قد عِشتُ عمري والشباب طموحُ
أسعى لمجدٍ والخيال جموحُ
وأسابقُ الغزلان في خطواتها
أصحو صباحا والدّيوك تصيح ُ
وأباغتُ النجماتِ أُوقظ شمسَنا
وأطاردُ النسماتِ إني الريحٌ
وأمارسُ العَدْوَ السريع بخفةٍ
من كعب وادٍ والمُراد سُفوحُ
وجنود جيشي ينظرون تعجّباً
هذا(الملازم) للنّزال لَحوحُ
هو همّةٌ تبدو بأعلى قمّة ٍ
كالزّيت يغلي والدّماء تسيحُ
هو قدوةٌ لشبابنا بنشاطه
منه الأناقةُ والعطورُ تفوحُ
حتى بناتُ الحيّ خلفَ نوافذٍ
ترنو إليه محبّة وتبوحُ
والجالساتُ من العجائز حلقةً
يهمسْنَ تمتمةً بها التّلميحُ
ياليته قد كان في أيامنا
أو صار صهري لافتداه ذبيحُ
**** **** ****
أفنيتُ عمري والنزاهة سمعتي
فأنا الشريف وصوتيَ المبحوحُ
وقضيتُ عهدي ضابطاً ومدرّباً
والكلُّ يشهدُ طيّبٌ وسموحُ
ودّعتُ جيشي والحنين يشدّني
والجيب خاو ٍ والمحيط فحيحُ
أفعى التّشفي من أعزّ أقاربي
قد صار معتلّا جفاهُ صحيحُ
ماللوجوه تغيّرت من جانبي
هل جئتُ عيباً أن أتى التّسريحُ
والزّوج تنهر أن أقاربَ مطبخاً
والأكل حلوٌ قصديَ التمليحُ
وتقول في شزر ٍ إليك حفيدنا
فاذهبْ به قد فاته التّلقيحُ
واتركْ مجالسة َ الشباب ِ فإنّهم
يهوون لحناً صاخباً فأروحُ
ياليت شعري هل أتيتُ ملامةً
لأصيرَ زهراً ملّه التفتيحُ
وأعودُ بالذّكرى لرسم ٍ جامدٍ
نظري يعانق والدي وأشيحُ
وأقول هاإني وكانوا مثلنا
والجذْر دوماً رائعٌ ونصوح ُ
**** ***** ***
هذي الحياة تسير في أيامها
تعطي بهاءً لحظة وتُطيحُ
فاحمدْ إلهك أن بقيتَ بصحّة ٍ
لا ضغط يعلو والفؤاد قريحُ
أو لست في عَوَز ٍ تراجع مخبراً
وتخاف ينطق يلزم التشريح ُ
هلّا تظنّ بأنّ عمرَك خالد ٌ
فتشيع بين الناس أنّك نوحُ
إنّ الحياة قصيرةٌ ياصاحبي
فارفعْ مناجاةً بها التسبيحُ
والذّكر باق ٍ لو رحلت وإنّه
يُنبيك بالنّبأ اليقين ضريحُ .
..العميد المتقاعد حسن..
القصيدة بلسان رفاقي المتقاعدين مدنيين وعسكريين ويشرفني مشاركتهم لها .