جوٌّ لطيفٌ
كساحة حربٍ منقضية،
غيمٌ يضمّد جرحاً شمسيّاً،
ووردٌ ناعمٌ يشي بأفول المحاربين!
مطرٌ يلوح كدعاءٍ هامسٍ،
وبردٌ وجلٌ يومض!
يغريك أكتوبر بالكذب،
فتوشّح أمنيات وعرة بالوردي!
وتتثاقل في الخطو محاذراً
أفخاخ النعاس،
تجري أمامك ذكرياتٌ
يتشاقين بكرةٍ تشبه قلبك،
فيكسرون شباك جيران على البال!
تصرخ
فتنبثق من فاهك رياح عنبٍ تشريني،
وتغزوك جنبات ضيعتك شجرة شجرة.
تتهم الحنين بالغدر!
خيانةٌ لذيذةٌ كالنوم بعد وجعٍ مديد!
لا…
يجب أن تبقى ساهراً فلاتنسى موعد دوائك،
لكن الأقراص البيضاء الصغيرة،
تتعلّق بالنجوم،
ولاسبيل لك إلا عينيك!
تبتلعها حبّةً حبة…
وتعلّل النفس
بأنك بذلتَ أقصى مايمكن،
سوى أنّ البعاد عنيدٌ
بشكلٍ لايوصف،
وقاسٍ!
يتحدّى دمعك أن يحفر فيه!!
المحطّة التالية في كبد الضباب،
وَكفّ السنونو عن الإرشاد.
تعتمدُ على بوصلةٍ من قشّ على ظهر ماء،
او تكمن لتوجُّه طيران الفراشات.
تنادي وتتبع صداك…
قد تعثر في جهةٍ ما،
على من تبقّى
بعد الغياب.
د الشاعر شادي عمار