العداء بات مستحكماً بين القبائل العربية، والانفصاليين الأكراد، ولن ينتهي إلا بسقوط قسد.
مهما حاول الإعلام المعادي، تزييف توجهات القبائل العربية، ستصب أخيراً في الجهد الوطني.
حرب قبائلية عربية شملت كامل أراضي الجزيرة السورية ــ العراقية، وأمريكا وقسد ستكونان الهدف بالنتيجة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث أن اشترى الأمريكيون عدداً من ضعاف النفوس من القبائل العربية، وزجوهم في التشكيلات العسكرية الكردية الانفصالية ضد وطنهم، وشعبهم، خلال احتلالهم للجزيرة السورية، ولكن الآن وبعد نشوب الحرب الحقيقية بين الأكثرية العربية المطلقة، التي تقطن الجزيرة السورية، وبين الأقلية الانفصالية الكردية، بات هذا الأمر مستحيلاً، لسببين:
لأن عودة الوفاق، والتعاون بين الوجود العربي في الجزيرة، وبين الأقلية الانفصالية الكردية، لم يعد ممكناً بعد أن سُفكت الدماء، وكُشف النقاب عن الممارسات غير الأخلاقية، والوصاية، والعنصرية التي مارسها الأكراد ضد الأكثرية العربية، بل سيبقى العداء بينهما محتدماً، ولو مر في هدنة ستكون مؤقته.
السبب الثاني: البديل الوحيد الذي بقي أمام المجتمع العربي في الجزيرة، هو العودة للبحث عن طريق للعودة إلى حضن الوطن، مهما حاول الأمريكيون، والعملاء، بعد أن عانت هذه القبائل وبخاصة قبيلة (الشعيطات) من داعش الإرهابية، التي غزت سورية بعون وبدفع من أمريكا، وبعد أن ظهر الموقف الأمريكي نصيراً عملياً لقسد، في هذه الحرب.
ومنطق الأحداث يقودنا إلى الثقة بأن الجيش العربي السوري، وحلفائه، وحركات المقاومة، المنتشرة على أراضي الجزيرة، شرقي النهر وغربه، لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، ولا بد من أن تستثمر هذا الواقع المضطرب، وتقدم الدعم العسكري، واللوجستي، للمقاتلين العرب، لمواجهة الانفصاليين، وحماتهم أمريكا والعملاء.
فضلاً عن أن الاضطرابات الواسعة التي حصلت، أو بالأحرى الحرب التي الواسعة التي نشبت، لابد وأن تكون قد حولت مناخ المنطقة، من حالة الاستقرار التي كانت تستثمرها أمريكا لصالح تعزيز وجودها، إلى أرض غير مستقرة وغير موالية لأمريكا بالمطلق، بعد أن ثبت انحياز أمريكا ولو كان خجولاً، في هذه الحرب إلى قسد الانفصالية.
ولا يجوز أن نتجاهل واقع قوات قسد، بعد خروج الآلاف من المقاتلين العرب من صفوفها، وبعد أن باتت الجزيرة شرقي الفرات أرضاً غير صديقة، بل معادية لقسد، هذا الواقع سيحد من تحركات قسد، بل قد تواجه تلك القوات أعمالاً عسكرية متفرقة، ثأراً للشهداء الذين سقطوا.
فتحول الجزيرة السورية إلى أرض غير تابعة للقوات الأمريكية، أو على الأقل غير صديقة بالمطلق، كما كانت، كما هي أرض العراق المتاخمة لسورية المعادية لأمريكا، لأنها أرض المقاومة العراقية الباسلة، التي أرقت، ولا تزال تؤرق الوجود العسكري الأمريكي، كل هذه الأجواء المعادية، ستدفع أمريكا للتفكير الجاد للخلاص من هذا الجو المعادي، لأنها باتت في فم (الكماشة) المقاومة.
ونضيف لكل هذا الواقع المضطرب، التلاقي المصلحي بين تركيا وسورية، ولو كان جزئياً، سيشكل ضغطاً إضافياً على قسد وحماتها.