د. آسيا يوسف
دراسة نقدية تحليلية وفق النظرية االجماليّة و المنهج النفسي لقصيدة لا وقتَ إلا للحياة للأديب الشاعر
الدكتور نزار بريك هنيدي
<لا وقتَ إلا للحياة.>…
لا وَقْتَ كي نَسْتَحْضِرَ الوقتَ الذي
رَسَمَتْ أصابعُهُ مَلامحَنا
على مرآةِ ريح ٍ،
لم تزلْ تجتاحُنا في كلّ وقتٍ،
كي تُذَكّرَنا
بما كنّا عليهْ .
مرَّ الكثيرُ من المياهِ
على رمالِ دروبنا،
ونشيدنا
ما زال مطويّاً
ببطنِ زجاجةٍ،
تلهو بها الأمواج،
من تيهٍ
لتيهْ .!
لا تنتظرْني عندَ منعطفِ الطريقِ
فلم أكنْ يوماً أسيراً
للطريقْ.
قدمايَ زوبعتانِ
لا أفقٌ يَضُمّهُما،
ولا ليلٌ يَضيقُ عليهما،
ويَداي لا تَتَلمّسانِ
من المعالمِ
غيرَ ما نَثَرَتْهُ أجنحةُ البريقْ.!
هَلْ كنتَ تَتْبَعُني؟
كأني قد سَمعتُ رَفيفَ روحٍ،
أو لمحتُ ظلالَ طَيفٍ،
أو شَمَمْتُ
عبيرَ صَفْصافٍ عَتيقْ !
لا تَمْتَحِنْ ضَعفي
أمامَ غوايةِ الذكرى
فإني
لا أطيقْ .!
* * *
هل كنتَ تتبعُني إذنْ ؟
هل كنتَ تَسْمَعُني أُدَنْدِنُ
في أعالي عنفواني
ما يجيشُ بهِ فؤادي
من تَرانيمِ الشَجَنْ ؟
هل كنتَ تَعْرِفُ أنني،
وبرغم أقنعتي،
أُخبّئُ في ضلوعي جَمرةً
لا تستكينُ
إلى تصاريفِ الزمنْ.
هيَ جمرةٌ
مَكنونةٌ في عمقِ تكويني.
هي جمرةٌ
مَقدودةٌ، في الأصلِ،
من مائي
ومن طيني.
شَعَرَتْ بها أمّي،
وكنتُ على شفيرِ الصرْخةِ الأولى،
فغطّتْ وَجْهَها،
وبَكَتْ،
إلى أن سالتِ العبراتُ
واْنداحتْ
على جلْدي الطريِّ،
ولم تزلْ، لليومِ ،
تكويني.!
و تَدافَعَتْ كلماتها حِمَماً
تَدكُّ جذورَ أعصابي
وتَسري في شراييني.
هلْ كنتَ حينئذٍ معي؟
هل كنتَ تَسْمَعُ هَمْسَها
في مَسْمَعي:
سَتعيشُ مشدوداً إلى إيقاعِ نجمٍ،
كلّما لاحَتْ بشائرُهُ
تَغذُّ إليهِ ، ملهوفاً، خطاكْ.
وسَتنفقُ الأيّامَ مرتدياً
غبارَ حروفِكَ العطشى
إلى نبعٍ
تُفَجّرُهُ يَداكْ.
سَتلوبُ كلَّ العمرِ،
تبحثُ في فجاجِ الوَجْدِ
عن جبلٍ
تُحَمّلهُ رؤاكْ.
وتُدَحرجُ الصخرَ الذي
لم يَبْقَ من أحدٍ يدحرجُهُ
سواكْ.!
ما منْ سواكَ..
فهل تعي؟
هل كنتَ حينئذٍ معي؟
* * *
مَهْدي على جَمْرٍ،
ومن جمرٍ بَنيتُ سفينتي
وشَرَعتُ
في جَمرِ الرحيلْ .
