سليمان فرنجية سيكون رئيساً، لأن الحزب إذا وعد وفى، ولأنه الرئيس القادر لتحويل وجهة لبنان نحو الشرق.
أمام (باسيل) ثلاثة خيارات، إما العودة عن غيه، أو العـــودة إلى (الإنعزالية)، وتعريض تياره للانشقاق.
الزمن يعمل ضد جعجع، والجميل، وجنبلاط، ومن لف لفهم، فالمنطقة كلها تسير ضد تابعيتهم.
المحامي محمد محسن
لم يكن (الزعور) ابن صندوق النقد الدولي، وتلميذ السنيورة، المرشح المختار للرئاسة، من قبل من انتخبه، بل كان الاسم الذي تقاطعت عنده، مصالح عملاء أمريكا ــ إسرائيل، مع (باسيل).
وكان هدف الكتلتين، إحراج الحزب، والوقوف أمام المرشح العربي القوي سليمان فرنجية، ولما كان (الزعور) أداة (مناكفة) وتحدٍ، سيتم (إحراق ورقته) في أول معركة انتخابية قادمة.
وبالرغم من أن الزعور لم ينجح، عاش (أعداء الحزب) حالة من الانفراج، والارتياح، لأنه لم يكن المهم عندهم نجاح الزعور، بل المهم إفشال الحزب ومنعه من تحقيق هدفه، والحؤول دون وصول سليمان فرنجية إلى الرئاسة، الذي يشكل خطراً وجودياً عليهم.
وبدأ المحللون السياسيون العملاء، يغوصون في أعماق المشكلة، لاستخراج ما اعتبروه هزيمة مهمة للحزب.
في حديث باسيل الأخير ما قبل الانتخابات، لم يمتدح الزعور، بل كان تعليله لتبنيه ضعيفاً وغير مقنع، كما لم يأت على اسم المرشح سليمان فرنجية، لا سلباً ولا إيجاباً، لأنه لن يجد مدخلاً أو مخرجاً لذلك.
لذلك سيكون الخاسر الأكبر في هذا المسار الانتخابي، هو (باسيل) وتياره، لأن تحالفه مع عدوه التاريخي جعجع، هو تحالف مرحلي ومؤقت، ولأن أرضيته إحراج الحزب، الذي كان يعتقد أن على الحزب ترشيحه لأنه الحليف، بدلاً من ترشيح سليمان فرنجية.
ولكن (باسيل) سيدرك لاحقاً بأن تياره سيبدأ بالتخلخل، لأن غالبية أعضاء الصف الأول من التيار، لا يشاطرونه مواقفه، لأن هذه الرجعة تعني العودة إلى (الإنعزالية الجعجعية)، وهذا ما يتعارض والجهد الذي بذله عون، لإعادة العرب المسيحيين إلى مشرقيتهم.
وهذا التباين، قد يدفع (باسيل) دفعاً إلى العودة إلى حضن الحزب، لأن مستقبل تياره مرتبط بهذا التحالف، وهذا هو الأرجح، بعد أن اكتشف أن هناك من لا يلتزم بقراره المريب هذا، وإلا قد يؤدي إلى خروج بعض القيادات من التيار، أو إسقاط (باسيل) من قيادته.
يعيش لبنان حالةً من الانسداد، فخروجه من عنق الزجاجة، يتوقف على دينامية التقاطعات العربية، والدولية، ولكن المؤشرات التي تنعكس عن التحولات في المنطقة، نراها إيجابية، ويؤكدها خروج المنطقة النسبي، من تحت الهيمنة الأمريكية، وهذا لا يخدم العملاء في لبنان.
ولما لم يُعرف عن (الحزب) أنه تخلى عن حلفائه مرة، مهما كانت المعارك صعبة، لذلك سيبقى سليمان فرنجية، هو المرشح، وهو المهيأ وحده لتبوء كرسي الرئاسة، في لبنان. فهل يبدأ جنبلاط في المناورة، لانسداد الأفق أمامه، أو يعود العقل إلى (باسيل)؟؟