة اسبر
وفي ختام الاحتفالية تم توقيع ديوان مشترك حمل عنوان ( سفيرة الشعراء في الجنة العليا ) إضافة لتكريم الفائزين بمسابقة الوفاء الكبرى للشعر العمودي حيث تم تكريم 40 مشاركا .
يذكر أن عدد الشعراء المشاركين بالديوان بلغ (84 ) شاعرا وشاعرا
حضر الاحتفال : السيدة عليا محمود رئيس مجلس محافظة طرطوس – السيد رئيف بدور رئيس اللجنة الثقافية عضو المكتب التنفيذي لمحافظة طرطوس ممثلا السيد محافظ طرطوس الاستاذ -رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع طرطوس وحشد كبير من أعضاء الملتقى واصدقاء الملتقى ومحبي الشعر والأدب . وقد أثنى الجميع على هذا الاحتفال المميز الذي يليق بالمحتفى بها .
ولابد لنا إدارة موقع نفحات القلم من تقديم الامتنان والشكر للملتقى ولمشرفه العام الشاعر اللامي والرحمة والمغفرة لروح فقيدة الأدب والإنسانية المرحومة اميمة علي اسبر