كلُّ الجهاتِ الجمرُ،
موجُ البحرِ جَمرٌ
والرياحُ شَواظُ جمرٍ
والمَدى جمرٌ
وجَمرٌ ما أقولْ.
أصلُ الكلامِ الجمرُ،
أوّلُ نفخَةٍ في الطينِ جمرٌ
كنْ
فكانَ الجمرُ
والجمرُ البدايةُ
والهدايةُ
والغوايةُ
والذهولْ.!
جمرٌ بدايةُ رحلتي
ومَسيرتي جمرٌ..
ومن جمرٍ
علاماتُ الوصولْ !
* * *
لا وقتَ
كي نستحضِرَ المهدَ الذي
رَسَمَتْ نبوءَتُهُ
دروبَ طفولةٍ عزلاءَ
إلا من أحاديثِ العشيّاتِ التي
يَنثالُ من أطرافِها
ما لمْ تجفّفْهُ
مناديلُ السنين.
لا وقتَ
كي نَسْتَلَّ منْ آلامنا
ما غارَ في القاعِ المكينْ
لا وقتَ
كي تستعرِضَ الأحداقُ
ما اْختزنتهُ من صُوَرٍ
لحرّاسٍ
يَهيلونَ الترابَ على بقايا
لم تفارقْها اْختلاجاتُ الأنينْ.
لا وقتَ
كي تتذكّرَ الأقدامُ
ما اْرتَطَمَتْ بهِ
في أوّل الخطواتِ
مِنْ شَوْكٍ،
ومنْ رَوْثٍ،
وأحجارٍ، وطينْ !
لا وقتَ
كي نَسْتَرْجِعَ البيتَ الذي
سَطَعَتْ على شبّاكهِِ
شمسُ الصبا
فاْشتَدَّ عودُ الياسمينْ.
لا وقتَ
كي يجتاحَنا القلقُ الدفينْ.
لا وقتَ..لا
لا وقتَ كي ينتابَنا
تَرَفُ الحنينْ.!
* * *
لَوْ كانَ ثمّةَ فرصةٌ
يختارُ فيها المَرْءُ عصراً
كي يُعَايشَهُ
فما تختارُ؟
لن أختارَ !
ذلكَ أنني عشتُ العصورَ جميعها
فوقَ الوَرَقْ .!
وخَبرتُ أشكالَ الحياة
وغصتُ في أسرارِها
حتى الغَرَقْ .!
فإذنْ بماذا عدتَ ؟
أو ماذا اْكتشفتَ ؟
: هي الحكايةُ ذاتها
أفقٌ من الفَجَواتِ
تَسْبَحُ فيهِ أشباحٌ
تحاولُ أن تُرّقِّعَهُ..
فتزدادُ المِزَقْ .!
* * *
يا أيّها الطفلُ الذي
ما زالَ يَقْبَعُ داخلي
مُسْتنفراً روحي التي
جَعَلَتْ كياني مَهْجَعَكْ.
لا تنتظرْني
عندَ منعطفِ الطريقِ
فإنني
أخشى التردّدَ
إنْ وَقَفْتُ لأسْمَعَكْ .!
دعني أكابد ما أكابدهُ
بصمتٍ..
لا تراقبْني،
فقد جَاهدتُ عمري
كي أخبِّئَ عَنْكَ أوجاعي
لئلاّ أوجِعَكْ !
هَلْ كنتَ تَتْبَعُني
مدى عمري إذن؟
هلْ كان أولى بي أنا
أن أتبَعَكْ .؟
* * *
لا وقتَ
كي نَسْتَحْضِرَ النارَ التي
صَقَلَتْ جموحَ الصّبْوَةِ الأولى
ولا كي نستعيدَ تدفّقَ النهرِ الذي
وُلِدَتْ على إيقاعِهِ أسماؤُنا
وتَرَعْرَعَتْ كلماتُنا
شجراً تَفيضُ ظلالُهُ
حتى يَغيبَ الواقعُ اليوميُّ
خلفَ عبيرِ نشوتنا
فتصفو الأغنياتْ.
