هنادي سلمان علي
في زمن الأزمات والتحديات، تبرز قصص نجاح لنساء سوريات تحدّين الظروف وتثبتن قدرتهن على العمل والإبداع في مجالات مختلفة، بعضها غير تقليدي أو محصور بالرجال، هذه النساء لم يستسلمن لليأس أو الاعتماد على الآخرين، بل اخترن أن يكون لهن دور فعال في المجتمع وفي إعالة أسرهن.
إليكم بعض هذه القصص الملهمة:
●- رشا الحسن: سائقة تكتوك في دمشق
رشا الحسن هي أم لثلاثة أولاد وحاصلة على شهادة في الأدب الإنجليزي. كانت تعمل في شركة خاصة لكن راتبها لم يكفِ لتغطية احتياجات الأسرة، فقررت أن تغير مسار حياتها وتحقق حلمها بقيادة السيارات، حصلت على رخصة قيادة وامتهنت العمل على تكتوك كهربائي في شوارع دمشق، وهي ربما أول سيدة تخوض هذه المهنة في سوريا، بفضل جرأتها وثقتها في نفسها، نجحت رشا في تحقيق الاستقلالية المالية وتوفير ما يكفي لتعيل أولادها، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحصلت رشا على احترام وتقدير المجتمع، حيث يتوجه الكثيرون إليها لطلب خدمات التوصيل بفضل خبرتها ومهارتها في القيادة.
●- إزدهار محرز: شيف حلويات في طرطوس
إزدهار محرز هي سيدة من طرطوس، متزوجة بقرية النمرية التابعة لمدينة الشيخ بدر، زوجها كان يعمل ببناء المنازل فتعرّض لجلطات متتالية فقد فيها عمله، وأصابه مرض السكري، يحتاج للرعاية الدائمة ولديه مشكلة في الذاكرة، بسبب وضعها المادي السيء وعدم قدرتها على تغطية تكاليف التحاليل وطبابة زوجها وتعليم أولادها عملت مؤخرًا كشيف حلويات (بيتيفورات، معمول، معروك، أقراص بالتمر) في المجمع الإنتاجي الوطني لما تملكه من خبرة وفن حقيقي ونظافة في هذا المجال، بدأت العمل في مجال الحلويات منذ أكثر من ثلاثة أعوام في منزلها وتبيع حلوياتها بأسعار منطقية ومعقولة، وهي الآن معروفة في منطقتها بسبب سمعتها الطيبة.
●- تهاني نواف الزيلع: خريجة جامعية في ال٥٥ من العمر
تهاني نواف الزيلع هي سيدة من السويداء، تحققت حلمها بالتخرج من الجامعة وهي في ال٥٥ من العمر، درست تهاني التعليم الأساسي والثانوية دراسة حرة ثم التحقت بكلية التربية قسم الإرشاد النفسي في جامعة دمشق فرع السويداء، بإصرار وعزيمة لا تلين، نجحت تهاني في اجتياز سنواتها الأربعة دون توقف، هنا يكمن الإصرار والتحدي فالعمر غير مقياس أبدًا.
●- حنان يوسف: بائعة منتجات زراعية في جبلة
حنان يوسف هي سيدة من مدينة جبلة، تحدّت الظروف في سبيل الاعتناء بأخيها المقعد. لتقوم ببيع منتجاتها الزراعية في سوق الهال بجبلة، تقود دراجة آلية من منزلها لمكان عملها يوميًا بسبب قلة المواصلات وغلاء أجور النقل، استطاعت الوقوف بجانب عائلتها والعناية بها وتأمين مستلزمات الحياة في ظل صعوبة الظروف.
●- سائقة تكسي في حلب
لا نعرف اسم هذه السيدة، لكن صورتها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كمثال للمرأة السورية المناضلة، هذه السيدة تعمل سائقة تكسي في مدينة حلب لتعيل عائلتها، لم تجد أية صعوبة في مواجهة التقاليد أو المخاطر في سبيل إحضار رزقها بالحلال.
هذه هي المرأة السورية، التي لم تكن يومًا امرأة عادية، فبحكم توالي المراحل الصعبة التي عاشتها بلادها عبر الأزمان، اكتسبت قوة التحدي والصمود وتوارثتها وورثتها لبناتها، ولم تنسها فترات الرخاء ما حفظته من جداتها من حنكة مواجهة الصعاب. شهدنا نماذج تدرّس عن التكيف الكامل مع أشد الصعوبات التي ممكن أن تعيشها امرأة في هذا العصر، وأدهشت العالم بقصص خلدها التاريخ.