مؤسسة يمن للعدالة والتنمية والسلام تنظم لقاء تشاوري لقيادات ووجهاء في محافظة شبوة حول المصالحة المجتمعية والخروج بتوصيات هامة
اليمن /خاص
نظمت مؤسسة يمن للعدالة والتنمية والسلام، اليوم الثلاثاء، في قاعة المركز الثقافي بمدينة عتق، وبرعاية محافظ شبوة رئيس المجلس المحلي، الشيخ/ عوض محمد بن الوزير، لقاءًا تشاورياً حول دور القيادات المحلية والوجهات القبلية في تحقيق المصالحة المجتمعية بشبوة، وذلك بمشاركة اكثر من 40 شخصية من المشائخ والأعيان والقضاة والاعلاميين والقيادية المجتمعية من مختلف مديريات المحافظة.
وشهد اللقاء الذي أداره منسق مؤسسة يمن للعدالة في محافظة شبوة الدكتور محسن عيدروس شرمد، وبحضور وكيلي محافظة شبوة سالم احمد النسي وسالم البابكري ومدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة علي عمير ونائب مدير عام شرطة المحافظة العميد احمد الاحول ورئيس محكمة عتق- الصعيد حبان القاضي ياسر سيلان، استعراض ومناقشة العديد من القضايا والإشكاليات التي تقف عائقا في تحقيق المصالحة المجتمعية الشاملة في محافظة شبوة.
وفي افتتاح اللقاء القى الدكتور محسن كلمة مؤسسة يمن للعدالة رحب في مستهلها بجميع الحاضرين من القيادات المحلية والوجاهات القبلية والشخصيات الاجتماعية بمحافظة شبوة في اللقاء التشاوري، ناقلا اليهم تحيات رئيس مؤسسة يمن للعدالة الأستاذ ضياء المقبلي، وتمنياته الطيبة لهم في هذا اللقاء التشاوري الخروج برؤى وأفكار تساعد على تحقيق المصالحة المجتمعية التي تعد منطلق نحو الاستقرار والتنمية بما يخدم أبناء محافظة شبوة ويلبي تطلعاتهم.
وقال “هذا اللقاء الذي يجمعنا على رغم اختلاف توجهاتنا، تبقى شبوة ومصلحة أبنائها أولا ولا نختلف جميعا حول ذلك، فمحافظتنا هي الأبقى وتنميتها هو الهدف وخدمة أبنائها هو الغاية، ومهما اختلفت الوسائل فنحن ملتفون حول ذلك”.
وأوضح، ان مؤسسة يمن للعدالة وفي هذا اللقاء التشاوري الأول للقيادات والوجاهات بمحافظة شبوة، حريصة على تقريب وجهات النظر والمساعدة في ترسيخ المصالحة المجتمعية والقضاء على الظواهر الدخيلة على المحافظة، باعتبار ذلك هو الطريق الأفضل للسير نحو مستقبل آمن ومزدهر يحقق التنمية والرخاء لأبناء هذه المحافظة الذين عانوا طويلا من صراعات ليسوا طرفا فيها.
وأكد الدكتور محسن، ان دور المؤسسة معهم وواجبها كمجتمع مدني ومن خلال مؤسسة يمن وتنظيم هذا اللقاء هو التأكيد على ان كل فرد منكم يقع على عاتقه مسؤولية تحقيق المصالحة المجتمعية في المجتمع الشبواني العريق والأصيل الذي يتطلع الى ان يسود الوئام والمصالحة بين الجميع، وان نقدم نموذجا متميزا ينبع من تقاليدنا العريقة وقيمنا الأصيلة واعرافنا القبلية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
وعبر عن التطلع من هذا اللقاء التشاوري الخروج برؤية وخارطة طريق تحدد الأدوار والمسؤوليات التي تقع على عاتق كل واحد منا في تحقيق هدف هذا اللقاء بتحقيق المصالحة المجتمعية، ونحن على استعداد في مؤسسة يمن للعدالة والتنمية والسلام للمساهمة والوقوف معكم لتنفيذ ما يتم الخروج به وترجمته الى خطط عملية قابلة للتنفيذ على ارض الواقع.
وقدم في ختام كلمته التحية والتقدير للمشاركين وتحية ادوارهم الشجاعة والبطولية في الحفاظ على شبوة واستقرارها وبذل كل ما يستطيعون من اجل خدمة أبنائها.. متمنيا لهذا اللقاء التشاوري النجاح والتوفيق.
بدورهما اشاد وكيلا محافظة شبوة سالم البابكري وسالم النسي ، ومدير عام مكتب العمل والشؤون الاجتماعية بالمحافظة علي عمير ، بالنتائج القيمة التي خرج بها اللقاء ، ودورها في تعزيز التلاحم الاجتماعي بشبوة ، وسرعة احتواء مشاكلها ، مؤكدين دعم قيادة المحافظة لها والعمل من اجل ترجمتها على صعيد الواقع ، مشيدين باهتمام المنظمات المدنية بقضايا المجتمعات المحلية ومساعدة فعالياتها الرسمية والشعبية على حلها .