وتطير أسرابُ المباهجِ
في فضاءاتِ الحواسِ
وترقص الأطيافُ صاعدةً بنا
سُدُماً من الخَدَرِ اللذيذِ،
نعيشُ فتنتهُ
بديلاً
عن مكابدةِ الحياةْ .!
لا وقتَ
كي نستحضرَ الرؤيا التي
رَسَمَتْ ملامحَنا
على أوراقِ وَردٍ
بَعْثرَتها الريحُ
في كلّ الجهاتْ.
لا وقتَ
كي نستعرِضَ الأحلامَ والأوهامَ
والأفكارَ والأشعارَ
والقصصَ التي ذابَتْ
بماءِ الأمنياتْ.
لا وقتَ
كي نسترجعَ الزفراتِ
من غَبَشِ المرايا،
بعدَ أن شَحبت مرايانا
وغطّاها غبارُ الذكريات.
لا وقتَ..
لا..
يا أيّها الطفلُ الذي
ما زال يَقبعُ داخلي
ليشيرَ لي،
في كلّ منعَطَفٍ،
إلى درب النجاة
لا وقت، بعد الآن، إلا للحياة.
لآ وقت إلا للحياة.
(قصيدة من ديواني الذي حمل العنوان نفسه: لا وقت إلا للحياة). صدر عن اتحاد الكتاب عام2010
…………………………………..
الشّعرُ مصدرٌ للمعرفة ولايمكن إيصال المعرفة للغير إلا بوسيلتها الخاصّة وهي اللغة و القصيدة الّتي بين يدي تختزل المعرفة الإنسانية فقد اجتاز الشاعر الكثير من التجارب ليقدم خلاصتها في قصيدته نبدأ من العتبة الأولى للنص وهي العنوان فأسلوب الكف لعمل إلا جعلنا في محاذاة التجربة فقد كف حرف النفي لا.. إلا الإستثنائية عن عملها لتتحول أداة حصر تحصر الوقت بالحياة وكأنّ المبدع يقول:
الوقتُ للحياة و بعد تمعنٍ في معاني القصيدة رأيتُ أن أسبرَ أغوارها من الناحية الجمالية و النقد الجمالي يستمد قواعده
من الأسلوبية و الألسنية و اللغوية و البلاغية التي وظّفها المبدع متسقةً و منظمةً ليساعدَ على تقديم إجابةٍ منطقية تمنح معلومةً ثرة التجربة، ولأن علم الجمال يُعنى بالقيم الخُلقية و المعرفية و النفسية لابدَّ ان نبحرَ في كنه العلاقة بين ولادة القصيدة وبين( ١)المنهج النفسي الذي يستمد آلياته من نظرية التحليل النفسي بعيداً عن عقد (سيغموند فرويد)
لأصلَ إلى منطقة اللاوعي /اللاشعور/و مخزن معلومات المبدع فالشّخصية الموجودة في العمل الأدبي حقيقته لأنّها تعبر عن رغباته المكبوتة و وقائع حقيقية في لاشعور الشاعر الذي يستجيب لمؤثراته النفسية.
