الأريج سعيد
استهدفت الفصائل المسلحة المدعومة من قبل الاحتلال التركي و الأميركي و الإسرائيلي المتواجدة في المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية حفلا لتخريج طلاب الدورة السابعة و السبعين في الكلية الحربية في مدينة حمص بطائرات مسيرة تحمل متفجرات عنقودية بعد تحليقها بالقرب من مكان الاحتفال و هذا ما أكده المتواجدون بالكلية لحظة الإستهداف أن طائرات مسيرة قامت بالتحليق على علو منخفض فوق الكلية الحربية بعد انتهاء مراسم الحفل و أثناء توجه أهالي الطلاب إلى المنصة و قيامهم بالتقاط الصور التذكارية مع أبنائهم الضباط الخريجين حيث اعتقدوا أنها طائرات صديقة تقوم بتصوير الحفل ، أحد الضباط الخريجين بين أن الضباط المكلفين بحراسة الكلية علموا أن الطائرات المسيرة معادية و قاموا باستهدافها برمايات نارية مما أعاق عدوانها الذي نجحت بتنفيذه بعد عدة مناورات استطاعت من خلالها الهرب من نيران حراس الكلية
الضابط أحمد من طلاب الكلية الحربية أضاف قائلا
” بعد حوالي خمس دقائق من انتهاء مراسم حفل التخرج و مغادرة وزير الدفاع و الوفد المرافق له السياسي و العسكري و الأمني قامت طائرات مسيرة بتنفيذ اعتداء إرهابي على الكلية الحربية و تحديدا بالقرب من المنصة التي كان يتواجد فيها وزير الدفاع و الوفود المرافقة له ما أدى إلى إصابة و استشهاد عدد كبير من الضباط و ذويهم ممن كانوا يلتقطون الصور التذكارية بالقرب من المنصة المذكورة “
الجريح علي والد أحد الضباط الخريجين :
“توجهت مع عائلتي الى مدينة حمص لحضور حفل تخرج ولدي و بعد انتهاء مراسم الحفل و أثناء تواجدنا بالقرب من الطلاب الخريجين لتقديم التهنئة و في غضون دقائق تحول المشهد من فرح و أهازيج إلى مشهد دامي فالدماء ملأت المكان و الأشلاء تناثرت هنا و هناك وسط صدمة و ذهول الجميع”
عدد من الضباط الخريجين توعدوا بالرد الفوري انتقاما لشهداء الاعتداء الإرهابي مطالبين القيادة من خلال بيان لهم بإصدار قرار يقضي بإلغاء دورة التخرج و يسمح بالالتحاق بصفوف القتال بهدف الثأر لرفاقهم من خريجي الكلية الحربية الشهداء و الجرحى
قوات الجيش العربي السوري و الجيش الروسي ردت على الاعتداء الإرهابي بهجوم عنيف غير مسبوق على كافة مواقع و تحصينات الفصائل المسلحة على امتداد محاور ريف اللاذقية ، حماه ، إدلب ، جسر الشغور و حلب عقب الهجوم الإرهابي بساعات قليلة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة و الثقيلة و القصف المدفعي و الصاروخي و لايزال الرد جاريا حتى اللحظة حيث تم اطلاق عدد كبير من الصواريخ التي استهدفت مواقعهم ما أدى إلى اشتعال النيران فيها و تدميرها
مصدر عسكري أكد أن الفصائل المسلحة لم تكتفي باعتدائها على الكلية الحربية بل تعدت ذلك الى استهدافات مكثفة على محيط مدينة حمص بالطيران المسير و تركزت استهدافاتها على المشافي التي يتواجد بها الضباط الجرحى و ذويهم كما استهدفت حي الغوطة بحمص و عدد من المحافظات منها حماه و اللاذقية ما تسبب بإصابات بين المدنيين و أضرار مادية لافتا إلى أن الدفاعات الجوية تصدت لعدد كبير من الطائرات المسيرة و قامت بإسقاطها قبل وصولها إلى أهدافها متوعدا أن الانتقام سيفوق توقعات تلك الفصائل لاسيما هيئة تحرير الشام التي أخلت جميع مقراتها بما فيها مقر ما تسمى بحكومة الإنقاذ بعد استهدافها بصليات مكثفة من الصواريخ بالإضافة إلى قيام جبهة النصرة بسحب قواتها المنتشرة على طريق
الM4 بين اللاذقية و حلب المؤدي إلى أريحا نتيجة الرد الانتقامي من قبل قوات الجيش العربي السوري مشيرا إلى أن سبب التصعيد من قبل الجماعات المسلحة هو الانفتاح الكبير الذي تشهده سورية على العديد من الدول و استعادة مكانتها و ذلك بعد عودتها إلى جامعة الدول العربية و زيارة الرئيس بشار الأسد للصين و استهداف الجيش العربي السوري لمواقع الإرهابيين و حلفائهم على كامل الجغرافية السورية و تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح و العتاد و استعادة عدد من المناطق إضافة إلى ما حدث في المنطقة الشرقية من استعادة العشائر العربية لأراضيهم و حربهم ضد قوات قسد
