تقبع المدينة
فاقدة الظل منزوعة الأثر
يلوكها دولاب العفن
ناعشا فيها موسم
تناسل الطحالب و تغول الدود
لتبارك في كل صباح
سر الإمام و رجعته
و منجل الرفيق و نجمته
و سواك المحتال و عمته
و برقع البغي و عصمته
ماذا بقى من أسمار الليالي غير لوثة مروياتها
و سيف ذي يزن
قد عاد في خدره
مبتور الذكورة
و الأسود العنسي
قد باع ازاره
و باذان و بستانه
و قرامطة الجبال
و قراصنة الساحل في بورصة الغنائم أقران..
رفقا سياب بغداد
لك اليوم ان تبكي مدينتك تلك التي
تحتال لتغويك
تستنزفك فتخضع
أما مدينتنا فما اقبحها
و ابشع
تغتال و تطويك
و تسحق
لكنها محال أن تشبع
يحترق فيها الماء
و أقمارها تشنق
لتبتلع ظلمتها النور
تقتص من الأحلام لتسرد ازقتها رائحة موتها
و رطوبة بؤسها تطلي جدران بيوتها
و صدأ صوتها
نفير الحفاة الشعث
لينبعث حينها
صوت الفراغ
محتفيا بالسادرين
و فضائل السكينة
و نشوة الخدر.
برهان خدابخش
٢٦ /٥ /٢٠٢٣م