وقرٌ بأذنيك مُذْ صوتِ البداياتِ
وما يزال فما جدوى النداءات
الروح ترجو ولكن الرجَا حُلُمٌ
يكادُ يندرُفي جــوفِ المتاهاتِ
ظمآنةً لم تزلْ تسعى إلى ضِفَةٍ
فلا ضفاف ولا غيث السمواتِ
تلوذُ من حاصبٍ تأوي إلى حَجرٍ
تغضُّ عن وجـعٍ فرطَ الملماتِ
تدسُّ في قدح الذكرى غوايتها
فتحتســيهِا على ريْب الملذّاتِ
أدري بما فيهِ لكن الصدى جللٌ
يحطّ خطوكَ مـا بينَ المَعَرّاتِ
كم ادّعـى مُدّعٍ يومــــاً وكذّبَهُ
وجيبُ قلبي وأشواقي وآهاتي
وكيفَ أسكتُ والأيّامُ تُطربُني
والعشقُ أغنيتي والليلُ ناياتي
وتحت ضلعيَ رقّاصٌ يؤرِّقُني
يفرُّ من هُبَلِ الأوهــامِ لللّاتِ
فأتّقيهِ بأيّـــــــامٍ لهُ سَـــــلَفَتْ
تحطُّ فيــها على كفّي حماماتي
وفي مناميَ حلــمٌ كلّـما هَجَعَتْ
روحي يُهيّجُ فيـها ماردَ الذاتِ
أنا الفتيــل وقلبـــي قلبُهُ ودمي
زيتٌ وعودُ ثقابي من صباباتي
وما مناقبُ مصباحي إذا كفرَتْ
بزيتهِ وتَخَــــلّتْ عنهُ مَشـكاتي
إلا حرائقُ قلبٍ ضــجَّ من ألمٍ
تزيل صبري وتستبقي عذاباتي
ما من مغيثٍ وقد قامتْ قيامتهُ
فراح يوقدُ أيّـــــامي بمأسـاتي
أنا الطريدةُ وهو الذئب يطلبني
وقد تمَكّنَ منّـــي كيفَ إفلاتي
العاشقون وإن عاشوا فقد هلكوا
كقومِ عــادٍ بهجرٍ جاحمٍ عاتِ
قد أرّقتني طوالَ العمرِأسئلتي
وقصّرتْ قلَمَ الآمــــالِ مبراتي
وطالَ ليليَ واستعصتْ بشارتُهُ
وعطّلت سنن العشّـاق ميقاتي
ولمْ تُجبْني سوى الأقدار قائلةً
لليومِ شأنان ذا خافٍ وذا ناتي
أصولُ فيها على خيــلٍ مدربةٍ
والخيرُ والشرُّ والإنسـانُ آلاتي
الهجرُوالشوقُ والعشاق أحجيتي
والآهُ والسُـهدُ والبلوى مثاباتي
كتبتُ ألفَ نشـــيدٍ عن محبّتِهم
وردّدتْ ساجعاتُ الدوحِ أبياتي
إن شئتَ سلْ عنهمُ درباً لدارِهمُ
قد كان يَحسِبُ بالأنفاسِ خطواتي
و من أقمتُ لهُ عرشـاً بأوردتي
ورفرفت فوقه بالعشــقِ راياتي
ومن وضـعتُ لهُ بالروحِ مُتّـكَأً
وقد سـفحتُ على كفّيهِ دمعــاتي
كم عادني طيفُهُ شوقاً إليه وكم
سألتُ عنه طوال اليوم ساعاتي
سألتُ أهل الهـــوى عمّا أكابده
وكيفَ أجمعُ بالهجرانِ أشتاتي
وددته بانكســــار العمر منسأةً
وفي العروج إلى دنياه مرقاتي
لكنه قـــــد أبــــى إلا مبادلتي
بالقربِ هجراً وبالأفراح آهاتِ