تحت عنوان نهاية المسيحية أصدرت الفيلسوفة الفرنسية شانتال ديلسول كتابها وجاء فيه:
المسيحية تميل إلى الانهيار في العالم عامة وفي الغرب خاصة، وتضيف أن هذه الحضارة أهملت منذ نهاية القرن العشرين، فالكاثوليكية تعيش أزمة في أوروبا وأميركا الشمالية مقابل ازدهار البروتستانتية والحركة اللادينية وتأثير المسيحية تراجع في كل مكان حتى في أميركا اللاتينية ويعود ذلك إلى عصر النهضة والتمرد على الأعراف والقوانين الجنسية وعصر التنوير…!
وعطفاً على ما تقدم، بتنا نرى تحلل المجتمعات الغربية عائلياً واجتماعياً، وما رافق ذلك من تفكك أسري وكلٌ يغني على ليلاه تحت عنوان الحرية الشخصية والعلمنة، حتى بلغ الأمر إلى فرض قوانين تجيز الشذوذ الجنسي باسم المثلية، وما يرافق ذلك من تداعيات خطيرة، يضاف إليها الذكاء الصناعي والهيمنة على دور الإنسان كإنسان وإحلال الأجهزة الروبوتية…!
وما نشهده اليوم من هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين من قبل كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية) من دون أي رادع بذريعة حرية الفكر، وإذ بالمسلسل يستمر باختلاق حدث هنا وحدث هناك، منها حرق نسخة من القرآن الكريم وتدنيسه والتعدي على المساجد والتجني والتشهير بالمقدسات والشعائر والطقوس، واعتبار أن الدين الإسلامي مصدر التخلف في بلاد المسلمين…!
يمر العالم بأزمات متعددة سياسية وعسكرية واقتصادية ومالية واجتماعية وصراعات تؤشر إلى إنهاء القطبية الأحادية المتمثلة بواشنطن، وهنا يكمن الخطر على الإسلام والمسلمين ومدى لعب دورهم في قيام هذا العالم والاستفادة من الرسالة المحمدية والالتفاف والوحدة لأن الدين الإسلامي يشكل خشبة الخلاص ويؤمن العدالة للإنسان فهو أممي بامتياز وليس لفئة دون أخرى، وقد فشلت كل النظريات الرأسمالية والاشتراكية وما رافقها من تحقيق ما ادعت لإقامة العدل والسلام وراحة الإنسان….!
تطرح هذه الوقائع والمعطيات تساؤلات منها:
١- تراجعت المسيحية هل يتبعها الإسلام؟
٢- يراهن واضعو النظريات والاستراتيجيات على تهديم الإسلام بكل رموزه وتحويله إلى آثار وتراث كما أصاب الكنيسة المسيحية وأبعادها الدينية، هل ينجحون في ذلك؟
٣- ما هو دور الحكومات ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمرجعيات الدينية على اختلاف مذاهبها في مواجهة هذه الهجمة؟
٤- ما هو مستقبل الإسلام عالمياً؟
د. نزيه منصور