في الظل فلسفة وسياق، وفي الكلمة فعل وسياق .
علينا تجربة كنز هذا الكوكب من حيث أن نكون جزءًا منه، بدلاً من النظر إليه. وهذا الكنز العظيم من الأرض والهواء والماء، وتجربته من الجانب الإنساني. الشيء الأكثر أهمية هو أن تكون على الأرض وأن تقدّر جمال نصل العشب، جماله الأخضر، جمال الكلمة والتواصل، والنقد والتَساءلَ، والأرواح الجميلة الطيبة، والشجر وجمال جذع الشجرة وحقيقة أنه بني. وأن نفكر قبل أن نطلق أحكاماً، وإن نطقنا؛ فلتكن كلمات من أعماقنا، وأن لا نتسرع بموقف تجاه موقف أو سياق لم يكتمل بعد أو لم نفهمه كما يجب . وأن لا نجامل أحداً في قضايا وجودنا، لأن في الكلمة فعل، وفي الفعل سياق لا يمكن تجاهله. وتحكي لنا تلك الأثار والروائع قصصاً لفعل وسياق و كل ما نراه هو مجرد ظل لما يجب أن تكون عليه في الأصل. وللظل فلسفة أخرى ….
المؤسف حقاً، أن نرى الجموع تنقاد بفعل العاطفة أو الرغبة إلى الشيء ونقيضه في آن . وهذا غريب جداً. إلآ أنه سياق وظل…..
من المثير للدهشة، أن نرى كيف يصفق البعض لمن يبني أصناماً جديدة قديمة تخدم دين أسبقية المادية المدمر، والذي يبرر القتل والدمار والعبثية . لقد حاولوا منذ سنوات طويلة تدمير كل ما يمت إلى الروحانية بصلة، وكانت البداية مع سردية هشة وغبية عما حدث في العصر البابلي والسومري، حيث حاولوا هؤلاء القول أن الأديان قد نشأت كنتيجة لاعتقادات بدائية أرضية لشعوب متخلفة وبدائية. حاولوا تحطيم كل التراث القديم من خلال كتب صدرت وأُثيرت حولها ضجة كبيرة. – طبعًا ليس من الصعب على من يفكر قليلاً أن يعرف من يدعم ومن يروّج لهذة الكتب التي لا قيمة بحثية أو علمية لها أصلاً، ولا مصداقية لها . وإنما صدرت خدمة لمشروع محدد.
وتستمر الحكاية ورأينا في الأيام الماضية الحملات ذاتها التي تحاول تمجيد من حمل السيف ذاته. وهذا شيء مثير للشفقة .
في الواقع، لا يمكن فصل الدين عن الفلسفةـ، فالدين في جوهره فلسفة تجيب عن الأسئلة الوجودية بطريقة مُشفَّرة بسلاسة مذهلة. ولا يمكن فهم الأديان الغابرة والسائدة إلا من خلال الحفر عميقاً في كهوف المعرفة السرية.
إن كل النظريات الحديثة حول الكون مستمدة من فلسفة قديمة حديثة. فالنقطة هي أساس نظرية الاتفجار العظيم. والدورات والعبور والأرقام هي أساس علوم الرياضيات والفيزياء والبوابات النجمية وغيرها . ولولا الرعاية ومن أبعاد أخرى لما وصلت الحضارات إلى ما هي عليه .
لم تكن الشعوب والأمم الغابرة متخلفة وبدائية كما قيل لنا، لكنها كانت أكثر معرفة وعلماً من هذة الحضارة السائدة الهشة. وعلى الرغم من ذلك لم نتعلم منها؛ أن سوء استخدام الطاقة وتضخّم الأنا سيَقْوَدَا إلى زَوال هذة الحضارة كما حدث سابقاً. والجشع وتضخّم الأنا هما الظلام الذي تحدث عنه تحوت في الألواح الزمردية: عظيم هو الصراع بين النور والظلام….نعم، سيفتح أخوة الظلام الحرب بين النور والظلام.
وفي النهاية انتقال؛ في نهاية عملك المحدد، قد ترغب في الانتقال من هذه الحياة، والانتقال إلى المستوى حيث تعيش شموس الصباح وتصبح من أبناء النور.تمر دون ألم وتمر دون حزن إلى المستوى حيث يوجد النور الأبدي. فالسر عظيم! عظيم هو السر ولكن من السهل السيطرة عليه، مما يمنحك إِتْقَان الزمن.
صحيح أن هناك الكثير من التزوير والتلاعب عبر التاريخ ولكن التلاعب الأكبر هو الاستمرار في تمجيد المادية، والتي هي مجرد ضلع من أضلع متعددة. إنه زمن التشويش. لكنه زمن الاستيقاظ والكشف عن المعرفة المفقودة .