تجويع الشعب السوري، وسرقة خيراته، واحتلال أرضه، هذا هو مفهوم (حقوق الإنسان) عند أمريكا.
ماذا فعلت أمريكا في العالم؟ 280 حـــرباً بعد الحرب العالمية الثانية، دمرت دولاَ، وقتلت شعوباً.
كل هذه الجرائم ضـــــــد الإنسانية، ستدفع كل شعوب العالم الثالث، ودوله، للوقوف ضد القطب الغربي.
المحامي محمد محسن
يقول أحد المفكرين الأمريكيين: [لقد أضعنا سلطتنا العسكرية، والأخلاقية، ووصايتنا على العالم، لأننا ننظر للعالم بعيون السيد لعبده، وخضنا 280 حرباً في القارات الأربع، وأقمنا 650 قاعدة عسكرية، بعد الحرب العالمية الثانية، في أركان الأرض، لمراقبة حركة الشعوب، دمرنا فيها دولاً وحضاراتٍ، وقتلنا، وشردنا، وجوعنا مئات الملايين، وعلى رأس القائمة سكان أمريكا الأصليين، وأفريقيا].
[فكيف سينظر لنا هذا العالم في المستقبل]؟
على مفكري القطب الغربي، أن يدركوا أن العالم الثالث نتيجة معاناته المديدة، من الغرب، سيتجه شرقاً، أو سينحاز إلى أي قطب يقف في وجه القطب الغربي، ثأراً للتاريخ العدواني، الذي استمر قروناً والذي أدى إلى إفقار، وتجهيل العالم الثالث، والإثراء على حسابه.
هذه حوادث تاريخية، ولكن ما هو التبرير الأمريكي، لاحتلال الأراضي السورية؟ وتجويع شعبها، بسرقة قوت شعبها، من القمح، والنفط، والغاز، والقطن، ليس هذا فحسب بل إقامة قواعد عسكرية، لحماية الحركة الانفصالية الكردية، وتسليح بعض تفريخات داعش؟
تحت أي عنوان سيضع التحالف الغربي العدواني، احتلال أراضي الغير بالقوة؟ وفي أي باب سيوضع هذا الاحتلال، من أبواب (الديموقراطية) و(حقوق الإنسان) الغربية؟ ولماذا لم يعترض، أو على الأقل يُنتقد هذا السلوك العدواني، من أي دولة غربية؟
وكيف سيكون مواقف الشعب العربي السوري، تجاه هذا العدوان، الذي لن ينسى، عندما قاد هذا التحالف كل شذاذ الآفاق، باسم الإسلام، بهدف تدمير سورية، وقتل شعبها، وتهجير الباقي، لتحقيق الهدف الأهم ألا وهو تمزيق سورية لخمس (كانتونات) متصارعة مذهبياً، وتأمير اسرائ*يل على المنطقة، والإجهاز على أي محاولة عربية للخروج من النفق المظلم.
لم يرف جفن بايدن، ولا الرئيس الفرنسي، أو البريطاني، لم يرف لهم جفن، والشعب العربي السوري، يعاني الأمرين من الاحتلال والتجويع، ولم نسمع بمسيرة احتجاج من أي مجتمع غربي، الذي دجن وتم تفتيته، حتى وصل حد العقم الثقافي، وجيلنا يتساءل أين المثقفين الغربيين؟
يقول ماركس: (غاية التاريخ الوصول إلى مملكة الحرية الإنسانية).
وإذا بالإمبريالية الغربية بقيادة أمريكا، تنقل البشرية من عالم الإنسان، إلى عالم الأشياء، وقسمت البشرية إلى عالمين:
عالم الغنى، والتخمة.
وعالم الفقر والجوع.
عالم مُسيطرٌ بقوة السلاح، وعالم مستعبد مرتين: مرة عند استعماره وسرقة خيراته، وتجويعه، وتدمير بلاده، فيضطر للهجرة، هنا يتم استعباده ثانية، في بلاد الغرب الغني، في الأعمال السوداء، القذرة، التي يأنف الغربي العمل فيها لأنه الآمر (والسيد).
وعلى القطب الغربي، وعلى رأسه أمريكا، أن يعلم:
أن الشعب العربي السوري لن يهدأ حتى يحرر أرضه، وستكون المقاومة مشروعة وعلى كل الأراضي السورية، كما انه لن ينسى هذا الظلم التاريخي، كما لن ينسى الشعب العربي الليبي، والشعب العربي العراقي، وستكون الجرائم الأمريكية حافزاً لشعوبنا، للتضامن، والثأر من القطب الغربي العدواني.