لا يجادل أوروبي واحد ان الدول الأوروبية (استعبدت العالم) في قاراته الخمس، وهي المسؤولة عن واقعه.
ولا يجادل أحد في أوروبا، أن الثروة الأوربية، المادية، والعلمية، تم تحقيقها من خلال الحروب، وموت، وافقار الشعوب.
إذاً على القطب الأوروبي ــ الأمريكي، أن يعلم، أن الشرق المفقر، سيكون في الصف المعادي للقطب العدواني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنا قد تحدثنا في المقال السابق، ان الثروة التي استحصلت عليها أوروبا، بعد سقوط غرناطة العربية، كانت من القارة الأمريكية، التي سيطرت على جميع مقدرات شعوبها الأصليين، الذي كانت الإبادة الجماعية هي النتيجة لهم، وكان للعبيد الأفارقة، الدور في استخراج الثروات من باطن الأرض، ومن على ظهرها، ثم يذبحون كالنعاج.
تقاسمت الدول الأوروبية، استعباد (استعمار) القارة الأمريكية، وتقاسمت خيراتها، التي جعلت تلك الدول الأوروبية، تشعر بفائض في القوة، ومن هناك استمرأ الأوربيون قتل الشعوب، واستعبادها، والسيطرة على مقدراتها، وأدركوا أن الحروب هي طريقهم الوحيد للثروة.
ومنذ ذلك التاريخ لم تقف الحروب الأوروبية، ومن ثم الأمريكية يوماً واحداً، حتى أنهم كانوا يخوضون أكثر من حرب في وقت واحد، وقبل أن تنتهي الحرب بمواجهة دولة ما، كان لابد من إشعال أخرى، من اليابان وحتى جنوب أفريقيا، وأستراليا.
شكلت بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، لأنها سيطرت على القارة الآسيوية بكاملها، مع بعض المناطق خصت بها فرنسا، سيطروا على الأسواق على الطاقات البشرية، وعلى الطاقات المادية من داخل الأرض ومن خارجها، وبعد الحرب العالمية الثانية، أخذت أمريكا الدور البريطاني، وكل الأوروبي وباتت المهيمن الأول على العالم، حتى على أوروبا ذاتها.
بعد هذا التاريخ أي بعد الحرب العالمية الثانية، خاضت أمريكا (280) حرباً مباشرة أو بالوكالة، باعتراف أحد مسؤوليها، وكان آخرها [الربيع العربي الأسود]، الذي دمر ليبيا، وتعاملوا مع قائدها المرحوم القذافي، بطريقة يندى لها جبين البشرية خجلاً وحياءً.
ثم انتقلوا بالتتابع إلى تونس، فمصر، فسورية، ومن ثم اليمن، وكانوا قبلها قد دمروا العراق، وقسموها لثلاثة حزم اجتماعية، وكانوا قد قسموا يوغسلافيا (تيتو العظيم)، وغيرها، ولكن المحزن أو الذي يدمي القلوب والعيون، مساهمة الدول العربية، بقيادة ممالك الخليج، في تدمير الدول العربية الشقيقة، وقتل شعوبها، وعلى رأس كل ذلك، قلب العروبة النابض سورية؟؟؟؟
…………………………………..الآن………………………………………..
وبعد الصمود العربي السوري، والمواجهة التاريخية بين روسيا، وكل تحالف الغربي العدواني (الناتو) برئاسة أمريكا، واتساع مساحة المواجهات، والتحديات، ما قبل الحرب، بين الصين والغرب.
كل هذه الأحداث، والتحولات، وغيرها، ساهمت في يقظة الدول العربية، وأول ما انطلقت اليقظة من ممالك الخليج، حيث تمردت على (التبعية المطلقة) لأمريكا وحلفها، ولأول مرة منذ أكثر من قرن، وهذه اليقظة بدأت تلف الكرة الأرضية، وبخاصة الدول التي استعبدت من الغرب.
……………………..ماذا سينتج عن هذه اليقظة التاريخية………………………
ستتسع المشاعر المعادية للقطب الغربي، حد الوصول إلى اعتبار القطب الغربي ــ الأمريكي، عدوهم التاريخي، وهذا يعني بداية لحركة تاريخية، يكون فيها العالم الثالث كله في مواجهة الغرب، الذي استعبدهم، إلى جانب روسيا، والصين، ومن في حلفهما.