ونحن على أعتاب نصٍّ حداثي صاغه الشاعر المبدع على تفعيلة البحر الكامل كاملة و مجزوءة ليشيعَ في النص مناخاً موسيقياً ملائماً تطرب له أسماع المتلقي و كأننا ننصت لنبضات قلب أو دقات ساعة… (لا وقت كي نستحضر الوقت الذي / رسمت أصابعه ملامحنا) هناك ما يشغل المبدع عن استعادة طفولته الأولى حين تشكلت ملامحه و اتضحت ولكن أينَ… على مرآة ريح.. في صورة استعاريّة مزاجاً بين الملموس المرئي /المرآة/و الريح المحسوسة ذات الحركة السريعة و الصوت في آنٍ معاً فهي شديدة وليست مجرد هواء.و ننرى إن الريحَ هنا كنايةً عن صعوبات الحياة… وتجتاح في استعارة مكنية حاذفاً المشبه به الحرب او الصعاب و الاجتياح لا يتمّ في زمكان معينين و غاية الاجتياح تذكيرنا لما كنّا عليه في أصلنا من ماءٍ وطين و الريح تذروه فقد مرّ عليه الكثير من مياه على رمال دروبنا
و الماء رمزٌ لكلّ شيءٍ حيّ نزولاً عند قوله تعالى :”وجعلنا من الماء كلّ شيءٍ حيّ” فمكون مادة الأساسي هو الماء مما يدلّ على تنوّع ما مرّ بالشاعر من بشرٍ و أحداثٍ.. و يسترسل :
ونشيدنا ما زال مطوياً /ببطن زجاجة فالصورة تتجلى في صوتٍ محسوس النشيد.. يطوي كسجل أو ورقة في بطن جديدة كما قرأنا في الروايات عن رسائل كثيرةوُجدت في زجاجة ووصلت الشاطئ بعد سنين عديدة وهذه الزجاجة عرضة للأهوال و التلاعب (تلهو بها الأمواج من تيهٍ /لتيه)
فالنشيد كناية عن الأمنية التي يتغنى بها الشاعر وهي مكتومة في زجاجةٍ تلهو بها الأمواج بين ضياع و ضياع.
و يخاطب الآخر قائلاً :(لا تنتظرني عند منعطف الطريق) يتنقل المبدع من توصيف مناخ القصيدة إلى المناجاة متوجهاً إلى مجهول طالباً عدم انتظاره فهو دائم الحركة (قدماي زوبعتان) و الزوبعة حركة متسارعة للرياح تترافق مع تغييرات الطقس و العواصف و التشبيه بليغ مدهش فكيف للقدمين أن تتحولا زوبعتين لشدة سرعتهما… (لا أفق يضمهما) و الأفق نقطة إلتقاء الأرض بالسماء فطموح المبدع غير محدود و لا ليل يضيق عليهما و لشدة تفرّد شخصية المبدع حول كل ما في الكون إلى أوقاتٍ لتحقيق ما يرغب فيداه لا تتلمسان من المعالم غير ما نثرته أجنحة البريق في استعارةٍ تصريحية حاذفاً المشبه جاعلاً البريق ذو أجنحة كطائرٍ قابلٍ للتجسيد… و يتابع بأسلوب إنشائي طلبي استفهامي :(هل كنت تتبعني؟) كاني سمعت رفيف روح
ومن خلال الاستفهام الطلبي يطلب المبدع التفاعل و الانفعال ليمتزج برغبة الشاعر بايصال عمق الفكرة و كأن التشبيهية تفيد معنى الاحتمال و ما يليها أسلوب خبري مؤكد بقد كما يدل على حالة التوتر و القلق التي يعاني منها الشاعر..
أو لمحت ظلال طيف/ أو شممت عبير صفافٍ عتيق
المبدع المحنك يستخدم تراسل الحواس بين مسموعٍ و مرئيٍ و مشمومٍ في صورٍ استعاريّةٍ متلاحقة تأخذنا إلى أجواء المبدع و لكن أسلوب النفي التالي يضعنا على محك الأجوبة (لا تمتحن ضعفي /أمام غواية الذكرى /فإني/لا أطيق….. فهو لا يود استعادة ذكرياته فهي تضعفه و تكرار أسلوب النفي يفيد معنى التوكيد….
