في لحظةٍ مهزوزةِ الأركانِ
كسرَ الفناءُ خواطرَ البنيانِ
في الليلِ داهمهاالغيابُ فهاجرتْ
قبل الوداع مشاتل الريحانِ
رحلَ النقاءُ إلى النقاءِ وغادرتْ
أغلى اللآليءِ شاطىءَ المرجانِ
لاتعجبوا كيف الحدائقُ سافرت
فالعطر يرحلُ دونما استئذانِ
رحلتْ عن الدنيا ملامحُ غابةٍ
تهدي إلى الألوان سِربَ أغاني
والنورُ لو سكنَ الترابَ يشدُّهُ
للأصلِ صفوُ العالمِ النوراني
…….. …….. …….
دخلتْ دخولَ الأغنياتِ قلوبَنا
كدخولِ قافيةٍ على الأوزانِ
وعلى الجفافِ جفافِ وجهِ ربيعِنا
مرَّتْ كساقيةٍ على بستانِ
كانتْ هناكَ على مدارِ ذهولنا
نجماً يفيضُ بشدِّةِ اللمعانِ
عاشتْ كما عاشَ النسيمُ فأتقنتْ
لغةَ العبيرِ ولهجةَ الأغصانِ
يقفُ الرُقيُّ أمامَها متعجبا
من ضوءِ هذا المنبتِ الإنساني
تشتاق طلعتها الزهورُ. ووجهها
في بال كلُ شقائقِ النعمانِ
تحيا برؤيتَها الأناقةُ مثلما
يحيا الغريب برؤية الأوطانِ
لو يعرفُ الزلزالُ قبلَ جنونهِ
ماذا نكابدُ بعدَهُ ونعاني
ماذا ستنزفُ مفرداتُ قصائدٍ
من دمعها المزروعِ في الأجفانِ
……. ……. …… ……
مَنْ سوف تمسحُ للقصائدِ شَعرَها
وترُشُّ للحرفِ الأنيقِ تهاني
مَنْ سوف تُهدي للصباحِ فتونَهُ
وتضيءُ طلعتُها بكلِ مكانِ
ذهبتْ إلى حيثُ الكواكبُ تلتجي
مِنْ بعدِ ما مَلَّتْ من الدورانِ
نامتْ هنالكَ في ظلالِ قصيدةٍ
بين العرائشِ في رُبا ديوانِ
يا أختَ مريمَ في البراءةِ والصَفا
نامي بعينِ عنايةِ الرحمنِ
بقلم ابراهيم هاشم
حمص في ٣٠ آذار ٢٠٢٣