(بوتـــــــــن العظيم) يحارب الغرب كله، بكل مؤسساته، العسكرية والاقتصادية، دفاعاً عن الحضارة، وعن الشرق.
الغرب الذي سيطر على العالم، بعد سقوط غرناطة عام/ 1492 / يكاد يسقط الحضارة الإنسانية.
لن تسمح الصين، وإيران، وكل العالم الثالث، أن تؤكل روسيا، لأنهم سيؤكلون، إن أُكِلَ الثورُ الأبيضُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنصرخ ونقول إن الإمبريالية العالمية تكاد تسقط الحضارة الإنسانية، لأنها وبدلاً من أن تُوجهَ الحضارة لرفاه الإنسان، وصحته، وللسلام العالمي، المتوازي مع التقدم العلمي، والذكاء الاصطناعي، لأن هذه هي غايات الحضارة الإنسانية، التي يجب أن تكون.
ولكن الغرب وعلى رأسه أمريكا، يتكتل الآن ليدافع عن مساره الحضاري المخيف، والمنحرف، لتأكيد سيطرته، ووصايته على العالم، بعد أن فاق استعباده غالبية شعوب الأرض.
بل كل شعوب الأرض، خمسة قرون ونيف.
فمنذ سقوط غرناطة عام/ 1492 / وإغلاق جبل طارق، وخروج (كولبمس) من سجنه، وركوبه السفينة العربية، التي صنعها الفينيقيون، مع بوصلتها، وتوجه إلى أمريكا.
وهناك بدأ القتل بسكانها الأصليين. كما اصطادوا العبيد من المجاهل الأفريقية، وأخذوهم في عنابر الدواب، ومات منهم الملايين في البحار، والباقي مات استعباداً في المناجم، والباقي من الباقي عاش حالة الاسترقاق والفقر ولا يزال.
منذ ذلك التاريخ وهم يفرشون سيطرتهم، واستعبادهم، وسرقتهم لكل طاقات الشعوب الأخرى، البشرية والمادية، كما سرقوا ما أنتجته البشرية من علم ومعرفة، وبدلاً من أن يستخدموا كل هذا لخدمة البشرية، ورفاهها، استخدموها لتحقيق الثروة في الشمال، وقتل الجنوبيين، وتركهم يعانون من الفقر، والجوع.
ليس هذا فحسب، بل استخدموا التقدم العلمي لصناعة أسلحة الموت، أسلحة الدمار الشامل، للحروب، وقتل الشعوب، وللإبقاء على سيطرتهم، على العالمين، وعلى تفوقهم لأن تفوقهم العسكري، هو سر بقاء سيطرتهم.
ليس هذا فحسب، بل استخدموا إلى جانب كل ذلك الحروب غير المباشرة، من خلال خلق الصراعات البينية، بين الشعوب، وبين الدول، لأن تخلف الشعوب، واقتتالها، هو الطريق لبقاء التفوق.
ليس هذا فحسب، بل إلى أين أخذوا شعوبهم؟ أخذوها من واقعها الاجتماعي، من الأسرة، من العائلة، من دورها الثقافي، العلمي، وألغوا دورها الثقافي، كما صحروا الجنوب من خلال إفقاره، وحولوا الإنسان إلى مستهلك، إلى شيء، عبداً لرغباته، الشاذة، وغير الشاذة، وعرضوا النساء عاريات في الصالات، كما كانت تباع في سوق النخاسة.
وها هم يتكتلون، / 52 / دولة، من العالم الثري، ضد روسيا، ضد (بوتن العظيم) الذي يواجه كل الغرب، دفاعاً عن عالم الجنوب، عن عالم الحضارة الإنسانية، معتقدين أن نصرهم، هو استعادة لسيطرتهم، والإبقاء على وصايتهم على العالَمَيْنْ، الغني، والفقير.
ولكن خاب فألهم لأن مع (بوتن العظيم) الذي أَسْندتْ له الحضارة البشرية، حق الدفاع، عنها، وعن مسارها الحضاري الإنساني، وعن قيمها، الذي كاد الغرب أن يطيح بها. وإلى جانبه الصين، وكل دول وشعوب العالم الثالث، الذي ينتظر الفرج، من السماء، من الأرض، من (بوتن العظيم).
نعم لقد جُنْ الغرب، لأنه يعتقد أنه لا يزال قادراً على (رد الشمس)، وأن مساره الحضاري، بقيمه غير الإنسانية، هو الذي سيبقى، ولكن خاب فأله.
لقـــــــــــــد جــــــــــاء الشــــــــــــــــــــرق، لإنقــــــــــاذ الحضــــــارة.