مريم علاء يوسف – نفحات قلم
نجح متطوعون شباب سوريون في تأهيل عشرات السيدات السوريات في محافظة اللاذقية للدخول في سوق العمل من خلال تدريبات مكثفة واحترافية توهلهن لريادة الأعمال وإطلاق مشاريعهن الخاصة.
وأطلقت الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia ومؤسسة “وعي” المؤتمر الختامي لمشروع “المرأة الرائدة” الرامي إلى دعم المرأة وتمكينها وتنمية قدراتها والارتقاء بأفكارها وطموحاتها إلى مستوى الريادة، ما ينعكس إيجابيا على المجتمع ككل.
وأقام الشباب مؤتمرهم تحت رعاية محافظة اللاذقية، وبتعاون مع مؤسسة “صناع الريادة” ومؤسسة “المرأة السورية الوطنية” ومؤسسة “مبدعون من أجل وطن” وذلك في منتجع أفاميا.
وفي حديث لنفحات قلم؛ قال جونيور مخول، نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية اللاذقية للعام 2023، إن “المشروع يهدف إلى تأمين فرص عمل لصاحبات الأعمال الريادية، وتعزيز تأثيرهن الإيجابي في المجتمع، ودعمهن ليعود ذلك بالنفع عليهن وعلى أسرهن والمجتمع بشكل عام”.
وأضاف إن “مشروع المرأة الرائدة يندرج ضمن نطاق الأعمال والريادة؛ أحد نطاقات الغرفة الأربعة إلى جانب الأفراد والدولي والمجتمعي، إذ ركزت الغرفة العالمية في الآونة الأخيرة على نطاق الأعمال والريادة، لما له من أهمية في سوق العمل والتعافي الاقتصادي. هذا بالإضافة إلى برنامج CYE الذي أطلقته JCI وهو برنامج للشباب المبدع لتحفيزهم للدخول إلى عالم الريادة، وتقديم مشاريعهم بشكل نماذج أولية ليتم اختيار بعضها، وتوزيع جوائز مالية قيمة لدعم المشاريع المقترحة على مستوى عالمي”.
وتابع: “نبعت فكرة مشروع المرأة الرائدة من اهتمام أعضائنا بدور المرأة السورية، ولأهمية دخولها إلى مجال ريادة الأعمال، فكان الهدف تمكينها وتأهيلها لتصبح قائدة ضمن عائلتها ومجتمعها، وتعزيز قدرتها على افتتاح مشروعها الخاص لتحقق أرباحها بنفسها وتصبح قادرة على إعالة أطفالها”.
وقالت صباح العلي، نائب رئيس مجلس الإدارة المحلي للغرفة الفتية الدولية اللاذقية، إن “ريادة الأعمال أسلوب يوفر إطاراً لكيفية تحويل الفكرة العظيمة إلى عمل تجاري عظيم، مروراً بجميع مراحل التأسيس والنمو والتمويل، بطريقة فعالة وغير تقليدية، مع الحرص على الاستمرارية، بغية الحصول على ربح وتحقيق الاستقلال المالي”.
وأضافت إن “مشروع المرأة الرائدة يتقاطع مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويلامس النساء السوريات في ظل الظروف التي تعرضّن لها في الآونة الأخيرة من حروب وكوارث طبيعية، إذ فقدت كثير من السيدات مصادر دخلهن، ومن هنا تأتي أهمية مشروعنا للتأكيد على أهمية النساء في النهوض بالمجتمع السوري، وضرورة تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وإدارياً؛ وختاماً فالنجاح محصلة عوامل كثيرة أهمها: تحديد الهدف، واستغلال الفرص، وتشجيع الإنسان على تحمل المسؤولية متحدياً الظروف”.
مراحل المشروع
في المرحلة الأولى للمشروع، نظمت الغرفة الفتية الدولية ومؤسسة “وعي” تدريبات إدارية وريادية ونفسية، لمساعدة المتدربات على بلورة أفكارهن، وإدخالهن في المجال العملي، للوصول إلى تحويل أفكارهن إلى واقع في سوق العمل.
المرحلة الثانية للمشروع، تجسدت في تنظيم “مؤتمر المرأة الرائدة” الرامي إلى التشبيك بين المتدربات، والفعاليات الاقتصادية في سورية، على أمل تبني أفكارهن الطموحة، فضلاً عن توفير تسهيلات إدارية واستشارات قانونية لتبدأ كل سيدة بمشروعها الخاص وتحقق أثراً مستداماً.