والقيت عدد من الكلمات والمداخلات من قبل القيادات المحلية والوجاهات القبلية المشاركة في اللقاء من كافة أطياف المجتمع الشبواني، واتفق المشاركون على اخذ الآراء ووجهات النظر في الكثير من الأمور للمصالحة المجتمعية والتي يهدف لها اللقاء، وما يجب العمل عليه من أجل تحقيق المصالحة المجتمعية بما يتلائم مع الوضع الراهن.
وبعد مناقشات ومداولات مستفيضة تم طرح المقترحات من قبل المشاركين الرامية الى إنجاز مشروع مصالحة مجتمعية شاملة ، حيث خرج اللقاء بعدد من القرارات والتوصيات اهمها :
1- التأكيد على تطبيق مبدأ “القاعدة” التي تقول ‘ان صلاح المجتمع يبدأ أولاً من الفرد وثم الاسرة ، بحيث يجب على كل مشارك ان يبدأ بنفسه واسرته ومن حوله ليكون قدوة ذو تأثير على الآخرين .
2- التأكيد على تفعيل دور المشايخ والوجهاء والشخصيات الإجتماعية من خلال الدفع بهم وتشجيعهم لبذل المزيد من الجهد والتدخل في حل المشاكل والنزاعات وإصلاح ذات البين في اوساط المواطنين .
3- يؤكد المشاركون ان الحياة الكريمة ووجود الأمن والامان والعيش بسلام لن يتحقق إلا بوجود المصالحة المجتمعية اساساً .
4- يوصي المشاركون العمل على تعزيز وتشجيع العادات والتقاليد المجتمعية الحميدة النابعة من المبادئ والقيم العربية الأصيلة والدين الإسلامي الحنيف ،التي تحق الحق وتنكر المنكر وتنٌصر المظلوم وتردع الظالم ،وتسهم في أمن المجتمع واستقراره وتحافظ على كرامة الانسان وماله وعرضه وتدعو الى إحلال السلام والوئام المجتمعي .
5- يدعو المشاركون الى رفع مستوي الوعي في اوساط الناس بأهمية المصالحة المجتمعية بإعتبارها ركيزة اساسية في بناء وتطوير المجتمعات والعيش في ظل الحياة الآمنة .
6- يؤكد المشاركون على ضرورة تفعيل دور وعمل ومهام الأجهزة الأمنية والقضائية وتمكينها من القيام بدورها ومهامها على اكمل وجه وتطبيق النظام والقانون والدستور على الجميع دون تمييز او استثناء .
7- يؤكد المشاركون اهمية دور جامعة شبوة والهيئات التعليمية الاخرى ومنظمات المجتمع المدني بعقد الندوات والورش التوعوية والتدريبية والنقاشية المكرسة حول المصالحة المجتمعية بما يسهم في نشر الوعي ورفع القدرات وتعزيز المفهوم وتحقيق المرجو .
8- يوصي المشاركون بأهمية تفعيل دور المجالس الأهلية في كل مديرية او منطقة، وتشجيعها ودعمها لمعالجة وحل القضايا المجتمعية اول باول للحد من تطورها أو تحولها من مجرد خلافات الى صراعات تؤثر على السلم الأهلي والسلام الاجتماعي والإستقرار والاستقرار الامني .
9- يوصي المشاركون بأهمية التوقيع على ميثاق شرف بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية ومشائخ واعيان القبائل بعدم إحتضان أو ايواء أو حماية أي مجرم أو محدث .
10- تتبنى السلطة المحلية والجهات المختصة تشكيل هيئة او لجنة مشركة من المشائخ والاعيان الفاعلين وممثلين عن الجهات الرسمية المعنية تتولى مشروع مصالحة عامة وشاملة في محافظة شبوة .
11- يؤكد المشاركون رفضهم للإرهاب بكل اشكاله وانواعه .
12- يدعو المشاركون الى اعداد رؤية او ضع استراتيجية لمعالجة قضايا الثأر ، مع انشاء صندوق لدعم هذا الغرض لإيجاد حلول جذرية لإستئصاله.
13- يؤكد المشاركون اهمية التوعية في اوساط المواطنين بمختلف الوسائل والوسائط من خلال تنفيذ الحملات التي تحث وتدعوا الى المصالحة والسلام .
14- يدعو المشاركون الى تحسين مستوى جودة التعليم الاساسي والثانوي ومحاربة الجهل وكذا مكافحة ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات باعتبارهما المتهمان الرئيسيان في صناعة واحداث و تأزيم المشاكل وارتكاب الجرائم المخلة بالأمن والاستقرار والسكينة المجتمعية .