الرد العسكري السوري تزامن مع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى و التي استهدفت المدنيين و العسكريين في تل أبيب و تم خلالها أسر المئات و قتل و إصابة الآلاف بينهم قيادات إسرائيلية رفيعة المستوى بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية في عدد كبير من المناطق الفلسطينية المحتلة و هي العملية العسكرية الأولى من نوعها و الأكبر في فلسطين منذ احتلالها عام 1948 استعادت المقاومة من خلالها مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة كما وصلت نيرانها الجنوب اللبناني و الجولان السوري المحتل حيث تم استهداف عدد من نقاط العدو في مزارع شبعا و كافة مراصدهم في جبل الشيخ و قد ردت الدولة المحتلة على استهداف نقاطها بقصف مطاري دمشق و حلب و إخراجهما عن الخدمة قبل وصول طائرة وزير الخارجية الإيراني في رسالة واضحة للمقاومة كما أرسلت أميركا و بعض الدول الأوروبية تعزيزات عسكرية كبيرة جوا و بحرا لدعم إسرائيل و الوقوف إلى جانبها و بهدف حماية مصالحها و قواعدها ،
عملية طوفان الأقصى قد تمتد لتشمل الشمال السوري لاسيما بعد إعلان رؤوساء عدد من الدول العربية مؤازرتهم للمقاومة الفلسطينية و الجيش العربي السوري في حربهم ضد الإرهاب و عقدهم اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية و بحث مجريات الأحداث في فلسطين و سورية أيدت الجامعة في ختامه الوقوف إلى جانب المقاومة و دعمها و كانت جامعة الدول العربية و العديد من الدول منها
روسيا ، بيلاروسيا ، الصين ، اليابان ، أرمينيا ، إيران ، مصر ، الأردن ، العراق ، اليمن ، فلسطين ، لبنان ، السودان ، الإمارات ،سلطنة عمان و البحرين أدانت الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الكلية الحربية بحمص حيث وجه روؤساء تلك الدول برقيات تعزية للرئيس بشار الأسد مشددين على وقوفهم إلى جانب سورية في حربها لاجتثاث الإرهاب من كافة بقاع الأرض ، و قد أعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي عن عزاءه للرئيس بشار الأسد و للجمهورية العربية السورية قائلا
“إننا في إيران حكومة و شعباً نشعر بالأسف لهذا الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد و إصابة عدد كبير من الضباط الشباب، و نتوقع أن تقوم المؤسسات الدولية، و خاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمسؤولياتها تجاه هذا الاعتداء الإرهابي ” مشيرا إلى أن استمرار الهجمات الإرهابية في سورية خلال الأشهر الأخيرة يعود إلى تواصل الدعم الاستخباراتي و الأمني و اللوجستي للإرهابيين بغية منع إرساء الاستقرار و الأمن الكامل في هذا البلد كما أكد الرئيس الإيراني أن المسؤولية عن هذا الحادث المأساوي تقع على عاتق الداعمين الأجانب للجماعات الإرهابية، بما في ذلك المحتلون للأراضي السورية الذين يمنعون سورية من ممارسة سيادتها الوطنية على أراضيها و المكافحة الفعالة للإرهاب لافتا إلى أن هذا الفعل الإجرامي أظهر أن مناهضي الأمن و الاستقرار و التنمية في المنطقة مستمرون في نهجهم الإرهابي و الوحشي الذي عانى منه الشعب السوري و أن المساعدة في خلق مساحة لاستمرار بقاء داعش و الإرهابيين التكفيريين في سورية فعل يتماشى و يكمل عدوان الكيان الصهيوني على السيادة الوطنية في سورية.
بدوره رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين معزيا الرئيس بشار الأسد
“ندين بشدة هذه الجريمة الوحشية التي أسفرت عن ضحايا الكثير منهم من النساء و الأطفال و نأمل بأن ينال مرتكبوها العقاب الذي يستحقونه”، معرباً عن خالص التعازي و المواساة و الدعم لأسر الضحايا و التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى مؤكدا عزم بلاده مواصلة التعاون الوثيق مع الدولة السورية في مكافحة جميع أشكال الإرهاب.
المجتمع المدني و المحلي ، كافة الطوائف الدينية ، مجلس الشعب السوري ، اتحاد الصحفيين السوري ، المنظمات و غيرهم استنكروا العمل الإجرامي الذي طال حماة سورية و ذويهم مشددين على الوقوف مع الجيش العربي و ضرورة الرد الفوري و الضرب بيد من حديد ،
رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس رافقه وزيرا الدفاع العماد علي محمود عباس و الصحة الدكتور حسن الغباش المصابين في مشافي حمص للاطمئنان على وضعهم الصحي و التأكيد على متابعته اللحظية من قبل الجهاز الطبي و التمريضي و الوقوف على احتياجتهم و تلبيتها بعد ذلك تم بحضور وزير الدفاع و وفود سياسية و عسكرية و أمنية تشييع الشهداء من محافظة حمص إلى مثواهم الأخير في المحافظات السورية وسط حضور رسمي و شعبي مهيب أكد خلاله الضباط المشيعين أن العمل الإجرامي الغادر لن يمر بسلام متمنين الشفاء العاجل للجرحى مترحمين على شهداء سورية العزة ، كما أعلنت الجمهورية العربية الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن 87 شهيدا و 133 جريح في حصيلة غير نهائية بحسب وزراة الصحة في الجمهورية العربية السورية.