بقلم الاديب/زكريا علي مصاص
يا بحرُ قلْ للذي عَنا هُنا ابتعدا
لا بُدَّ أن نلتقي يوماً، و نبتردا
هذا الغروبُ هُنا تلويحةٌ شَحبَت
والروحُ دامعةٌ هل لي مددتَ يدا ؟!
أكلما زدتُ أشواقاً و وجدَ هوی
أزمعتَ يا بحرُ بالترحالِ منفردا ؟!
وكلما ضجَّ قلبي بالحنينِ ذوی
بينَ الضلوعِ و أمسی لاهباً كمدا ؟!
إلی متی ولهيبُ الحزنِ يعصفُ بي
كأنني نورس ٌ .. في كفِّهِ اْرتعدا ؟!
ودَّعتُ عندَكَ أحلامي لقاءَ غدٍ
فأسعِفِ الصبَّ، إنْ غِبّاً و إنْ مَددا
و حطِّم البعدَ بالأمواجِ و اْدنُ هنا
ما فوقَ هذي الرمالِ الحمرِ غيرُ نَدی
أرسلتُها خلفَ لوحِ الأفْقِ من كبدي
ألوانَ شَجْوٍ علی الأنحاءِ ذاتَ صدی
لو عادَ من لجةِ الترحالِ ذو شغفٍ
لَأدرَكَ الدرّ منْ أعماقِهِ صعدا
ما فارقَ الدارَ مشتاق ٌ إلی بلد ٍ
إلا أعادَ إلی أحضانِهِ البلدا