تونس / كتب البشير عبيد
” لقاء علمي لتقديم النتائج الأولية لحفرية الدريبة بالقلعة الكبرى. كانت أشغال حفرية الدريبة تحت إشراف المعهد الوطني للتراث بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة. حضر اللقاء عن المعهد الوطني للتراث السيد أنيس الحجلاوي المتفقد الجهوي بسوسة والسيد غازي عبودة مساتشار التراث بالمعهد، وعن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة السيد كمال جرفال العميد ومدير “وحدة البحث أنثروبولوجيا معارف وآفاق” التابعة للكلية. أما السلطة المحلية فقد مثلها كل من السيد المعتمد والكاتب العام لبلدية القلعة الكبرى. المثير للإعجاب حضور عدد كبير من الفاعلين في المجتمع المدني والمهتمين بتراث المدينة.
كفريق بحث نشيد بالدور الكبير الذي لعبه المجتمع المدني لإنجاح أعمال الباحثين من خلال تذليل كل الصعوبات وإبداء تعاون غير مشروط لتقديم مساهمة فعالة إلى ٱخر لحظة من يوم تقديم النتائج.
نالنا شرف حضور السيد المنصف بن عبد الجليل العميد السابق لكلية الآداب وثلة من الأساتذة والباحثين والطلبة الذين شاركوا وتلقو تكوينا نظريا وتطبيقيا خلال إنجاز الحفرية وبعده.
نعلم سكان القلعة الكبرى ان ما حدث يعتبر لبنة قيمة جدا في تاريخ المدينة و نفيدهم ان الأبحاث مستمرة لتقديم كل النتائج المتعلقة بتأريخ الموقع وتحديد طبيعة معالمه المنقورة في التلو. إننا حريصون كل الحرص على المحافظة على هذا الموقع الأثري نظرا لقيمته التاريخية التي أثرت المشهد الثقافي والمعرفي كما نتعهد من ناحيتنا كباحثين وفريق عمل متعدد الاختصاصات ومتكامل بنشر النتائج النهائية لهذه الحفرية حال اكتمال الأبحاث.”
بهذه الفقرة الموجزة و المعبرة بدقة بالغة إختتمت د. آمنة غيث عضو وحدة البحث انتروبولوحيا ٫ معارف و آفاق التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة اللقاء العلمي الثاني حول حفرية الدريبة بمدينة القلعة الكبرى الساحلية التونسية….هذا اللقاء العلمي الذي شهدته المدينة يعتبر حدثا ثقافيا نوعيا بإمتياز
نظرا القيمة العلمية للبحوث و تناولها كل الجوانب التاريخية حول الدريبة و علاقة الإنسان ” القلعي”عبر احقاب من الزمن بالمكان من حيث الإقامة و المعيش
و ما إكتنفت هذه العلاقة من حميمية و ترابط روحي
وثيق بين الإنسان و الأرض و التراب و الحجر….لا نستطيع في هذه المقالة بعد حضورنا لاربع ساعات كاملة نهار الأحد الفارط 18جوان / حزيران/يونيو 2023 بقاعة الاجتماعات بمقر البلدية…إلا ان نثمن هذا المجهود العلمي الكبير الذي قام به فريق العمل بالتعاون الوثيق مع المجتمع المدني بالمدينة و تحديداً جمعية دروب للثقافة و التنمية التي اسسسها و يراسها ا. سفيان الفقير فرج المثقف المثابر صاحب المبادرة من الوهلة الأولى بطرح الموضوع على أهل الإختصاص في كلية الآداب و العلوم الإنسانية و الفاعلين في المجتمع المدني بالمدينة( الاتحاد المحلي للفلاحة و مجمع مالكي الزياتين… السيد المثلوثي و المحسن جاء بالله و المستثمر في القطاع الفلاحي المولدي سويلم دون نسيان المجهود النير للاطار المجتهد بالبلدية أمين خليج و بعض رجال الأعمال ( مجموعة شركات حافظ الزواري للاعمال و الإستثمار
الذي لم يتوانى عن الدعم المالي لتذليل العقبات و إستكمال مسار البحث العلمي مثلما ذكرت ذلك د آمنة غيث عضو وحدة البحث انتروبولوحيا ٫ معارف و آفاق ٫ و التي اكدت في كلمة الاختتام انها و الأساتذة الأفاضل اعضاء وحدة البحث كلهم فخر و اعتزاز بهذا الإنجاز العلمي الذي يحدث لاول مرة في مدن الساحل التونسي بالتعاون و التنسيق الكامل مع نشطاء المجتمع المدني المؤمنين بضرورة التغيبر الجذري و حتميته في كل القطاعات من أجل النهوض و السير بالمدينة الى الأمام……..
للامانة التاريخية و حسب علمي لم ينجح في قاعة الاجتماعات ببلدية القلعة الكبرى أي نشاط علمي أكاديمي مثلما حدث صبيحة الأحد الفارط من حيث القيمة العلمية للبحوث و الحضور النوعي للمتابعين الذين لم يغادروا القاعة حتى نهاية اللقاء العلمي…..
يبدو ان مؤشرات التغيبر و النهوض في مدينة القلعة الكبرى الساحلية التونسية بدأت تتوضح و تعطي ثمارها بعيدا عن الحسابات الضيقة و الغوغاء و عاشقي التموقع بلا فكر و مشاريع تنموية حقيقية