وما بين مصدقٍ ومكذب يتسائل هل كنت تتبعني إذن؟ هل كنت……. أعالي عنفواني) يكرر هل في أسلوبٍ إنشائي طلبي و ينجلي جمال الصورة في أعالي العنفوان و هو أول الشباب و جدته وقد جسده في صورةٍ إيحائيةٍ تشي بالسمو و الرفعة و يترنم بما يجيش في فؤاده من ترانيم الشجن و رغم علو شأنه و شبابه الغض يدندن أغانٍ حزينة…ثم توالي الأسئلة يبهر المتلقي..( هل كنت تعرف أنني /و برغم أقنعتي /أخبئ في ضلوعي جمرة) برغم أقنعتي و القناع يخفي الملامح و انفعالاتها و يتسائل المبدع إذا ما كان واضح الاتقاد للمتلقي الذي هو معادله الموضوعي يسقط عليه مشاعره و الأقنعة متعددة و ليست قناعاً واحداً و ربّما قصد اختلاف حالاته الانفعالية بين حزنٍ وغضبٍ و فرح ولامبالاة أو يريد تأكيد فكرة إن كل إنسانٍ ممثل يرتدي من الأقنعة ما يناسب الموقف الذي يمرُّ به. و الشاعر لا يظهر ما به من اشتعال الجمر كناية عن جذوة مشاعره و رغباته الغير متحققة و هو غير خانع لتصاريف الزمن و لا يسلم قياده بيسرٍ.
ثم ينتقل ليصف كنه جمرته المقدودة من ماءٍ و طين و كل إنسان من ماءٍ وطين غير أن الشاعر قدَّ جمرته من أصله و منذ صرخته الأولى شعرت والدته إنه ليس ككل مولود و دموعها مازالت تكوي الشاعر في استعارة تصريحية مؤثرة الوقع… و تدافعت كلماتها حمماً و الدافع دليل السرعة المتزايدة للكلمات في استعارةٍ أخرى يجسد المبدع الكلمات كحمم البركان المتدافعة مما منح الصورة جمالية..( تدك جذور أعصابي /و تسري في شراييني) كلمات الأم مثلت للشاعر ثورةً جامحةً في بتشبيهٍ بليغٍ و تسري في الشريان كما الدم… وقد مزج المبدع بين أسلوبي الخبر و الإنشاء ليشدَّ القرّاء فهو في ذروة دفقته الشعورية ما زال يلقي الأسئلة توقاً لمعرفة الأجوبة و نبوءة الأم تفسر ذلك إذ قالت:
(ستعيش مشدوداً إلى إيقاع نجم………
فالأم تتنبأ بمستقبل وليدها إذ أدركت تفرّده و سين الاستقبال تؤكد استمرارية الفعل المضارع المستمر في المستقبل الشاعر سيقضي حياته و أيامه مرتدياً غبار الحروف كناية عن تعتيقه الشعر و حروفه عطشى ظمأى للمعرفة و عملية بحثه عن ينبوع المعرفة لا تتوقف فهو مازال مجهولاً رغم صيرورته و تفجره على يدي المبدع متناصاً مع قوله تعالى :”و فجرنا الأرض عيوناً” و ما زال بحثه جارٍ يلوب في فجاج الوجد و الوجد معنوي وهو أشد حالات الحب في فجاج متناصاً مع سورة الحج :”يأتين من كل فجٍّ عميق” كما قال:”و جعلنا فيها فجاجاً سبلاً” و الفج الطريق و لكنه طريق الحب و يسترسل في النبوءة الذي يقود إلى جبل تحمل رؤاك… في استعارة مادية مزاجاً بين المادي المحمول و المعنوي الرؤى… و تدحرج الصخر الذي لم يبق من أحد يدحرجه سواك… مذكراً بأسطورة سيزيف المعذب بآثام البشر حيث يحمله صخرته إلى الجلجلة و كلما وصل القمة تتدحرج إلى السفاح من جديد
ليعيد الكرة… لكن زمن البطولات ولى و لم يعد أحد يحمل الصخر إلا الشاعر…
يتبع…