المرحلة الثالثة للمشروع، تم دمجها بالمؤتمر، وتمثلت في معرِض احترافي للمتدربات، إذ استقلت كل واحدة منهن في جناح خاص، لاستقبال الزوار والمستثمرين ورجال الأعمال وسيدات الأعمال، لشرح أفكارهن الريادية، والتشبيك مع الممولين المحتملين.
تفاصيل المشروع
وقالت ماري طبيقي، مديرة المشروع، إن “تحسين نوعية حياة المرأة يمثل مدخلاً أساسياً في طريقة تنظيم المجتمع، ويتطلب دعم المرأة من خلال الخدمات المختلفة، والوقوف على واقع حياتها في ضوء الخدمات المقدمة والخروج بدليل إرشادي لتفعيل الخدمات المقدمة وتحسين عائدها. وقدم المشروع خدمات الدعم والاستشارات، مع التركيز على العامل الأساسي وهو العامل النفسي، كتحقيق الحلم وحب المخاطرة والمغامرة وتحقيق الذات”.
وأضافت “تضمنت المرحلة الأولى توفير فرص تدريبية لـ 23 متدربة، في مجالات الريادة والإدارة فضلاً عن التدريبات النفسية، مع مدربين متخصصين واحترافيين؛ هم الدكتور اللبناني بيار فلفلي، والمدربة ماغي كفا، والدكتورة رشا حيدر، والمهندسة إيمان عبد الله. للحصول على المعلومات الكافية عن مفهوم ريادة الأعمال.
وتابعت: “المرحلتين الثانية والثالثة تمثلتا في معرِض ومؤتمر يجمع سيدات أعمال ورجال أعمال من سورية وفعاليات اقتصادية، إلى جانب شركاء المشروع، وممثلين رسميين، لمنح المتدربات فرصة للتشبيك مع الممولين المحتملين وعرض أفكار مشاريعهن الرائدة باحترافية”.
شراكة مثمرة
وعن مؤسسة “وعي”؛ قالت إلزا نصره، منسقة المؤسسة في الشرق الأوسط، إن “وعي؛ مؤسسة مسيحية غير ربحية، تتعامل مع جميع الكنائس المسيحية والمؤسسات غير الربحية والمنظمات والجمعيات الأهلية الخاصة. مركزها العاصمة البريطانية لندن، ومسجلة في كل من الولايات المتحدة وكندا. ومن أهم أهداف المؤسسة تنشئة جيل من الشباب الملتزم والمتفاعل بثقافته والمدرك لواقعه ومسؤولياته في المجتمع الذي يعيش فيه. ومساعدة الشباب على إيجاد موقعهم الحقيقي والمؤثر في ثقافة المجتمع وتراثه. بالإضافة إلى العمل على توعية الشباب وحثّه على التجذّر بأرضه والتمسّك بهويته ومواطنته”.
وأضافت “نعمل في مؤسسة وعي أيضاً، على تحفيز الأفكار الخلاقة والإبداعية لمواجهة تحديات الألفية الثالثة، لتساعد الثقافات والأديان المختلفة على العيش المشترك المبني على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمحبة والتعاون، وبناء جسور بين الشرق والغرب”.
وتابعت “يسعدنا تقديم تدريبات مختلفة لتأهيل الشباب السوري، في هذا الوقت الاستثنائي بعد تعرض المنطقة لكارثة الزلزال. من هنا، جاء التعاون المثمر بيننا كمؤسسة دولية غير ربحية مع الغرفة الفتية الدولية اللاذقية، المنظمة العالمية المعنية بتطوير الشباب وتنمية المجتمع. ولأن أبرز أهداف مؤسستنا بالإضافة للعمل مع الشباب والأطفال هو التركيز على المرأة والعمل على تأهيلها لتصبح رائدة في المجتمع وقادرة على أداء دورها المحوري في تنميته، أطلقنا معاً مشروع “المرأة الرائدة” لمنح مجموعة من السيدات الطموحات أدوات عملية للدخول إلى سوق العمل والمساهمة في التعافي الاقتصادي”.
عن JCI
يُذكر أن الغرفة الفتية الدولية JCI هي منظمة عالمية غير ربحية للمواطنين الفاعلين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً، منتشرين في أكثر من 5 آلاف غرفة في أكثر من 100 بلد حول العالم. ويسعى أعضائها لخلق أثر إيجابي من خلال تنظيم مشروعات تعمل على تطوير الفرد ما ينعكس إيجابياً على المجتمع.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية JCI Syria عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية ICC وتضم حالياً 9 غرف محلية؛ هي دمشق، وحلب، وحمص، والسويداء، واللاذقية، وطرطوس، والوادي، وبانياس، وغرفة أوغاريت.
وتأسست الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia عام 2008 وتضم نحو 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة؛ الأفراد، المجتمع، الأعمال، والنطاق الدولي.