فتنة المدن.
خديجة جعفر / لبنان
ما أحوجنا لمدن طاردة
فقد أدمنت مدننا جاذبيتها
لتًؤسَر بغطرسة النرجسيين
شوارعها
حاراتها
ناطحات حسابها
أبراجها الملونة
متاهات محلاتها التجارية
فساتين غوى من عسر هضم القادمين…
كوكب من أفق
لا يتسع للجدد من الطالبين
تبتلعهم حد العزل المنفعل من تاريخ
تنصب كمائن القطيعة وداً
فتُخٍَرِج أناساً من لفافات
يمحوها إذن التقشير
لا تتقن المدن فن الإتساع ولا رأفة الجسور
تحتاج للصلوات مغفرة واسترضاء الآلهة
فتتسع علوا…
أين منا مدن لينة ؟حتى لو تكن من طين
الطين جاذب يعترف بصدق الأثر
لا يُلَوٍِنَهً
في الحفظ يَرسمه مروراً
دعسة دعسةو بصمة بصمة
يُعَلّبُ الفروقات في حدائق العمق
الطين ملاذاً لمدننا العائمة
في الطرد الآمن…